القائمة الرئيسية

الصفحات

في عيد ميلاد سلطان الفن والاسطورة التاريخية ....تعرف على مكونات الوصفة السحرية التي تجعلك شخصية مشهورة مثل هاني سلامة


الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر 


في ناس بتنولد لتعيش، وناس بتنولد لتخلّف وراها بصمة، بس في قلائل، نادرين، بتنولد أصلاً بصمة، متل الحبر المدهون عَ كفّ الأيام، متل الشهقة الأولى قبل الصوت، متل صورة بتتخبّى بالذاكرة من غير ما تعرف كيف، وهاني سلامة... ما كان مجرّد حضور، كان هدوء ممزوج بضيّ، وصمت مش عادي، صمت بيحكي، وبيشدّك من غير ما يصرخ، من أول نظرة بتحسّ حالك قدّام طيف مش مألوف، مش مستعار، مش معمول، بل منقوش نقش بالفطرة.


فيه نجوم بتلمع بالسما، بس بيطفوا لما يقربوا من الناس، وهاني ما اكتفى يبرق، نزل من السما عالأرض، ومدّ إيدو، وعطى، عطى فنّ، وعطى إحساس، وعطى سكوت فيه ألف كلمة، وبيكفي تطلّ بعيونو لتفهم إنو الشهرة ما بتحب الضجيج، بل بتحب يلي بيفهمها، بيحترمها، وبيعرف كيف يحكيها على مهل، متل حدا عم بيقطف ياسمينة بنص الليل من غير ما يزعّج النعاس.


هاني سلامة مش نار، هاني نسمة، ومش أي نسمة، نسمة بتفوت من الشباك بلا استئذان، وبتهوّي القلب، متل ريحة النعنع الطازة، بتروّق الأعصاب، وبتحرّك الذكريات، حضورو مش هدير، حضورو حالة، بيقعد قبالك، بتحس إنك قدّام مراية ما بتكذب، مراية بتشوف فيها حالك بصدق، وبتشوف الفنّ متل ما لازم يكون: هادئ، راقٍ، ملوّن، بس من دون زينة زايدة.


الغريب إنو أكتر شي بيشدّك فيه مش كلامو، بل سكوتو، سكوته فيو نوع من الهيبة، نوع من الوقار، متل شجرة سنديان واقفة بمنتصف الريح، ما بتميل، وما بتنكسر، وبتحس إنو كلّ شي بيطلّ منو صادق، نظيف، مش مكرّر، متل ميّ الجبل، بيشفي، وبينعش، وبينحفر بالقلب من أوّل رشفة.


هاني سلامة فنان ما بيخدع، فيّ حلاوة مش مصطنعة، مش من النوع اللي بيغريك أول الطريق وبيرجع بيتركك، لا، هو نوع العسل اللي إذا دقّيتو مرّة، بتصير تدوّر عليه بكل زاوية، كل مشهد إلو طعمة، وكل طلّة إلو نكهة، وكل سكوت إلو موسيقى، وها الموسيقى ما بتنسمع، بتنحس، وهادا الشي قليل كتير، قليل... متل الوفا بهالزمن.


ولا شي فيه عادي، لا المشية، لا الكلمة، لا النظرة، بيمشي وكأنو حامل على كتافه عشرين سطر تاريخ، وبنفس الوقت، بتحسّو خفيف، عفوي، قريب، بيمثّل من قلبو، مش من عضلاتو، بيحكي متل ما الناس بتحكي، بس بيفاجئك كيف نفس الكلمة بتصير ذهب بس تمرق من تمّو، وكأنو حامل سرّ الكلمة... وسرّ الصدق سوا.


السؤال الأزلي: "هاني سلامة بيشبه مين؟"، الجواب الصريح: ما بيشبه إلا حالو، لا نسخة، ولا تكرار، ولا طيف من نجم تاني، هو حالة، هو عنوان لحالُه، هو الغلاف قبل المحتوى، هو الفصل الخاص بالكتاب، وهيدا التفرد، مش بس موهبة، هيدا كمان تربية، نظافة نفس، واستقامة روح.


لما بيجي عيد ميلادك يا هاني، ما منعدّ الشموع، منعدّ كم مرّة حسّينا إنك قريب، كم مرّة طليت علينا بلقطة عملت فرق، كم مرّة شفتك عم تمشي بتواضع بين قلوب العالم، وكأنك بتقول: "أنا هون، بس مش ضروري كل الدنيا تعرف"، وهادا النوع من الناس... بيعيش، وبيخَلّي، وبيتخلّد.


