متابعة الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر
يزن السعيد، مش بس اسم نجم، هو عاصفة فنّية بتحرك الوجدان، حالة فنية بتكسر القواعد، وترسم ملامح جديدة للعشق الغنائي. النجم الأردني يلي أثبت حالو بقوة بالساحة العالمية، رجع اليوم وتصدر التريند مش بس بالأردن، ولا بالعالم العربي، بل تخطّى الحدود وصار حديث الترند العالمي، وبكل استحقاق. ما بقا في مجال للشك، يزن مش نجم عابر، هو نجم ثابت بمجرّة الفن، وأغنيتو الجديدة "في بالي" ما كانت إلا ضربة فنية ساحقة… ضربة خلت الملايين يدوبوا بصوتو، ويحسّوا إنو الكلام مش بس بيتقال، بل بيتعاش.
"في بالي"… مش بس أغنية، هي حالة حب معمولة من ذهب
من أول ما نزلت "في بالي"، العالم انقسمت لفريقين: فريق بيغني وبيحس، وفريق عم يرجع يعيد ويحفظ كل حرف، لأنو هالعمل مش متل باقي الأغاني، هيدي مش أغنية عادية، هيدي قصيدة عشق ملفوفة بصوت ناعم دافي، محطوطة بين أنامل عباقرة. يزن تعاون فيها مع نخبة من المبدعين، الشاعر مصطفى ناصر، يلي صاغ كلمات بتقطع الأنفاس، وبتخلي القلب يركض من أول سطر. والملحن تيام علي، يلي عرف كيف يحط نغمة تنساب كأنها نسمة حب على خد عاشق. والتوزيع والتسجيل والماسترينغ بإيدين الساحر عمر إسماعيل، أما الإخراج الإبداعي، فكان توقيع أحمد أبو سلمى، يلي قدر يعمل من الأغنية فيلم حسي بصري بتحسّه وبتعيشه وبتغوص فيه.
"لما جيت... عن نفسي أنا اشتريت"
هيدا المطلع لحالو بيكفي ليفجّر التريند. من أول كلمة، يزن بيشدّ المستمع وبيخطفو على عالم موازي، عالم كله مشاعر وانفعالات صافية. الكلمة ما عم تمرق مرور الكرام، الكلمة هون عم تترك أثر. "وخلاص بيك اكتفيت"… جملة بسيطة، بس قادرة تشرح قصة عمر، قادرة تترجم وجع انتظار، ولهفة لقاء، وفرحة اكتمال. الكلمات متل الطين بين إيدين نحات، تشكلت بصوت يزن وصارت تحفّة.
صوت يزن… فيه غربة ولهفة ودفا وحنان بنفس الوقت
يزن ما غنّى، يزن حكى، ووشوش، وصار مرآة لمشاعر الكل. صوته بيعرف يعلّي وقت الحنين، ويهمس وقت الضعف، ويصرخ بحنية وقت الحب. ما في نشاز، ولا تصنّع، ولا استعراض… في صدق، في إحساس، في فن نابع من روح حقيقية مشغولة على نار العُمر. وهيدا السبب يلي خلى أغنيتو تطير على السوشيال ميديا، وتتمرجح بين بوستات العشّاق، وتتخبّى بستوريهات البنات والشباب يلي حسّوا حالن جوّا الأغنية مش براها.
"ده اللي كان يوم في بالي… قلبي جنبك لقاه"
الجملة يلي صارت شعار عاطفي متداول، عبارة بيتردد صداها بكل لسان عاشق. الأغنية فيها تكرار مدروس، مش لملء الفراغ، بل لتثبيت الأحاسيس، لتأكيد الوعد، لتكريس لحظة اللقاء كأحلى لحظة بالحياة. الريبرايز الموسيقي والكلامي بيركّز عالرسالة: "قولها… خلي الليلادي أحلى يوم في الحياة". هون القمة… هون يزن قال كل شي ممكن ينقال عن لحظة الحب الأعظم.
التصوير… حالة فنية قائمة بحد ذاتها
ما فينا نمرق مرور الكرام على الإخراج الإبداعي يلي حمل توقيع أحمد أبو سلمى، لأنو الفيديو كليب مش مجرّد صور حلوة، هو تجربة حسّية كاملة. الإضاءة، الزوايا، نظرات العيون، تنفس اللحظة… كل تفصيل مدروس، وكل لحظة محسوبة لتكمل قصة الحب بدون ما تنقال. لبس يزن، حركته، وقفته، النظرة يلي بعيونه… كلو بيقول "أنا هون… عاشق بكل كياني".
التريند العالمي مش صدفة… النجاح خطة مكتوبة بإتقان
في وقت الكل عم يركض ورا البوز والتفاهة، يزن اختار الطريق الصعب: الفن الراقي، والصوت الحقيقي، والمحتوى الأصيل. وما كان مفاجأة أبداً لما شوفنا اسمو عم يتصدّر الترند العالمي، ويتداولوه الفانز من بيروت لعمان، من جدة للقاهرة، ومن باريس لنيويورك. صفحات الفانز عم تشتعل، والتعليقات عم تنهال، والفيديوهات عم تنعمل بكل اللغات. "في بالي" صارت نشيد مشاعر مشترك، والكل صارو يحسّوا إنو الأغنية كُتبت خصيصًا لإلن.
يزن السعيد… مش نجم اليوم، هو نجم الزمن الجاي
هالشاب الأردني، يلي حامل وجع بلدو وحنيّتو على صوته، ما عاد ينحسب نجم ناشئ… صار ركيزة، صار وجه مشرق للفن الأردني والعربي العالمي. حضوره مش بس بيلفت، بيبهّر. وأغانيه ما بتنعمل لتمرق، بتنعمل لتعيش. و"في بالي" أكبر دليل إنو الفن الحقيقي بعدو موجود، وبعد في ناس بتشتغل من القلب وبترفع الراية.
الخاتمة؟ يزن غيّر قواعد اللعبة
بعالم كله صخب، وفوضى، وسرعة، يزن السعيد وقف وقال: "أنا هون، ومعي فن صادق، وبدي غيّر الصورة". ونجح. وخلّى "في بالي" تكون مش بس أغنية، بل ظاهرة، لحظة، شهادة حُب مطبوعة بموسيقى… متل ما قال بصوتو: "قولها خلي الليلادي… أحلى يوم في الحياة". وبالفعل، يزن… أنت عملت من هالليلادي، أحلى حياة.
تعليقات
إرسال تعليق