القائمة الرئيسية

الصفحات

"الحب الذي يُربي لا يُدلّل… وصايا في تربية الأبناء"

بقلم: أحمد الشبيتي

ليس كل من قال: "أنا أحب أولادي" قد عرف الحب بمعناه الحقيقي والعميق…
فالحب الحقيقي لا يُقاس بالخوف عليهم، أو الاشتياق إليهم، أو إغراقهم في الهدايا والدلال، بل يُقاس بما نقدمه لهم مما يُصلحهم ويؤهلهم لحياة كريمة مستقلة راشدة.

الحب الحقيقي أن تقول "لا" حين تكون المصلحة في "لا"، حتى لو بكت أعينهم، أو تألمت قلوبهم.
فدمعة اليوم التي سببها الانضباط، خير من ضياع الغد الذي سببه التدليل المفرط.

أن تُحب أبناءك يعني أن تتحمل حزنهم المؤقت، كي تصنع لهم غدًا أقوى، وعقلًا أرجح، وقلبًا أصلب.
يعني أن تعدّهم للحياة، لا أن تربطهم بك، فتجعلهم يتعثرون إذا ابتعدت عنهم يومًا أو فُقدت منك سندًا.

أن تُحبهم هو أن تعلّمهم كيف يتحملون المسؤولية، كيف يواجهون الفشل، كيف يعتذرون بصدق، وكيف يصلحون ما أفسدوه.
أن تُحبهم يعني أن تكون لهم قدوة… لا مجرد ناصح!
أن يروا فيك صدق القول، وعدالة القرار، وثبات الموقف، وحنان القلب.

اجلس معهم بروحك، لا بجسدك فقط.
كن حاضرًا حين يتحدثون، مستمعًا حين يبوحون، صادقًا حين تعد، عادلاً حين تحكم.

الحب الحقيقي أن تقود قلوبهم إلى الله قبل أن تملأ أيديهم من الدنيا،
أن تغرس فيهم الإيمان، وتربطهم بالقيم، وتملأ قلوبهم باليقين،
أن تجعلهم أقوياء بالله، قبل أن يكونوا أقوياء بالعلم أو المال أو الجسد.

فأحبّوا أبناءكم بعيون المستقبل، لا بعيون اللحظة…
ازرعوا فيهم ما يُصلحهم، لا ما يُسعدهم مؤقتًا…
فهذا هو الحب الذي يبقى،
الحب الذي يرضي الله… ويربي النفس… ويبني الإنسان.

 رسالة حب وتقدير لكل أب وأم:
أنتم الأساس، أنتم الجذور، وأنتم من يغرس في القلب أول بذور الخير.
استمروا في حبكم العاقل، الصادق، الثابت… فأنتم تبنون أمة من خلال تربية أبناءكم.
ولتعلموا أن التربية ليست لحظة رضا… بل مسار من البناء والرحمة والحزم والصبر.

تعليقات