بقلمي الكاتبة والدكتورة الباحثة جعدوني حكيمة
مرحبا !!
فلتسمـــــــــح لي حضرة ولي العهد، أن أستقرّ على أرض عجائبكم لأستغيث بالتساؤل وبها أسرد مواويل الدهشة والتفاعل ...
بنبـــــــرة حادّة خافتة، سالبة الذهول في ندوة السيف والقلم وطلبا من حروف الملأ الخفي أن تسكب نارها في قلاع وقصور سطوتك ...
وكم هو قاتلٌ هذا السيف، عندما صُقِل ببدر كلماتٍ ملحمية، شبّت في حطب الوقت، فتحدّثت بلسان الحكمة حربًا وجريًا، وصمتًا،
أصغى إلي إلتهاءًا وفراغًا ...
تشعّب في صمت الناس بوعيٍ وبغير وعيٍ وذاب من شدّة القهر، زخرف القول في معانيها عند قمة إرتفاع حرارة غضبي ... ، وثم أصابك إبتلاء السفهاء من مصبّات دهر الغيب... لتعلن تلك الكلمات المباركة حلول فصل إنهمار الإنهزام وكأن منها وبها غزلت ذكريات شاب هذه المملكة منذ خزيٍ بعيد، وزجرة سوط الرجال الذي سجّل المجد على جدران كعبة الكنز المنسيّ ... وكأن من يحكي هو موعد التجدّد نفسه في عهد ولادة ملايين الأنذال، بزغ نور الشروق والغروب، وبعد استيقاظ الشمس والقمر وانسدال الدمع من أعواد الشموع ... وأصنام وحوش العفن لخليلات الملك المريض على تاج إمبراطورية الفسوق...
وكل كلمةٍ قالها للأمة الغافلة... سرابٌ.
هـــي قصة شاب ذميم قائدها أسطوري امتزجت نفسه بأوصاف أرواح تحلّق في جو ارتقاء الشهداء لِما وراء القمر وخلف الشمس. منذ الأزمنة السرمدية خبأت عراقتها في أعماق البحار المظلمة، وترحّلت فوق ضفاف بياض الجبال والعبير والأريج السموي، ثم صلّت ركعات الجمال خلال مجالسة سديم النجوم والكواكب والأجرام ... وقطفت ورود العقيق من مخطوطات الولاء للجبّار، شموخ نظراته تُفزع التفكير وتثير زئير المنطق بشتى أنواع العلوم الخارقة والمدمرة لكل ما هو موجود... حيث مزجت الإضطهاد في وعاء نجل الكبرياء، اِستعمل مفهوم التجدّد بمثابة مزيل الطبقية والملكية، وتعرّي حريّة التعبير من كامل فخامات التصنّع، فهنا قد اِنتحلت رقعة الفكرة شخصيات مسجونة بارزة، مُهانة ومهدورة الدماء، فكيف بها الجاني ألا يلتقي بشفاءه ودواءه الصحيح ... إذ أن الأحداث اتخذت منطقية غير متينة، تشرّبها فؤاد كل كلمة، فتفجّرت تعاظمًا، وتباين فوارق مستمر.
حــــرف الإمام المنتظر من مواليد زمن حضارات النور البعيدة، ترعرع في أميال السنين المعزولة عن مضخّات النفاق والمداهنة والتقليد،
دائما ما بنى قصور حكمته من حجارة المعنى القوي،
لتتمايز بدهانها الوقّاد في بؤبؤ العقل، حيث التمكّن والتمعّن في ماهيتها، يعدّ اِستقطاب للجنون الكامل ...
فـحتمـــا أن منظور الإمام الداهية استعمل بدايات وأواسط ونهايات حصار المملكة من حروف اللغة العربية الفصحى المفهومة، لكن يبدو ومن الوجاهة أن مادتها الفيزيائية السامّة معقدة كاملة، وإن اجتمعت العلماء والفصائل والمخابرات في مختبرات التفكيك والتعديل، يعدهم غموضه بالإعجاز، وتكبّلهم سماته المبهمة بقيود التردّد ... فجوات إحساس الموت المتلاحقة وتعليمات استغنى بها عن المخطط المألوف، مغناطيسية طاقة هائلة تجمع بين تجاذب الشكل والمضمون... ، تكتّل مستمر لجرعات السمّ والسرعة وسط التباطؤ .
