القائمة الرئيسية

الصفحات


✍️ بقلم المعز غني


في كتاب الله العزيز ، يقول تعالى :

﴿ وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يُبدين زينتهن إلا ما ظهر منها﴾ 

 [النور: 31] .

آية عظيمة ، لا تُخاطب الجسد فحسب ، بل تهذّب القلب وتُقوّم السلوك وتزرع الحياء في النفوس .


الحياء ليس قيدًا يَكبت حرية الإنسان ، بل هو صمام أمان يحفظ القلوب من الغواية ، ويحفظ المجتمعات من الانهيار الأخلاقي . وحين يغيب الحياء ، تكثر الفتن وتضطرب العلاقات ويذبل الحب الصادق النقي في النفوس .


في شوارعنا وأسواقنا ، حين تمرّ فتاة بثوبها المحتشم وحيائها الأصيل ، تُصبح رسالة حيّة بأن الأخلاق ما تزال بخير ، وبأن الجمال لا يُقاس بمدى كشف الجسد ، بل بمدى صونه وإحترام .


أيتها الأخت العزيزة ،

عودي إلى الحياء ، فهو ليس ضعفًا كما يروّج البعض ، بل هو نُبلٌ وقوة تُربّي على العفّة وتحمي من السقوط في مستنقعات السطحية والابتذال .


رفقًا بشبابنا الذين يحلمون بقلوب صافية لا تعكّرها المشاهد المستفزة ،

رفقًا بذكورٍ وإناثٍ يحتاجون إلى مجتمع يُعينهم على الطهر لا على الفتنة .

رفقًا بأنفسنا ...

 فقد تعب هذا الوطن من تآكل القيم ، وتآكل الأرواح خلف مظاهر براقة تخفي خواءً داخليًا .


اللهم أرزقنا وإياكم الحياء ، ظاهرًا وباطنًا ...

اللهم جمل قلوبنا بالتقوى ، وأبصارنا بغض النظر وأجسادنا بالحشمة والوقار .

اللهم أحفظ شبابنا وبناتنا من كل فتنة ، وأهدِ نساءنا إلى زينة الحياء ، ورجالنا إلى عفة البصر والقلب .

وأجعل يا رب صلاح مجتمعاتنا في عودة الحياء ، فهو مفتاح الخير كله ومن فقده فقد الكثير .

تعليقات