بقلمي المفكرة الدكتورة جعدوني حكيمة نينارايسكيلا
حقائق غيرت الرؤية البشرية للنفاذ من أقطار السماوات 180° بين طيات جزء من روايتي الفتاة الروسية وحرب العالمين
كأنّ ،
هوى العاشقين زيفٌ !
و كلّ حبٍّ ،
ما خلاكِ سرابُ !
،؛، أجمل شيء هو أن تجد من يشعرك بالأمن أثناء الحروب ،؛،
الدخول لمرحلة موالية
شهد فيها الوصف تعجبًا أقوى من ذي قبله،
ميناء خاليًا من أي حركة،
رماله البيضاء كالدقيق الناعم،
تطير فوقه عذوبة من نوع خالص،
مياه خفيفة،
لونها متدرج أخضر صافي
يكسر بسوط تلؤلؤه جوف ظلمة المسآء،
وعلى متن قارب ومجذف،
تابع بهم وفد آخر رحلة الإستفهام،
هيئة أخرى ومظهر مغاير،
رجال أقوياء،
ثوب رطب أسود من قطعتين،
فوقه قميص طويل أحمر شبه داكن
على طوله تطريز لسهامًا ذهبية متوهجة،
أحذيتهم السميكة من الجلد
تسلقت القدم حد الركبة،
خوذات من الذهب بنقش متشابك،
يحملون أسلحةً بتقنية معاصرة وجد متطورة،
ذات الشكل القوسي،
تحشرفت كأجنحة خفاش مفرودة،
لهم نظرات حادة
تنسال كالصعق
استهدف تركيزها - الشاب - طول الإبحار.
اعتقد كما اعتقدت
أن البيت الشفاف من المستقبل،
لكن لسانه عكف على عدم تأكيد ذلك
وإظهار أي شكل من الانبهار
ليجعلها تصدق بتفاهة الموجودات
في خضم حقيقتها الصادمة.
إن رغم تطور الأشياء حولهما
فضل - الشابين - الحفاظ على مظهرهما الأول،
فارتدى كلاهما ثيابًا مناسبة ومهذبة،
ناهيك عن القطع التي اشمئز منها - القلبين -.
وبينما يتأقلمان مع الظروف،
صعد النظر للفضاء
ليرى من هناك
وما الذي يحدث بالتفصيل،
صعود غير موفق
حيث لا وجود للشمس،
لون باهت يتسكع عنان المدى،
طبيعة لا تفوح تفاعلات عناصرها بأي نوع من الروائح،
سوى هيكل المجسم الهندسي الضخم جدًا،
المشكل من مواد غير زجاجية،
حيث صُممت نوعيته من طبقات شفافة مختلفة الأدوار،
تتمكن من عكس وصد وعزل أنواع من الأشعة
واستقبال أخرى،
جزيرة حقيقية مصممة بإتقان
حسب طبيعة الماء،
المستقطبة لحركته المتذبذبة،
سطح المجسم يضغطها باستمرار
أسفل أرضيته
ليتم الاندفاع في وقت محدد،
كما تعمل الرمال البيضاء
على إمداد المياه اللامعة بكهربة شديدة،
فيتم تطويق وتثبيت الشكل الهندسي بإحكام أثناء الغوص.
ينعدم في الجزيرة التوازن
بين طول الليل والنهار،
فالنهار يأكل من الظلمة ساعات قليلة
مثلت الثلث،
والبقية فراش للعتمة،
وكذا لائحة الأجواء
نسيت تدوين الشروق والغروب،
فيحدث أن يتداخل تعاقب العشية بالمساء
دون تدرج،
حتى يولد القمر فجأة بلا سابق إنذار
وتكون السماء المنيرة
قريبة من سقف المجسم،
مما أحدث رهبة
انسكبت في ردة فعل - الفتاة -،
انتفضت بسرعة
وأخذت تنظر لدائرة القرص الأخاذة...
-"أن. أن... أنظر أخي،
ال...ال...قمر كبير جدًا
وأنوار السماء تطفو على السطح"
-"(يتأمل مبهوتًا)، معك، معك حق
يبدو (سحبها إليه)
واضحًا جدًا وقريب منا أكثر"
-"(بلعت ريقها)،
كالفوهة العملاقة
(نظرت إليه فأخفى ذهوله)
أ صحيح أخي؟؟؟"
-"صحيح،
لكن لا تكترثي (ابتسم)،
هل تشعرين بالجوع؟؟؟"
-"(لا تزال تحدق لحجم القمر المهول)، ........"
-"أختي،
هل تشعرين بالجوع؟؟؟"
-"(التفتت إليه)،
شعور غريب ينتابني..."
-"لا تصدقيه؛
(اقترب منها وأمسك يدها)،
لا تصدقيه إذا كان من غير أمل
(يمضغ الزمن)...
الضعف هو مكمن القوة،
لا تقفي عندك وتنتظري التغيير،
لم يكن هنالك يومًا بداية من دون نهاية،
قطعنا رحلة طويلة،
رغم مشقتها وعنائها
حظينا بتجربة أروع،
لا تجعلي الخوف كقضبان
يمنعك من الاستمتاع بكل لحظة
والتذوق من كل ظرف في الحياة،
سواء أكانت حالكة كسواد الليل
أو منيرة كالقمر
(رفع رأسها بيده)،
أنظري كم يشع بقوة،
يحمل بداخله آلاف التضاريس،
مشاعره راسخة وصامدة
رغم بلايير من ذرات العتمة حوله،
هل رأيته يومًا استهان بقدراته ودوره!!!