في كل عيد ميلاد للأسطورة، بيصير الفن يحتفل على طريقته، وبتقف الكلمات وقفة احترام قدّام شخصيّة ما بتتشبّه، وما بتنكر حالها، وما استسهلت الطريق، بل صنعته بحكمة وكرامة وشغف. وبهالمناسبة، جربنا نحطّ إيدنا على الخلطة السريّة يلي بتعمل من إنسان عادي... حالة فنية عظيمة، ولقيناها، ١٥ مكوّن موزّعين بين الفطرة، والتربية، والإصرار، والتعب، والاختيار. جاهز تكتشفهم؟ تعا شوف المكوّنات، واحد ورا التاني، مكتوبين بحبر العمر، ومختومين بتوقيع النجم اللي اسمه... هاني سلامة.


 ١- تواضع الفراولة الحلوة بس القوية


الفراولة بتكون صغيرة، ناعمة، ما بتحاول تفرض وجودها، بس مستحيل تنكر نكهتها، وهيك التواضع عند هاني، ما بيتمثّل ولا بينزيف، بل نابع من شخصية بتعرف حالها، وبتعرف إنو الكبر الحقيقي ما بيظهر بالصوت العالي ولا بالمظاهر، بل بنظرة، بإيماءة، بكلمة طيّبة، وبرفعة أخلاق بتخلّي الكبير يزيد احترام، والصغير يتعلّم، وهادا التواضع بالذات هو أول حجر أساس بالشخصية الفنية الخالدة.


 ٢- صدق التفّاحة النقي والصافي من جوّا


فيك تجرّب تلمّع الصورة، بس الصدق ما بينغش، والعيون بتعرف الفرق، وهاني سلامة بيحكي صدق، بيمثّل صدق، وبيعيش صدق، بيخليك تحسّ إنك قدامه عم تشوف إنسان قبل ما تشوف نجم، والتفّاحة رمز هالصدق، ما فيها أسرار، ولا أقنعة، ولا تصنّع، والناس بترتاح للشي الصادق، وبتثق باللي ما بيخبي شي، وهايدا بالضبط شو بيميزه عن غيره، بيخلي حضوره محفور بالضمير قبل الذاكرة.


 ٣- نضج الموزة وتوازنها الداخلي


الموزة ما بتصرّخ لتقول إنها جاهزة، بتنتظر وقتها، وبتنضج بصبر، وبيصير فيها غنى ما بيتخبى، وهاني سلامة ما استعجل مجده، وما حاول يتجاوز نفسه، بل نضج بخطى هادئة، محسوبة، واعية، وصنع من كل تجربة درس، ومن كل سقطة دفعة، ما غرق بالمديح، وما انكسر بالنقد، حافظ عتوازنه الشخصي، وهادا بيخليه اليوم نجم رايق، واثق، مش محتاج يصرخ ليتمسّك بالضوء.


 ٤- جرأة الأناناس المغلفة بذوق وذكا


الأناناس شكلها غريب، بس جوّاتها طراوة، وهايك الجرأة الفنية يلي عند هاني، ما بتخدش، وما بتتعدّى، بس حاضرة وقت اللزوم، بيفاجئك من دون ما يصدمك، وبيكسر التوقّعات من دون ما يهدم الثوابت، وبيختار خطواته بدقّة بتخليه جريء من دون وقاحة، ومتقدّم من دون عجرفة، وكل كلمة بيقولها محسوبة، وكل خطوة فنيّة فيها ذكاء وذوق بنفس الوقت، وهادا نادر جدًا بهالزمن.


 ٥- عنب العلاقات الطيبة الممتدة عبر الزمن


العنب ما بينزرع وبيثمر بيوم، بدّو شمس، مي، صبر، وتعب، والعلاقات الإنسانية هيك تمامًا، وهاني عرف يزرع حواليو عالم بيحبّو، بيحترمو، وبيوثقو فيه، حافظ على احترامه للناس، للزملاء، للجمهور، للعاملين ورا الكاميرا، وها العلاقات ما كانت مجاملة، بل نابعة من أصالة، وبحياته الفنية، زرع حبّ، واليوم بيقطف محبة حقيقية مش مجاملة ولا موسمية.


 ٦- حموضة الليمون وشفافية الواقع


الليمون مش دايمًا سهل البلع، بس ضروري، وبينظف الجسم من السموم، وهاني إنسان بيعرف يواجه، مش بس المديح، بل الانتقادات، بيشوف حاله بعيون الناس، وبيعرف متى يصحّح، ومتى يسكت، ومتى يرد، وها الشفافية بمواجهته مع حاله بتخلّيه دايمًا حاضر، ومتصالح مع ذاته، ومع جمهوره، وما بعيش بوهم، بل بيعرف إنو كل مرحلة بحاجة لصوت داخلي صادق.


