القائمة الرئيسية

الصفحات

المستشار أسامة زكي حامد... أمينًا لحزب الجبهة الوطنية في ميت سلسيل: صوت المرحلة وأملها



الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر 


في زمنٍ تشتدّ فيه الحاجة إلى الوعي، وتعلو فيه الأصوات المتخبّطة في دروب السياسة، ينهض رجال من نوعٍ مختلف، رجال لا تحكمهم المصلحة ولا تسيرهم الريح، بل يحكمهم الضمير وتوجّههم البوصلة الوطنية، ومن هؤلاء النادرين يطلّ علينا اليوم المستشار أسامة زكي حامد، ليتسلم رسميًا أمانة حزب الجبهة الوطنية لمركز ومدينة ميت سلسيل بمحافظة الدقهلية، وكأنّ القدر كتب له هذه المهمة في لحظة فارقة من عمر الوطن.


ما هي الصدفة في تولّيه المنصب؟ لا شيء هنا يُترك للصدف. فالرجل لم يكن يومًا عاديًا في فكره، ولا كان عابرًا في حضوره. بل كان ولا يزال شعلة نشاط، ومثالا يُحتذى به في الالتزام والمبدأ، وفي الوقوف مع الناس، للناس، ومن أجل الناس.


من يعرف أسامة زكي حامد عن قرب، يعلم تمامًا أنّه ليس رجلاً يُغريه المنصب، بل رجل يُكلّفه المنصب، يحمله على كتفيه بكل ما فيه من أمانة، ويجعله أداة لزرع الثقة بين المواطن والسياسة، بين الشارع والحزب، بين الحلم والحقيقة.


 لماذا هو؟ ولماذا الآن؟


لأن المرحلة تحتاج من يفهمها لا من يركبها، تحتاج من يملك الحضور الفاعل لا الظهور المؤقت، تحتاج من يضع الشأن العام فوق الخاص، لا من يراكم المصالح على حساب المبادئ. أسامة زكي حامد ليس ابن اللحظة، بل ابن المسيرة، رجل يحمل في قلبه محبة الناس، وفي عقله رؤية واعية، وفي ضميره قسمًا لا يخونه: أن يكون للناس سندًا، وللعدالة صوتًا، وللجبهة الوطنية وجهًا مشرّفًا في ميادين العمل السياسي.


في ميت سلسيل، المدينة التي تتنفّس السياسة كما تتنفس الحياة، يشهد الجميع لأسامة زكي حامد بحضوره الشعبي وسمعته القانونية والإنسانية، فهو المستشار الذي عُرف بعدالته، وصاحب المواقف التي لا تهتزّ. ما من ملفٍ كان في يده إلا وفتحه بشرف، وما من قضية كانت في طريقه إلا وأعطاها من وقته وضميره قبل أن يعطيها من صفته أو سلطته.


 الجبهة الوطنية: حين تلتقي العقيدة بالقيادة


في تولّي المستشار أسامة زكي حامد لأمانة حزب الجبهة الوطنية في ميت سلسيل، تتقاطع مبادئ الحزب مع شخصيته. كلاهما يحمل مشروعًا إصلاحيًا، كلاهما يؤمن بأن التغيير الحقيقي يبدأ من القاعدة، من القرى والنجوع، من أهل الأرض والبسطاء، لا من فوق المنصّات.


هو لا يرى السياسة خصومة، بل تكامل. لا يعتبر الحزبية انقسامًا، بل تعدّدًا صحيًا يثري الحوار. لذلك، فإن وجوده داخل الحزب، وتحديدًا في موقع الأمانة، سيكون بمثابة ضخّ دم جديد في شرايين العمل الحزبي في المدينة، وسيكون منبرًا لصوت الناس، وأداة حقيقية لتمثيلهم بكرامة في وجه التحديات.


 إلى أين؟ وكيف؟


السؤال الكبير الآن: ماذا بعد؟ والجواب عند أسامة زكي حامد ليس كلامًا إنشائيًا، بل خطّة عمل، تبدأ من تعزيز ثقة الناس بالحزب، من فتح الأبواب أمام الطاقات الشبابية، من الاستماع إلى مشاكل أهل ميت سلسيل، من التواجد في الشارع لا فقط في الاجتماعات.


هو مؤمن أن القيادة لا تأتي من فوق، بل من بين الناس، من وجوههم، من مطالبهم، من وجعهم اليومي، من أحلام أولادهم، من رغيف خبزهم، من كرامتهم. لذلك، فإن مشروعه السياسي لن يكون رفاهية فكر، بل ضرورة واقع، وسيجمع بين الحزم في الإدارة واللين في التفاعل، بين حزم القانون ومرونة الإنصاف، بين عمق التحليل وبساطة الحلول.


كلمة أخيرة... من الأخ قبل القلم


كم هو فخرٌ عظيم أن يكون أسامة زكي حامد ليس فقط ابن مدينته، بل أخي، وسندي، ومصدر إلهامي. لم يكن يومًا باحثًا عن مجد شخصي، بل ساعيًا لصناعة مجد جماعي. لم يرفع صوته يومًا ليُسمع، بل ليرفع صوت المظلوم، ويمنح فرصة لمن لا فرصة له.


فإليك يا أخي، يا مستشاري، يا من يحمل مسؤولية الكلمة والقانون والحزب، ألف تحية. هذه الأمانة التي أمسكتها اليوم، ليست عبئًا، بل وسام، ونحن كلنا معك، قلبًا وقالبًا، في كل سطر، في كل تحدٍ، في كل طريق.


الختام... ليس ختامًا


ليس في حديثنا عن أسامة زكي حامد ختام، بل بداية لمسيرة نحتاج أن نتابعها، نشارك فيها، ونكون جزءًا منها. فالوطن لا يُبنى إلا برجال مثله، يؤمنون أن السياسة ليست سلطة بل مسؤولية، وأن القيادة ليست منصبًا بل تضحية.


مبروك لك يا أمين حزب الجبهة الوطنية في ميت سلسيل، يا ابن الدقهلية، يا ابن مصر، ويا أخي الغالي... وليكن هذا المنصب بداية لصوتٍ لا يُسكت، وحقّ لا يُضيّع، وأمل لا يموت.

تعليقات