القائمة الرئيسية

الصفحات

في زمن الجحود

مسكينةٌ تمشي بلا صخب  
في عالمٍ ينسج الوهم والخطب  
طيبةُ النيّةِ، لا تحسب خبثهم  
تظنُّ فيهم طهرَ القلب والقرب  
لكنها في كل فجرٍ تُخذلُ  
تفاجأت بالخديعة والعطب  
صُدِمت مرارًا، كم وثقت بهم  
فكشفوا وجوهَ الزيف والكذب  
ظنّت نفسها ساذجةً بحسنها  
فكم جُرِحت من شدة الندب  
لكنها... ليست مخبولةً كما يُقال  
هي صافيةٌ في بحرٍ من اللعب  
فهي التي تُعطي ولا تُحصي المدى  
وفي الجراحِ تلوذُ بالدعاءِ وتحتسب  
تُجالد الأحزان دون شكوى  
وترسم من لوعتها نغم الطرب  
تغفو على أملٍ يعانق صبرها  
ويوقظ القلب على نور الشهب  
عيناكِ يا طُهر الحنين حكايةٌ  
تُساق بالصّمت وتُروى في الكتب  
لكنّهم لا يُدركون صفاءها  
فقلوبهم ليست سوى صخرٍ متصبب  
تمضي بخطوٍ من جراح واثق  
وتزهر الأرواح من طين التعب  
تركتْ لهم أحلامها متشظيةً  
وحملتِ الوجدَ على جرح محتسب  
ما انكسرتْ... بل كبُرتْ في صمتها  
كأنها شمسٌ على الوجع تحتسب  
وإن بدا الدربُ خريفًا قاحلًا  
فالنخلُ يُثمرُ من نزف المحب

 بقلمي الأستاذة خديجة آلاء شريف 

تعليقات