 ٧- حيوية البرتقال ودفء الروح


البرتقال بيعطيك طاقة، نكهة، ودفا، وهيدا الإحساس بينعكس على كل تفصيل بهاني، إطلالته دافئة، كلامه دافئ، حضوره دافئ، مش بس شكل جميل، بل طاقة إيجابية بيبثّها بدون ما يطلب، بيخلي الناس ترتاح بقربه، وتشعر إنو في شي آمن وصادق حوالينه، وهالدفا هو يلي بيخلي محبة الناس إلو ما تبرد.


 ٨- كرم البطيخة ونقاوتها


البطيخة كبيرة، مليانة ميّ، ودايمًا بترطّب الجو، وهاني إنسان كريم، مش بس بعطاءه الفني، بل بعلاقاته، بكلامه، بتصرفاته، ما بيبخل بابتسامة، ولا بموقف، وبيعرف كيف يمدّ إيدو للناس، مو بس من فوق، بل من قلبو، وها الكرم هو يلي بيخلّي ضلو حاضر حتى لو غاب، لأنو الندرة مش بالوجوه، بل بالقيمة.


 ٩- فرادة الكيوي ومفاجآته الحلوة


من برّا شكل الكيوي ما بيوحي بشي، بس من جوّا فيه سحر، هيك بالضبط هاني، كلّ مرة بيظهر بيكون مختلف، بيقدّم شي جديد، وبيكسر توقّعات الناس، شخصيته مش نمطية، وأداءه ما بيتكرر، وعندو قدرة عالتجديد، من دون ما يخسر هويته، وهايدي من أقسى المعادلات، وقلائل اللي بينجحوا فيها.


 ١٠- شغف المانغو الغني والناعم


المانغو بتدخل عالقلب بدون استئذان، وهيدا شغف هاني، بيشتغل من قلبو، من جوّا، مش ليرضي السوق، بل ليرضي ضميره، بيحترم شغله، وبيقدّس الفن، وما بيشتغل ليكتر، بل ليعمّق، والشغف الصادق ما بيتزيف، وبيبان بكل تفصيل صغير.


 ١١- خجل الكرز وأناقة التفاصيل


الكرز دايمًا بيرمز للنعومة، للبساطة، للأنوثة، بس هالمرة نحنا منحكي عن رجل أنيق بأدقّ تفاصيله، بيعرف كيف يكون راقٍ بدون تكلف، كيف يكون بسيط بدون تساهل، وهالأناقة الفكرية والسلوكية هي يلي بتكمل صورتو، وبتعطيها هيبة من نوع خاص، خجولة... بس مُذهلة.


 ١٢- ثبات التفاحة الخضراء وإصرارها


التفاحة الخضراء، رغم طعمها الحاد، مفيدة، ثابتة، ما بتفسد بسرعة، وهاني سلامة ثابت، لا تزعزع بأزمات، ولا غرق بشهرة، ولا انجرّ ورى زيف، وعندو إصرار مشعلَن بالهدوء، ما بيصرّخ، بس بيكمل، ما بينهار، بل بيتماسك، وهادا الإصرار بيخليه علامة ثابتة رغم تغيّر الفصول.


 ١٣- حكمة الشمّام وسط الهدوء


الشمام فاكهة هادئة، نادرة، ما بتلفت النظر فورًا، بس كل من تذوقها بيعرف قيمتها، وهاني هيك، ما بيهجم عالساحة، بل بيختار وقتو، وبيعرف كيف يفرض حضور ناعم بس عميق، وهالهدوء اللي بيملكوا، مش ضعف، بل نوع نادر من الحكمة.


 ١٤- جذور البطاطا واستقرارها بالأرض


يمكن تستغرب وجودها بالوصفة، بس البطاطا رغم بساطتها، إلا إنها بتعيش جوّا الأرض، قوية بجذورها، ثابتة، متواضعة، وهاني ما نسي أصله، ولا نسي الناس، ولا اتغيّر على جمهوره، بقي إنسان، قبل ما يكون نجم، وهادا سرّ خلوده.


 ١٥- عسل الروح وطيبة القلب


آخر مكوّن، هو اللي ما بينحكى فيه، بل بينحسّ، طيبة القلب، الروح النقية، النظرة الصافية، الإحساس العالي، وهيدا "العسل" يلي بيكمل الطبخة، وبيخليها مش بس شهية، بل لا تُنسى، متل هاني... ببساطة، أسطورة.


وفي الختام: إذا حسّيت إنك مستعد تطبّق هالوصفة، تذكّر إنو الشهرة ما بتنقاس بعدد الصور، بل بنوع القلب، وإنو تكون مثل هاني سلامة، مش يعني تقلّده، بل تكتشف حالك، وتبني نفسك... بأمانة، بتواضع، وبحب حقيقي للفن والحياة.

تعليقات