مـــــــــن عجائب الدنيا الفريدة وأقواها هناك عقل صعب المراس، من ناحية تصنيف الجديّة والمزاح وتكليل السوء بورائيات الخير، وتكبيل التشويق بالإيماء، وتعنيف صبر المقتول بهدوءٍ تام، وتقريب الحدث المنتظر ثم إبعاده أكثر وأكثر بعد أن يعتقد ذلك المتسكّع أنه ذاق نكهة الفهم، مكائد مثمرة تداعب مشقّة المتفاعل، وتلميحات بحتة تسري في عروق التجاوب الرهيب ...
لقد استعان الإمام بمعدّات التعمّق في الأحداث والترقّب والبحث
عن جواهر الاِستمتاع بشفافية ملهمة للغموض، ورقة وحبيبات مطر السمّ لأبدأ من حيث أنهيتَ أيها المنتظر.
من مطلع الخطّة لثّمت عطر الرعب، الذي إنقض على إحساس الكلمات، مواصفات زيّنها الشعاع الأزرق بوقارٍ وعدم اقتراب، تموضعت بها حنكة بارعة، والتقدير فرّ خوفًا من ردّة فعل الشخصية، اِستطاع السيد المنتظر أن يجنّد
الأحرف ضد الشعور ... ليصنع مشهدًا مدرّعًا وخارق؛ تودّ العدسات لو تنطفئ لفترة لحظة إندلاعه. كانت هذه القطعة
الملتفّة بالصدمة هي الحدث الرئيسي الذي كَهْرَب جميع فقرات الحياة، فهُيئت من قِبل إيمــــــاءات ودلالات خفيّة سرت بمهلٍ على صبر المقتول، فهي وليدة كلٍّ من فواكه موسمية تشكّلت كالآتي:
تصدّر الوعي الغارق في اللاوعي وبدأ الاستيعاب المبطّن يعطي أُكلَه كل حين، وبالإضافة إلى ارتباط هذه القطعة بالحدث الرئيسي فإنها أيضًا تمدّ الملك الجديد بذروة الوفاء لحُلمِه والأمنية، كان هذا دليل العقل المجتهد،
والمعاند للخيبة والصعوبات، فكيفما كان العسر والتعسّر والتحسّر؛ على دوامة الصراع أن تتلاقح مع قوة وصرامة الواقع، وعوض أن ينسج منه حبل الضعف والفشل يمكن أن تنضمّ به أحداث في الطريق إلى النجاح.
وبانتقالنا إلى المعزوفة الأزلية التالية سننتقل إلى عالم ثاني، يقوده شاب عديم الذبول، لا حاميا له من فوهة العذاب، ذلك العذاب الجميل عندما تترنّح الأفكار المصغية أثناء التنفيذ والنظر إلى طقطقة حطب تغيّر الحكومات وتفتّح زهور مجنّديها، امتازت بغموض ممنوع الفهم، يستعصي على البال الإنتباه حياله وكأنه تنويمٌ مغناطيسيّ يجهل أثناءه العقل المعطى ويمضي في بحثه عن النتيجة، أوليس هذا أكبر مقلبٍ في التاريخ على الإطلاق ؟؟! وفي نفس المكان نجد عبرية المنطق الذي جعل من ردّة فعل الشخصية إنفاءً تامًا وأبعد تعلّقها بما انزوى إليه المنام ...
لتنتبه حسب ميلانها إلى عالم المعمورة الواسع، الذي يتّخذ من الأرض متاهة ناعمة يتحرّك فيها لمعان المعدن النفيس الوارد واللامتوقع ... ،
ويستمر الإيماء حتى يبلغ بالروح سكرة الإنتباه والترصّد لمعاني الفحوى ... وفي العام التالي تصبّبت الجيوش برحيق التشويق، ليُدخل الإمام أداة النفي (لا أحد) والتي أزاحت الشكّ وأظهرت الخطر عوض الأمان، لاسيما المتربص كان المحبّ من أقوام السماء
وينهمر طوفان الخطر بالوضوح، التكامل، إذ استبعد ذكاء المنتظر أي نوع من الرحمة وبدّل ملامحه بالوحشية،
لكي يحضى المتلقي بسفرة دموية تشبع توهّمه، لكنه في الحقيقة توهّم لن يجد لحقيقة الأمر سبيلا أبدا.
