لا تسألني عن الندى،
فهو يذوب خجلًا حين يلامس نبرتك.
ولا عن الوطن،
فقد غرسْته بأمانٍ بين راحتيك.
ولا تسألني عن اسمي،
فقد ذاب في نسيمك منذ أول تنهيدة.
صورتك تمضي بي كالحلم،
تسكن جفوني،
وتنير عيوني في كل حين.
نظرتك تسكن ألمي،
وهمسك ينثر الطمأنينة في دمي.
يداك... كأنهما من نور،
تنتشلاني من الغياب برفق.
لكن الطريق إلينا موصد،
والخطى مشدودة بأسلاكٍ من وهم.
كلما دنوت،
ازددتَ اختفاءً...
كأنك صدى لا يُلمس،
وهمس لا يُقبض عليه.
من روحك إلى روحي،
يمرّ صمتٌ لا يُترجم،
كأن الأرواح تتنادى بلا صوت.
جاذبية الأرواح لا تُشترى،
ولا تُمنح إلا لِمن صفا قلبه.
أنت لا تطرق الأبواب،
تدخل كما يفعل الضوء... بلا إذن.
تفهم ما لا يُقال،
وتشعر بما لم يُنطق.
السكينة ليست في الكلام،
بل في أن تُفهَم دون أن تشرح.
وإن كنت تحمل قلب طفل،
فأنت نادر بين الزحام.
نقاؤك لا يُزوّر،
وحبك لا ينتظر مقابلًا.
فلا تعتذر عن نقائك،
ولا تُخفِ دفء قلبك عن أحد.
أشعل الحب في نبضك،
فالقلوب حين تحب... تضيء.
قل لمن تحبّ: كن بخير،
فكلمة المحب شفاء،
ولمسة نور في عتمة الروح.
أنت حيّ في الغياب،
وهم موتى لا يعرفون الحياة.
نظرتك تُوجع بلا جرح،
وكلمتك تُشفي بلا دواء.
روحك تتذكّر حتى من لم يقل شيئًا،
لكن فهمك له كان كافيًا.
وإن طال ليلك حتى حسبتَه لا ينقضي،
سيبعث الله لك فجرك من حيث لا تدري.
وسينهض النور من رحم الانكسار،
فتنهض من جديد،
بقلب لا يعرف الانطفاء،
وروحٍ، إن انكسرت... نَمَت من جديد.
تعليقات
إرسال تعليق