بقلم المعز غني
الليلة نابل ترتدي ثوبها الأبيض... وتغني !
مساءٌ استثنائي تعيشه عروس الوطن القبلي، مدينة نابل، في حضرة الفن والطرب ضمن فعاليات الدورة السابعة والثلاثين من مهرجان نابل الدولي.
الليلة، الثلاثاء 22 جوان 2025، وعلى ركح مسرح الهواء الطلق، يعلو صوت الفن عالياً مع العرض الفرجوي المنتظر: "كلنا نغني"، انطلاقاً من الساعة العاشرة ليلاً. موعد مع البهجة التي لا تخون، مع الموسيقى حين تصبح لغة عالمية تسكن القلوب قبل الألسن.
هي ليلة بيضاء بامتياز، لا لأننا سنرتدي الأبيض فقط، بل لأن النوايا ستكون طاهرة كأحلام الطفولة، ولأن الغناء حين يُؤدى بحب يصير طقساً للتطهر من عناء الأيام.
الأبيض لباسنا هذه الليلة، لا عن عبث، بل لأن كل نغمة هي سلام، وكل لحن هو دعوة للمحبة، وكل إيقاع هو حوار عابر للحدود والثقافات.
في هذا الركح ، لن تكون مجرد فرجة عابرة أو عرض مسرحي غنائي ينتهي عند آخر تصفيق ... بل هو إحتفاء بالإنسان فينا.
هو دعوة لأن نكون مجتمعاً واحداً يتنفس الفن ويعيش اللحظة بشغف وحبور .
في نابل ، الليلة، نغني كلنا ...
نغني للحب ، للفرح ، للوطن ، وللحلم المؤجل الذي يستحق أن يتحقق ذات لحن .
فلا تخذلوا الدعوة ، إرتدوا الأبيض ، وأحملوا في قلوبكم طفلاً صغيراً لا يعرف إلا الغناء والبسمة ، وتعالوا إلى المسرح حيث لن يكون هناك جمهور ومسرحيون ... بل عائلة واحدة كبيرة إسمها : نابل تغني .
بالطبع، وكلنا نغني ...
للأبيض في ثقافتنا المغاربية والمتوسطية رمزية عميقة تتجاوز الملبس لتلامس الروح.
هو لون الصفاء والنقاء ، لباس الأفراح والأعراس ، ورفيق طقوس الإحتفال بالحياة.
في تونس ، الأبيض هو لون السعادة والضياء ، ترتديه العروس في ليلة زفافها ، ويحمله العائدون من الحج دلالة على الطهر والعودة بقلوب جديدة.
أما في حضارات المتوسط ، فهو لون الشمس والملح والضوء ، رمز للتوازن بين البحر واليابسة ، بين الروح والجسد.
الليلة ، ونحن نرتدي الأبيض في نابل ، كأننا نعيد صوغ هويتنا الجماعية ، في فسيفساء بشرية تقول للعالم: نحن أبناء الضوء ... وأبناء الأمل .
في نابل ... الفن لا يغيب والشجن لا يشيخ .
تعليقات
إرسال تعليق