بقلم احمد الشبيتى
إلى معالي الوزير المحافظ اللواء/ عبدالفتاح سراج الدين،
تحية طيبة وبعد...
نحن مواطني وشباب وكبار ونساء محافظة سوهاج، نرفع إليك هذه الكلمات بلسانٍ واحد، لا نطلب فيها المستحيل، بل نطلب حقًا في رؤية جديدة لإدارة محافظتنا العزيزة.
معالي المحافظ،
نراك كل يوم في الشوارع، تتفقد النظافة، تتابع المحلات، توجه الموظفين، تراقب السيارات، وتستمع لشكاوى المواطنين وتصدر قرارات فورية في موقع الحدث. نُقدّر هذه الجهود، ولكن نطرح سؤالًا صريحًا: لماذا تقوم حضرتك بما يجب أن يقوم به كل مسؤول في موقعه؟ لماذا نراك أنت "المسؤول الوحيد" الذي يتحرك، بينما المسؤولين الفعليين يرافقونك كأنهم ضيوف أو مشاهدون؟
أليس من المفترض أن يُحاسب كل مقصر؟ لماذا لا يقوم كل مدير إدارة أو رئيس مدينة أو حي بدوره في المتابعة الدائمة؟ هل يحتاج الموظف إلى أن يسمع أن "المحافظ سيزور" ليبدأ في تنظيف، ورش الطرق، وتجميل الأرصفة؟ أليس هذا هو الإهمال بعينه؟!
نريد من حضرتك أن تضع نهاية لهذا المشهد المتكرر: "التهيئة لزيارة المحافظ"، نريد تغريم كل مسؤول لا يعمل إلا عند علمه بمرورك. نريد أن تتحول إدارات المحافظة إلى ورش عمل مستمرة، لا مسارح تمثيلية تُجهَّز لاستقبال الكاميرا.
معالي الوزير،
نحن لا نريد منك أن تنزل الشارع لتكنس أو ترش، بل نريدك في جولة مختلفة، في اتجاه آخر:
اذهب إلى كل مركز وقريه وحي.
تفقد كل أرض مهجورة وكل مبنى مهجور.
انظر أين يمكن أن تنشأ منطقة صناعية أو حاضنة مشروعات للشباب.
افحص بنفسك أين يمكن بناء سوق، أو موقف سيارات منظم، أو مستشفى خدمي.
ابحث عن المساحات المنسية التي يمكن أن تصبح منارات تنمية.
سوهاج ليست بحاجة فقط إلى قرارات تنظيف مؤقتة، بل إلى استثمار دائم، وفكر تنموي يقوده من يعرف قيمة الأرض والناس.
نريد أن نراك تبني لا تنظف، تطور لا تُجمّل، تحاسب لا تُراقب فقط.
معالي الوزير،
أنت لا تحتاج لأن تكون "أذنًا" تسمع، بل "عينًا" ترى وتخطط، و"عقلاً" يوجه، و"يدًا" تحرك عجلة التنمية.
سوهاج ليست شارعًا متسخًا ننتظر تنظيفه، بل محافظة تملك كنوزًا تنتظر من يكتشفها.
نحن معك، إن رأيناك تفتح أبواب العمل لشبابنا، وتزرع الأمل في أراضينا، وتعيد الحياة للمباني التي سكنها الصمت.
أما المهملون، فمكانهم ليس جوارك، بل خارج الصف، لأن سوهاج لم تعد تحتمل التجميل الكاذب.
تعليقات
إرسال تعليق