شريف فزاع
جُوعٌ يُنَادِي فِي الشُّرُوفِ وَفِي الحُفَـرْ
وغُبَارُهُ يَصْعَدْ كَدُعَاءٍ فِي السَّحَرْ
كالأمِّ تَصْرُخُ فَوقَ جُثَّةِ طِفلِهـا
تَبكِي وَتَلْعَنُ صَمْتَ قَافِلَةِ البَشَرْ
يَا عُمرُ! هَلْ تَأتِي كَمَا قَدْ كُنتَ؟ قَامَـةً
يَرقُبُ الرَّعِيَّةَ كَيْ يُقَسِّمَ ما دُخِرْ
هَلْ تَذكُرُ السَّوَادَ يَوْمَ جُعْتَ مَعَ الوَرَى؟
واليَومَ، غَزَّةُ تَأكُلُ التُّرَابَ وَلا أَثَرْ!
وخَالِدٌ، أَينَ السُّيُوفُ؟! فَهَذِهِ
صَرخَاتُ نِسْوَةٍ فَوقَ أَكْوَامِ الحَجَرْ
غَزَّةُ تُرِيدُ سُيُوفَكَ المَسْنُونَةَ
لَا شَجبَ عَرَبٍ يُطْفِئُهُ خَجَلُ النَّظَرْ!
والحَجَّاجُ، وَيْلٌ لِمَنْ سَادَوا وَهَانُوا،
غَزَّةُ تَسْتَجْدِي يَدَ الحَزْمِ القَدَرْ
قَسَوتَ، نَعَم، وَلَكِنْ فِي يَدَيْكَ نِظَامُنـا،
واليَومَ، أَلفُ حَاكِمٍ.. وَكُلُّهُمُ سُخَرْ!
وَصَلاحُ، يَا فَاتِحَ القُدْسِ، رُوحُكَ
تَبكِي.. تُنَادي.. أَينَ جُندُكَ؟! أَيْنَ مَنْ نَصَرْ؟
هَذِهِ غَزَّةُ تَرتَجِي نَفَسَكَ النَّقِيَّ
وَسَيْفَكَ الطَّاهِرَ.. لِيَرتَفِعَ القَدَرْ
فَهلْ مِنْ عُمرٍ في الزمانِ يُجَدِّدُوهُ؟
وهَلْ مِنْ خَالِدٍ يَأتِي وَيَنْتَصِرْ؟
أَمْ هَلْ نُرَاهُمْ فِي الشُّعَاراتِ انْدَثَرُوا؟
وَغَزَّةُ تَجُوعُ.. وَالعَالَمُ يَعتَذِرْ!
تعليقات
إرسال تعليق