هم لا يُولدون بنصف قلب.
لكن الحياة تأخذ النصف منهم…
قطعة بعد أخرى،
في كل خيبة، في كل وداعٍ بلا وداع،
وفي كل مرة أحبّوا بصدق… ولم يُحبّهم أحد.
الذين يعيشون بنصف قلب،
لا يكرهون العالم،
لكنهم فقدوا القدرة على الوثوق به.
يحبّون…
لكن على استحياء.
يشتاقون بصمت،
ويفرحون بحذر،
كأنّ الفرح عندهم ضيفٌ لا يبقى طويلًا.
ضحكاتهم قصيرة…
تخرج ثم تتلاشى بسرعة،
كأنها تعتذر من الجرح الذي لم يندمل بعد.
لا ينسون بسهولة،
لكنهم لا يتعلّقون أيضًا.
يضعون يدهم في يدك،
وفي يدهم الأخرى… احتمالات الفقد.
عندما تسألهم:
"ما بك؟"
يردّون بابتسامة مُنهكة:
"لا شيء."
لأن ما في داخلهم…
أوسع من أن يُقال، وأعمق من أن يُفهم.
الذين يعيشون بنصف قلب
ليسوا ناقصين،
بل أكثر وعيًا من أن يمنحوا قلوبهم كاملة
في عالم لا يُجيد الحفاظ على الأشياء الثمينة.
لقد جرّبوا الامتلاء،
فامتلأوا بالخذلان.
جرّبوا العطاء،
فعاد إليهم مجرّد صدى.
فأصبحوا لا يفتحون أبوابهم تمامًا…
ولا يغلقونها تمامًا.
يعيشون بين بين…
نصف حيّ، نصف منطفئ،
نصف يثق… ونصف يتراجع.
لكنهم يمشون كغيرهم،
يضحكون في الصور،
يحيّونك بودّ،
ولا يخبرونك أبدًا
أن ما ينبض في صدورهم…
ليس قلبًا كاملًا،
بل نصفه فقط… والباقي فقد.
تعليقات
إرسال تعليق