هل رأيته يومًا عدل عن أداء مهمته؟؟؟
أحيانًا يبدو خافتًا وسط صفحة داكنة
لكنه يكمل الغوص في مناخها،
أحيانًا تهجره رفقة النجوم،
تتركه وحيدًا،
أهل تذمر واعتزل الظهور في سمائنا؟؟
(ابتسم بوسامة)
أختي،
أنظري إليك...
داخلك يشبهه،
صدقيني،
لن تهزمك الأحوال،
أَتَثِقين بي؟"
-"(ذرفت دمعة وشفطها عمق حضنه)،
أخي،
أحبك جدًا"
،؛،؛، عوالم الإحساس مختلفة ،
إنها مرغمة على الإختلاف وإلا أرهقت سكان الحياة،
أي شعور فرّ منك نحو الضياع لا تتّهمه بالأنانية ،
لا تستغرب منه إذا أزعجك صمته،
لأن المتكلم غير مسؤول عن جريمة بشعة يرتكبها الشعور أحيانًا ،
خاصمته لأنه لم يبح أو حاكمته لأنه جرحك أو إنزعجت ورفعت على كلماته سلاح الغضب، السذاجة ، الفرح ، النكد، الرضى، السخرية، عدم الرضى،...
فأنت المتحدث باسم الوعي وهو المجنون أمامك، حينما كان الجنون يومًا مشروعًا، تاجًا على رأس التعبير عن الصراحة.
هل تخافني،؟؟
تخاف صمتي أم بوحي؟؟
أم تطرح على نفسك سؤالاً متلاطم اللهفة؟
أي أكون من بين المتأثرين والفاقدين للشعور والمخدوعين بكذب غرور الإحساس ؟!
أنا هنا أمثل كل الحالات ،
لن أجيبك وفقط ، لأن تأثري بالمواقف يفوق ما تتوقعه
لكني مجرد ساكن في قعر اللامحدود من الآراء المنطقية والخالدة منذ ولادة تفكيرك. ،؛،؛،
الفوهة العظيمة لم تتحرك قطّ، من كان يتحرك هو المجسم نفسه، صُمّم شفافًا ليَرى من خلاله "الشابين".
الإرتفاع التدريجي لمنسوب المياه، الذي لفّ المجسّم وجعله يطفو على الماء إلى الأعلى أكثر فأكثر؛ في خلال سبعة أيام أخرى فيغطي البيت الزجاجي بالكامل.
النوافذ المسامية العلوية أخذت تُنفّذ مهمة الإنغلاق، مهرجان تكنولوجيا حافل بإتساع أحداق "المتفرجين" عن كثب.
شقّ المجسم طريقه عكس القمر فتوازى عموديا مع جانبه وأخذ يتصاعد شيئًا فشيئًا، حتى تقابل وجهًا لوجه مع الجدار السفلي للدائرة الضخمة.
طبعًا، خلال أربعة عشر يومًا إنغمس نصف القمر في الماء وتصقّع باللون الأبيض اللامع، أما نصفه العلوي فأبقى على مظهره العادي.
ثم تكوّنت من المجسّم قناة عظيمة الطول، تمدّدت فتمدّدت وتمدّدت ... حتى بلغت وجه الطبقة السفلية للقمر فحطّت عليها رحالها، إجتازتها بليونة ...
تسرّبت للمجسّم بداية هواءٍ بارد، بدأ المناخ يتجمّد، إنتعاش السراب، مهما جرى ونقب وكأنه يدور حول نفسه، وطء قلم السرد على مكابح السرعة، لا وجود لحلٍّ غير عبور القناة المفتوحة بوابتها على نحو من طول إنتظار.
يميل جدار المجسّم الحاضن لهما مدة أربعة عشر ليلة، يتأهّب للتراجع ثم الانطواء .. ثم الإختفاء، لحظات التوديع الحاسمة، الجري حافلٌ بالجهد وتشخيص البصر، الأشياء تتحرك بطريقة صاعقة، يتكهرب المناخ من لحظة لأخرى ..
إنتهى عمر المجسّم الشفاف، تفتّق عمق المياه وأمسى في خبر "كان".
يسيران على سكّة التعجّب كما إعتادوا داخل هذه "مسار القناة". أسطوانية الشكل مغمور سطحها الخارجي بالمياه، تفسح لهم السبيل شيئا فشيئا..
تتّسع للأمام بحركة دورانية سريعة،
غلافها مضيئ بسحر المنير الكثيف، تتوالى ألوانه خلال الثانية الواحدة.
مرة أخرى أمسك يدها بإحكام وجذبها بقوة صوب البوابة. "القناة" بدورها شرعت جدرانها بـ: الإنكماش خلفهم، سرعة، إنقباض، جري، تقلص، أنفاس متخاطفة، رهيب...
المساحة الواسعة تتآكل بعجلة من أمرها،
فإضطرا للقاء الشقاء والإنحناء حبوًا على الأيدي والأقدام.
ينظر لعظمة إنسحاب "القناة الهائلة الطول" لما وراء الظلام الدامس، لقد سحقت في قبضة الصهارة الملتهبة للسطح المشتعل.
عالقان في فجوة ضخمةً على سطح القمر، بوابة مفزعة الحجم، وكلمات الريح الصرصر تضرب على ملابسهم ووجوههم المنقبضة، بشدة دفعت الخطى حيث يقطن التصقّع الحليف ومنافذ الأقطار
ما إن وطئت أقدامهم على تجمّد الزمهرير حتى أغمي على "الضيفان" وأغلقت عيونهم نهائيًا.
(يتبع .....)
تعليقات
إرسال تعليق