بقلم المعز غني
■ من أمراض القلوب: عدم حب الخير للغير ■
في مدينتنا نابل ، كما في سائر بقاع الأرض لا يخلو مجتمع من أمراضٍ خفيةٍ تتغلغل في النفوس دون أن تُرى بالعين ، لكنها تُحسّ في المواقف وتُترجم في السلوك.
ومن أخطر تلك الأمراض التي تنخر القلوب وتجعلها سوداء قاسية: عدم حب الخير للغير .
هو مرض دفين ، يبدأ خفيفًا كقطرة ماء تسقط على صخر لكن مع الأيام يصير الصخر هشيمًا ، يبدأ بعدم تمني الخير لغيرك ، ثم يتطور إلى الحسد ، إلى الحقد ، وقد ينحدر إلى هاوية السحر والكيد والعداوة ... فتراه لا يكتفي بعدم الفرح لنجاح غيره ، بل يسعى سرًا وعلنًا لإفساد هذا النجاح ، وكأن نعمة الغير إنتقاصٌ من رزقه أو تهديد لمقامه ...!
ولعل هذا البلاء وهذا المرض عفانا وعفاكم الله، ما كان ليتمكن من النفوس لو كان الإيمان راسخًا في القلوب ، لأن حب الخير للغير من كمال الإيمان ومن صفاء الروح ، كما ورد في الحديث الشريف:
" لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ."
كم هي عظيمة هذه المرتبة ، وكم منّا يستطيع أن يبلغها بالفعل لا بالقول؟ أن ترى نعمة غيرك فتحمد الله عليها ، وأن تدعو له بالبركة بدل أن تتمنى زوالها.
أن تُفرحك نجاحات الآخرين كما لو كانت نجاحك الشخصي وأن تمد يدك لرفع غيرك لا لدفعه للسقوط .
يا أهل نابل ، يا كل قراء الحرف :
طهارة القلوب لا تُشترى ولا تورّث ... هي جهاد يومي مع النفس . جهاد ضد الحسد ، ضد الأنانية ، ضد ذاك الصوت الخفي الذي يهمس: " لماذا ليس لي ما لديه؟".
والجواب دوما يكون بالرضا والتسليم بأن الأرزاق مقسومة ، وأن الله عدلٌ في عطائه وحكمته ، فلا تأخذ رزق غيرك ، ولا تحسد غيرك بل أسأل الله من فضله .
وإني والله لأميل إلى قناعة صرت أرددها في كل مجلس :
" حب الخير للغير عبادة لا يتقنها إلا النبلاء ... والقلوب النقية وحدها تعرف طعمها ."
فلنعمل جميعًا على تنظيف قلوبنا من أدران الحقد والغيرة والحسد ، لأن ما نحمله في قلوبنا يحدد شكل حياتنا وسعادتنا ، بل ويرسم ملامح آخرتنا .
فهل نبدأ التغيير من الآن؟
بقلمي أنا، المعز غني
هنا نابل
... حيث للكلمة صدى في القلوب قبل الآذان .
ملاحظة 📝 هامة
هذا المقال مقصود وموجه لفيئة معينة أصحاب النفوس المريضة
عفانا وعفاكم الله أعداء النجاح
وموجودين بكثرة بنابل خاصة
حسبي الله ونعم الوكيل.
قف إنتهى....
تعليقات
إرسال تعليق