بقلم: أحمد الشبيتي
كأنها أصبحت كلمة ثقيلة على الألسنة، منفرة للآذان، تُثير الشك والسخرية بدلًا من الأمل والكرامة… إنها كلمة "انتخابات". فحين تُذكر بين الناس، تراهم يتبادلون النظرات، يبتسمون بمرارة، أو يغيّرون الموضوع وكأنهم يهربون من شيء خذلهم مرارًا.
فما الذي جعل كلمة الانتخابات، التي من المفترض أن تكون عُرسًا ديمقراطيًا، تتحول إلى مناسبة يراها البعض فارغة المحتوى، ثقيلة المعنى، بلا تأثير حقيقي؟ هل السبب هو هيمنة بعض الأحزاب التي توهمت أن الأرض لا تُنبت غيرهم، وأن الناس لا تصوّت إلا لهم؟ هل هو تسلط البعض ممن يتعامل مع السياسة كأنها "أملاك خاصة"، لا يحق لغيرهم دخولها أو الحلم بمكان فيها؟ أم هو المال السياسي الذي صار هو اللاعب الأساسي في مشهد الانتخابات، يشتري الصوت، ويخنق الكلمة، ويكتم الأمل؟
نحن نعيش زمنًا لا تُقاس فيه قيمة المرشحين ببرامجهم، بل بقدرتهم على الإنفاق، لا تُعرف فيه الأحزاب بمواقفها بل بتحالفاتها المشبوهة، لا يُختار فيه النواب لحكمتهم بل لولائهم أو شهرتهم أو إنفاقهم.
لكن، رغم كل ذلك، لا ينبغي أن نفقد الأمل…
أيها المواطن، لا تُسلم صندوقك إلا لمن يستحق، لا تُفرّط في صوتك، فإنه أمانة. دع الصندوق يشهد على صدقك، لا على بيعه. اجعل العالم يرى أن هذا الشعب، برغم كل ما مرّ به، لا يزال قادرًا على التغيير.
دعوا من يريدون العمل يعمل، دعوا الشرفاء يسطرون هذه الملحمة، دعونا من شعارات كاذبة ووعود لا تُنفذ.
دعوا الوطن يتقدم، لا عبر صفقات انتخابية، بل عبر إرادة حرة واعية.
دعوا المواطن ينتخب، لا بسعر بخس، بل بحرية حقيقية.
اتركوا الشباب، فهم طاقة هذا الوطن…
اتركونا نحب هذا البلد كما نشاء، نشارك، نحلم، نُغيّر.
فالانتخابات ليست فقط أصواتًا توضع في صندوق، بل هي شهادة ميلاد جديدة لوطن يُبنى بالإرادة، لا بالإكراه…
بالحرية، لا بالخداع…
بالعقول، لا بالأموال.
تعليقات
إرسال تعليق