القائمة الرئيسية

الصفحات

الجمهور ينهار قدّام سحر ملكة جمال الكون… الأميرة روبي تطلّ بفستان أحمر بيلمع وصوتا بيغنّي عَ الوجدان متل تعويذة حب ما بتنتسى!



متابعة الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر 


بعزّ اللحظة يلي كانت الدنيا فيها عم تدور عالسريع، وبزحمة الأحداث والتفاصيل والتعب اليومي، وقفت النجمة المتلألئة روبي متل الأسطورة، وقالت للعالم: "لحظة! الجمال الحقيقي بعدو موجود، وأنا عنوانو". ومن على منصّة الحضور، من وسط المسرح أو حتى من صورة صغيرة طلعت عالشاشة، طلّت الأميرة المتربّعة على عرش الجاذبية، بفستان أحمر نار، عم بيلمع متل الشغف، متل الحنين، متل الأمل اللي ناطر إيد تسحبو من الزحمة.


الفستان الأحمر ما كان بس قماش… كان قصيدة من نار، ملفوفة عَ جسم روبي، ونازلة متل شلال سحر من عيونها لتفصيل رجليها، وجمهور ما قدر يتنفس من شدّة الفتنة!


عيون العالم وقفت، قلوب الناس رجفت، حتى الكاميرات احتارت وين تركّز، لأنو المشهد كان أكبر من قدرة العدسات. الفستان الأحمر كان ماشي وراها متل ظلّ من لهب، متل ذكرى بتوجع وبتشهق بنفس الوقت، وتفصيلو كان بيصرخ أنوثة راقية، مش مبتذلة، أنوثة بتعرف تبهر من دون ما تشرح، وبتعرف تلمع من دون ما تزعج. الدانتيل ناعم، القصة متقنة، الشقّات محسوبة، والأحمر يلي اختارتو ما كان لون… كان إعلان انتصار لهيبتها، لجمالها، لصوتا، لحضورها، لكل شي فيها بيخطف الروح.


الجمهور… يا ويلي عالجمهور! ما قدر يوقف لا صراخ، ولا تصفيق، ولا عيون عم تدمع من الجمال، ولا قلوب عم تدق أسرع من إيقاع الأغنية


من أول ما طلّت، كانت الأرض عم تهتزّ تحت أقدامها، والناس واقفة بين الانبهار والانهيار، مش عارفين إذا بدن يركضوا يحضنوها ولا يصفّقوا أو يصوروا أو بس يبكوا من الجمال يلي ما بينوصف. في وحدي كتبت: "أنا فقدت توازني لما شفتا، نسيت إسمي"، والتاني قال: "روبي عم تثبت إنو الجاذبية إلها إسم واحد". وهون بتبلّش الأسطورة، لأنو مش كل يوم بيطلع صوت بيغنّي وبيحكي، وبيفهمك من أول نظرة إنو الحكي خلص… والصورة صارت صلاة.

صوتا… آه يا صوتا… مش صوت، هيدا دفا، هيدا سحر، هيدا نغمة نازلة عَ القلوب متل مطر ناعم، عم ينقّي منّا التعب، ويفتح بوابة ذكريات كنا ناسيينا


لما بلّشت تغنّي، صمت الجمهور، صارت أصواتن شهقات مكتومة، صوتا كان بيدفّي الصالة من دون ما يرفعو، بينزل متل نسمة عَ الخد، بيمرق متل ريحة عطر، وبيخلي كل واحد يحسّ إنو الأغنية إلو، الكلمات إلو، واللحظة بتخصّو. روبي مش بس عم تغنّي، هي عم تعيش الجملة، عم تحسّ النغمة، وعم تمرّق الحكي بصوتا متل حبل حرير نازل عَ الوجدان. والناس، من أول مقطع، راحوا بعالم تاني، غفّوا، دابوا، وعاشوا عشق فني ما بينوصف.

روبي مش بس نجمة… هي حالة كونية خارقة، فيها من البدر لمعة، ومن الشمس قوة، ومن الليل هدوء، ومن الحلم كل المعاني


مش غريبة تكون ملكة جمال الكون… لأنو الكون لما خلقها، قرّر يختصر كل التفاصيل الحلوة بكائن واحد، وكل الأحاسيس العميقة بصوت واحد، وكل معاني الحضور النبيل بمشي وحدي. نظرتها، ضحكتها، طريقة مشيها، حتى لمعة عيونها، كلها بتقول شي: "أنا روبي… وما حدا بيشبهني". مش نجمة بتتكرّر، مش بس فنانة، هي حالة، حالة سحرية، بتجمع الجمال بالقوة، الرقة بالهيبة، الجنون بالعقل، والعفوية بالذكاء… وهون بيصير الجمهور ضايع، لأنو ما بيعرف إذا بده يحبّها، يعشقها، يقلّدها، ولا يوقف مصفّق مدى العمر.


وبين الفستان الأحمر، والصوت الساحر، وهدير الجمهور يلي عم يصرّخ اسمها… كانت اللحظة وحدة من اللحظات النادرة بتاريخ الفن، يلي منعيشا مرّة… ومنتمنّى تضلّ للأبد

كل شخص حضر، أو شاف الصورة، أو سمع صوتا، حسّ إنو روبي عم تغنّي إلو هو، وحدو، وكأنو هالطلّة إله بس، وهيك بيصير الفن مع روبي… بيتحوّل من عرض، لحالة وجدانية، من حفل، لجرح حلو، من مشهد، لتاريخ ما بينمحى. وبعد ما خلصت، الجمهور ما قبل يرجع متل قبل… لأنو روبي مشّت فيهن نار، وتركت عيونن معلّقة عفستان، عصوت، وعلى لحظة مجد ما بتنحكى… بس بتنحسّ.

تعليقات