القائمة الرئيسية

الصفحات

أفيقوا.. هذا الوطن لا يُبنى بالشعارات!



بقلم: أحمد الشبيتى


في واقعنا المرير، وعلى أرصفة شوارعنا المتعبة، نتابع مشاهد تتكرر مع كل موسم انتخابي… اجتماعات هنا، ندوات هناك، لقاءات لا تنتهي، منصات تفيض بالوعود، وجروبات تضج بالدعوات للحشد والتأييد… وكأنَّ الانتخابات معركة صراعات لا مشروع بناء!


نسمع عن تحركات الأحزاب، وسباق كبار العائلات في المدن والقرى، نشاهد اللافتات، ونراقب صناديق الكراتين، والولائم واليافطات، نتابع صراع الأسماء لا صراع الأفكار، ونقيس قوة الحزب بعدد الحضور لا بمقدار الوعي أو الإنجاز.


ولكن... من يتحدث عن الوطن؟

من يضع المواطن نصب عينيه؟

أين غيرتنا على هذا الوطن الذي نعيش فيه؟ هل أصبح الكرسي هدفًا لا وسيلة؟ وهل صار اسم الحزب أهم من خدمة الناس؟


نسينا، أو تناسينا، أن هذا الحشد الكبير وهذه الطاقات المهولة، يجب أن تُوجَّه لبناء الوطن، لا لتلميع صور مرشحين أو تصفية حسابات حزبية.


هل سألنا أنفسنا يومًا:

ماذا قدّم العضو السابق؟

هل سعى لتشريع يخدم الفقراء؟

هل طرح قانونًا يحمي الطبقة الكادحة أو يطور التعليم أو يعيد كرامة مريض في مستشفى حكومي؟

أم أنه فقط جلس على الكرسي، وتمسك به، واحتفى بالسيط والسمعة؟


نحن نحتاج إلى رجال وطن، لا رجال سلطة.

نحتاج إلى من يخاف الله في الفقراء، لا من يتاجر بهم.

نحتاج من يرفع صوت المواطن تحت قبة البرلمان، لا من يرفع لافتاته فقط في الشوارع.


أيها المرشح، قبل أن تملأ خزانتك بالمال، املأ قلبك بالنية الصادقة لخدمة الوطن.

أيها الحزب، قبل أن تحشد لمرشحك، حاسب نفسك: هل أنت فعلاً الأقوى بخدمة الناس، أم فقط بالصوت العالي واللافتات؟


كفانا تبديدًا للمال على مظاهر لا تُسمن ولا تُغني، وهناك مدارس بلا أسقف، ومرافق متهالكة، ومريض يبحث عن دواء، وأمٌّ تئنُّ في طابور الخبز.


أفيقوا... يرحمكم الله


اجعلوا الانتخابات مشروع بناء لا مهرجان استعراض.

اجعلوا صوت الشعب أمانة، لا وسيلة نفوذ.

اجعلوا الوطن أولًا... ودائما .

تعليقات