هل هو تحذير إحتل شعوره المتواصل مع عالم الأموات؟
يقال أن هناك أرواح ( مختارة ) تتبعها رفقة نورانية، فتزيح عنها الخطر أينما كان أو تنبّهها منه بإشارات شتى،
أي نوع من القدرات هاته التي تستطيع دمج الغامض بالواضح وإخفاء آثار الموضوع نهائيًا !!!
ومن ينتبه لها قبل الوصول إلى نهاية الحزن غير المنتظر ومفتاح الخلود. قطّعت هذه الفقرة من كتاب المعجزات وكانت قبله فصول الربيع مولعة بشرارة عدم الرفق، كافية لإنجاب جمال حقيقي صارخ رتّب أغراضه في بقاع مملكة الثلوج.
حقا ! لقد تخيّلت الوحش وهو يسافر من بلد لآخر، فلم يجد سوى أرضهم، هي المناسبة لصقل مواهبه،
دخل قصورهم ورتّب أغراضه، وهل كان ليجد أفضل منها ؟؟! مستحييييل، وضع السمّ في العسل.
أعظم مقلب في تاريخ المعركة الواحدة، مع كامل التذاكي والتحديق والإصغاء والفهم والتأكد من أن الموصوف هنا هو الريح.
أووو إن الإمام يجيد تلحين لغة الطبيعة، لكن قبل ذلك يتبع بأسطر واجهت أكبر استغفال، إن الموصوف كان (ليس إنسيا) ، منذ الآن فصاعدا عليكم اتخاذ الحذر .
بصراحة لا أضمن حصول معكم ذلك ...
تواصلت الأحداث وتفاقمت ندرتها وتساقطت على أوتار
التحليق، كيفما شاءت تشكّلت وبأي نبل أغرمت، تجسّدت ... ولقّنت مناخ العصر دروس عن الأفق الخفي...
توضيحٌ لا يُعلى على بوابة نزوله، منطقيات مهولة رضخ لها الحدس بكامل وعيه وأعمق من نفوذ البصر ...
إلى أن اعترض سبيل إنعكاسي، لصوصٌ لا حيلة لهم في مقاومتي...
ياء ، وتاء ، وباء ، وعين ... تجعلني أصارع ما أمكن لإنقاذ صبر إحساسي،
ثم وليبقى لي السيف والقلم، غيث يسقي إلهامي وقدوتي في الحياة، أمير لم يستلّ السيف إلا وهو متيقّن من النصر و أتحدى أي مؤرخ أن يأتي لي بملِك في زمن الرومان أو الإغريق أو زمن
الأندلس أو أي زمن أخر، أي رجل يأتي لي من التاريخ، يقول أن فيه أمير قاتل في سبيل الله ولم يسعى خلف الدنيا يلهث كالكلب، كما فعل
الملِك الفاجر، الذي طغى ظلمه في البلاد، ونشر الفساد بين العباد أ يحسب بعدما جعل من بيته وكرًا مظلمًا للعاهرات، أن يتّخذ من الأرض الطيبة بيت لهوٍ لعبدة الشيطان، كلا لن يكون له ما يشاء؛ فهي أرض المسجد الحرام وستظلّ مقصد الحج ولا أحد سيبدّل سنّة الله، لا هو ولا شيطانه.
ألا تخجل من نفسك وأنت تتصرف كعبد وليس كملك، لأنك لست من سلالة الأسياد وهذا يبرر اِنبطاحك، ألا تستحي من الإله لما تتخذّ الأرض المباركة حصيرا للفاحشة، حقا صَدق من قال: كل من زُني به ينتقم لنفسه ويودّ لو أن كل الناس يُزنى بهم مثلما فُعل به، لكن هيهات!
الله يدافع عن عباده المؤمنين ولا يُظلم عنده أحد.
.
تعليقات
إرسال تعليق