القائمة الرئيسية

الصفحات

دومينيك حوراني تسرق الضوء مجددًا: "أبو قلب كبير" يتصدّر وتكسر التوقعات



متابعة : الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر


دومينيك حوراني، الاسم يلي صار مرادف للجرأة والتميّز واللا-تكرار، بتعيد خلط أوراق الساحة الفنية من جديد. ما إن طرحت أغنيتها الجديدة "أبو قلب كبير"، حتى انتقلت مواقع التواصل من حالة صمت مملّ، لحالة غليان فني، من نوع نادر، ما بيصير إلا إذا كان في شي حقيقي عم ينطبخ. الجمهور انقسم، النقّاد انشغلوا، والهاشتاغات انفجرت، لأن دومينيك ما بتجي بس بصوت، بتجي بموقف، بإطلالة، وبكاريزما بتفرض حالها بلا استئذان.


أبو قلب كبير؟ ولا أبو مليون علامة استفهام!


العنوان لحاله بيشبه لغز. بتحسّه رومانسي، بس بسما ناقصة نجوم. بتحسّه اعتراف، بس مغطّى بغضب. أول ما تسمع: "أبو قلب كبير، زعلني كتير، راح لغيري وأنا بغير"، بتفهم إنو مش مجرد خيانة، هيدا انهيار عاطفي عم ينحكى بصوت عالي، من غير ما تحسّ صاحبتو بالخجل. الأغنية ما فيها دور الضحية الضعيفة، فيها وحدة موجوعة، بس قوية. بتحكي وجعها، وبتعلن غيرتها، وبتحافظ على كبريائها. مزيج متفجّر من الانوثة المتمردة، والعاطفة الصادقة، والجنون المحسوب.


تحليل شخصية الأغنية: أنثى لا تخجل من الحب ولا من الغضب


الأغنية بتقدّم شخصية نسائية جريئة، رومانسية بس مش مسالمة، حسّاسة بس مش ضعيفة، مخلصة بس مش خانعة. بتقول بكل وضوح: "خد قلبي وطار، لعب بالنار، سبّبلي جراح، الود قهّار". هون عم نشوف امرأة بتعاتب من القلب، مش بتتوسّل، عم تحكي جراحها بلا مساحيق، بس كمان بلا استسلام. دومينيك بتجسّد النموذج الأنثوي الجديد: يلي بتحب بقوة، وبتتألم بصوت عالي، وبتنتقم برقّة وكرامة.


"بغير… أغير… يا لهوي بغير!"


واحدة من أكتر الجُمل تعلقًا بعقل المستمع. فيها نغمة مش بس موسيقية، فيها نغمة تمثيلية، شبه نواح، بس بنفس الوقت إعلان تمرد. وهيدا سرّ قوّة دومينيك. دايمًا بتلعب على خيط المجازفة، وبتعرف تركّب كاركتير فني مش تقليدي. "بنت أصول وحبيبي أمير"، هون في خلطة بين كلاس وأناقة، وبين إحساس بشوية ظلم رومانسي، وبتسأل بوجع ناعم: "أعملك إيه علشان أراضيك؟ يرضي معاليك؟"، والجملة لوحدها فيها نقد ساخر ناعم للغرور الذكوري.


من الحزن للغضب… ومنه للسخرية اللاذعة


الفقرات الأخيرة من الأغنية بتكمّل عمق الشخصية: "مدايقة قوي، أنا محتاجاه، يا ويل ويلي، مش قادرة انساه… مش قادرة ارتاح، ده كسرني وراح". يلي بيسمع بيحس إنو عم يعيش مونولوج داخلي مشحون، كأنو تسريب مشاعر لحظي. ومن بعدها: كلام كتير محتاجة أقوله، ولما آجي أقابله من عقلي يطير". هون الذروة، لأنو الحكي مش بس عن ألم، الحكي عن الاضطراب، عن التشتّت، عن الصراع الداخلي بين حب عم بيصرخ، وكبرياء عم يحاول يصمت.


ملكة الجدل؟ أكيد. بس كمان ملكة التعبير عن المرأة بلا فلتر


تصدر دومينيك مش مفاجأة، لأنو دومينيك ما بتقدم شي عادي. كل خطوة عندها محسوبة لتكون حديث الناس، بس كمان بتحمل بصمة. ما بتتخبى ورا كلام مستهلك. دومينيك عم تقدّم نموذج نسائي صوتو عالي بس ما بينزعج، بيغار بس ما بينكسر، بيشتكي بس ما بيتنازل. وهيدا الصوت صار ضروري بزمن الحب السريع والمشاعر المعلّبة.


أبو قلب كبير… والأغنية قلبت كل الموازين


أرقام المشاهدات بتزيد كل ساعة، الريلز ما عم تهدأ، وكل بنت انجرحت… عم تلاقي بهالكلمات صوتها. وهيدا سرّ النجاح الحقيقي: مش بس نغمة حلوة، ولا اسم ترند، بل أغنية فيها صراخ ناعم عم يسمعه الكل. وبالختام، دومينيك بتبقى دومينيك… صوتها حرّ، موقفها واضح، وحدها قادرة تكتب الحب من جهة الوجع… بس بحروف ما بتنكسر.

تعليقات