القائمة الرئيسية

الصفحات

"الترسّي في القرار... مسؤولية وعدل قبل أن تكون سلطة!"



بقلم: أحمد الشبيتي


في زمنٍ تتقاذفه الأزمات وتشتد فيه الضغوطات الاقتصادية والاجتماعية، لم يعد القرار السريع فضيلة، بل قد يكون في أحيان كثيرة عبئًا يفاقم المعاناة ويعمّق الجراح. إننا نعيش اليوم في مجتمع يعاني من صعوبات المعيشة، وضيق الحال، وقلّة الفرص، وخاصة بين فئة الشباب التي تبحث عن أمل، عن بداية، عن فرصة تعيد لها الإيمان بالحياة.


رسالتنا اليوم موجّهة بكل احترام وتقدير إلى معالي الوزير المحافظ، الدكتور اللواء عبد الفتاح سراج الدين، محافظ سوهاج...

نعلم تمامًا حجم التحديات التي تواجهكم، وندرك كم الجهد الذي تبذلونه في إدارة هذه المحافظة العريقة، وكمّ المشاكل المتراكمة التي ورثتموها وتعملون على معالجتها بكل تفانٍ. ولكن، وبكل ودّ ومحبة، نقول: الترسّي في اتخاذ القرار أصبح ضرورة أخلاقية وقانونية، وليس مجرد ترف إداري.


نعم، كل من يخالف القوانين يجب أن يُحاسب، فالنظام أساس العدالة، ولا إصلاح دون ردع للتجاوز والتعدي. ولكن... لا يجب أن يكون العقاب تدميرًا، ولا القرار الصارم سيفًا يُهوي على رقاب الناس دون تروٍ أو بديل.

إن روح القانون، كما يقول فقهاء القانون، لا تقل أهمية عن نصه، بل قد تكون أرحب وأوسع وأكثر عدلًا حين تتعامل مع ظروف البشر.


يا سيادة المحافظ، شباب سوهاج لا يطلبون المستحيل، فقط يريدون أن يجدوا من يحتضن طموحهم، لا أن يوقفه، من يحاسب المخالف نعم، ولكن دون أن يسحقه، من يفتح لهم باب الحوار قبل أن يغلق نافذة الأمل.

نحن معك في تطبيق القانون، ولكننا نرجو أن يكون تطبيقه بروح الحكمة، والعقل، والتقدير لعواقب الأمور، وأن يُراعى فيه من هو متعثر عن غير عمد، ومخالف دون قصد، أو شاب بدأ مشروعًا دون علم بكافة الإجراءات.


رسالتنا لك اليوم من قلوب أبناء سوهاج:

اصبر علينا، وتروَّ فينا، وامنح قراراتك مساحة من التأمل والرحمة، لأن العدل حين يتزين بالحكمة، يثمر خيرًا يبقى أثره لسنوات طويلة.

تعليقات