بقلم: أحمد الشبيتي
في زمنٍ امتلأ بالضجيج والادعاءات الكاذبة، باتت الشائعات أخطر من الرصاص، والكلمات المُحبطة أفتك من الحروب. ولكن وسط هذا الزيف، يظل حب الوطن هو الحصن المنيع، والدرع الصلب الذي يحمينا جميعًا من السقوط في هاوية اليأس والتشكيك.
نحن نعيش على أرضٍ اسمها مصر، بلدٌ عظيمٌ تجذّرت فيه الحضارة منذ آلاف السنين، وشهدت ترابها كل خطوة نضال، وكل دماء شريفة سالت في سبيل كرامته ورفعته. فهل يجوز أن نسمح لبعض الأصوات الهدّامة أن تُطفئ فينا شعلة الانتماء؟ هل يليق بأبناء هذا الوطن أن ينساقوا وراء منشور أو تسجيل صوتي مشبوه، يزرع الفتنة وينزع الثقة؟
لقد علّمنا التاريخ أن حب الوطن لا يكون بالصوت العالي فقط، بل بالفعل والعمل والإخلاص. حب الوطن أن تحترم من يعمل بجد في مصنعه ومدرسته ومستشفاه، أن تُقدّر جهد المزارع في أرضه، والشرطي في موقعه، والمعلم في مدرسته. حب الوطن أن تتوقف عن بث الإحباط، وأن تدعو إلى الأمل، وتعمل من أجل التغيير للأفضل، لا أن تلعن الظلام وأنت ترفض إشعال شمعة.
علينا أن نفرّق بين النقد البنّاء الذي يُصلح، وبين الكلام المُحبِط الذي يهدم. مصر لا تبنى إلا بسواعد أولادها، ولا تُصان إلا بوعيهم. الكلمة أمانة، فإما أن تبني وطنًا، أو تهدم روحًا.
وفي خضم ما نراه من محاولات لتشويه الصورة، وزرع البلبلة في عقول البسطاء، نقولها بقلبٍ مليء بالإيمان:
تحيا مصر.. بأبنائها الشرفاء، بمحبيها المخلصين، بمن يصون ترابها ويخاف على حاضرها ومستقبلها.
اجعل من حبك لمصر سلوكًا يوميًا، وقرارًا في كل موقف، ودرعًا في وجه كل شائعة، وسيفًا في وجه كل خائن.
مصر أمانة في رقابنا جميعًا، فلنُثبت أننا أهلٌ لهذه الأمانة.
تعليقات
إرسال تعليق