القائمة الرئيسية

الصفحات

علي الخواجة… نار الألحان الآتية من صمت التأمّل، و"نشهيصة" موسيقية قريبة رح تزلزل الأذن وتحرّك الإحساس



متابعة الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر 


لما يحكي علي الخواجة، ما بيحكي من فراغ، ولما يوعد، بيكون وراه شي طالع من أعماق الإلهام، ومن وجدان موسيقي شرب النغمة من مهد الإحساس وتنفّس الإبداع من أول نبضة بقلبو، ويمكن بهيدا الزمن يلي صار فيه اللحن مستورد وبارد ومعلّب، بيرجعلك علي الخواجة بكلمة صغيرة، بس وراها زلزال فني ودهشة سمعيّة ما إلها سابقة، بكلماتو القليلة والمشحونة بالطاقة: "قريبًا هتسمعوا أغاني من ألحاني مع الفنان موسى، حبيب القلب المختلف، إن شاءالله تعجبكم ونشهيص الدنيا."


هي جملة وحدها، بس فيها جنون، ودفا، وثقة، وسخونة، وأصوات مزروعة بين السطور، كأنو عم يحط إيده عالبيانو، ويعزف الجملة قبل ما ينطقها، وعم يسبق الزمن بخيال أوسع من العالم، عالم هو بيخلقو لما يجتمع مع اسم بيحبو وبآمن فيه متل موسى، الحضور المختلف، والإحساس يلي ما بينقاس، والإبداع يلي بيخترق الحواس.


كل يلي بيعرفو علي الخواجة بيعرف إنو الزلمي ما بيرمي كلمة إلا إذا كان عنجد ناوي يقلب الطاولة، مش لأنو بيحب الظهور، ولا لأنو بيسعى للتريند، بل لأنو الموسيقى عندو مش صنعة ولا شغل يومي، هي حالة، هي هوس جميل، هي هروب صادق من الضجيج للدهشة، من التكرار للتفرّد، من النسخ للخلق، ومن العادي للمذهل، وهون سرّو، وسرّ كل مشروع بيحط بصمتو فيه.


وإنت وعم تقرا تصريحو، بتحس بإيدو عم تسحبك لمستقبل الأغاني يلي جايي، بتشوف المايك عم يشتعل، والاستديو عم يغلي، والأذن عم ترقص، من دون ما تسمع نوتة وحدة، بس بتحس إنك قريب من الإقلاع، لأنو لما يتلاقى الخواجة وموسى، في شي رح ينفجر بين الإيقاع والكلمة، في كيمياء رح تولد من دون جراحة، من دون تخطيط، بس بقلب بيعرف، ووجدان بيشتغل وحدو، وناس خلف الكواليس عم تزرع حب بهدوء وبصدق نادر.


وما حدا يسأل شو نوع الأغاني، أو شو الأسلوب، لأنو مع هيدي التوليفة ما في نوع، في "حالة"، والحالة بتخرق القوالب، وبتكسر التصنيفات، وبتلغي كل محاولة لوضع الفن ضمن حدود، لأنو لما تجتمع الأذن الحقيقية مع الإحساس المختلف، بصير كل شي ممكن، من المونولوج الرومانسي للرقصة الطايرة، من الزعل الشاعري للفرح المجنون، ومن النغمة الهادية للانفجار الإيقاعي.


وفي كل شي عم يتحضّر اليوم، في طاقة إيجابية نادرة، بتخليك تحس إنو المشهد الفني عم يتحرّك من تحت، ببطء، بس بثبات، وإنو جيل جديد أو حتى روح جديدة عم تتشكّل من قلب الناس، مش من الفابريكات، من التعب، مش من الشهرة الوهمية، ومن شغف الناس يلي بعدا بتدقّ على الطاولة لما تسمع مقطع بيهزّا، أو صوت بيقشعر بدنها.


وإذا شي فينا نراهن عليه، فهو إنو علي الخواجة مش جايي ليجرب، ولا ليعمل خطوة عابرة، الزلمي بيشتغل بالحب، وبيخلق من اللحظة الموسيقية حالة بتعيش، وإذا قال "نشهيص الدنيا" فهو مش عم يمزح، هو عم يتوعّد، بس بأسلوبو الرايق، وأدب الموهبة، لأنو حتى الجنون عندو عندو تربية.


وما بين اسم موسى، والصمت المشوّق يلي بيغلف هالتعاون، في نَفَس موسيقي جايي من البعيد، حامل معو نكهة مختلفة، وجو جديد، وغيم رح يشتّي أغاني من النوع يلي ما بينتسى، من النوع يلي بينكتب عنه، وبيتخبّى بالبلاي ليست، وبيتحط عالإعادة ألف مرة، لأنو ببساطة، هو مش مجرد لحن، هو حالة، ومشهد، ومشهدية صوتية كاملة.

خلّونا ننتظر، بس مش كأي انتظار، خلّينا نجهّز آذانّا، نفلتر الدني من الضجيج، ونفتح المجال لدهشة جديدة اسمها: علي الخواجة × موسى.

والبقيّة؟ رح توصل بصدى الأغاني، بأكتر توقيت ما بيشبه غيرن.

تعليقات