نسجت بحبي آية العشق أولا
فكنت امام العاشقين وأولى
ومن لم يكن في الحب هائما
فما ذاق طعم العشق لو أعقلا
ولي في الهوى علم تجل صفاته
فمن لم يفقهه الهوى ظل أجهلا
اذا العذل لاح لعاشق متيم
فما هو إلا ميت القلب أبلى
ولي قلب لايهاب منية
أجود بروحي بغير تكلفا
وإن أودعوا سرا رأيت صدورهم
قبورا لأسرار الهوى وتجلدا
فلبّيك يا سرّ الفؤاد ونجوة
لبّيك يا سري ويا كل مأملا
أدعوك بل أنت الذي قد دعوتني
فهل ناديتك أم ناديتني أنا
أيا عين عيني يا مدى كل همتي
ويا منطقي يا صمتي المسترسلا
ويا كل كلي إذ تلبست بالهوى
ويا من به روح الوجد قد فنى
فمالي دواء غير عشقك سيدي
فهل يتداوى الداء إلا بما اعتلى
أداري جراح الشوق بين جوانحي
وأبكي على ما قد جرى لي وأحتمى
أدنو فيبعدني الهيام مخافة
وشوق تمكن في الفؤاد وأوصلا
فكيف أصنع بهوى سلب الحشى
مولاي قد مل الطبيب وعطلا
قالوا تداو به فقلت ما لعلتي
وهل يتداوى الداء إن صار قاتلا
حبي لمولاي أضناني بالجفى
فكيف أشكوه لمولاي مبتغى
أرمقه والقلب يعرف من أرى
وما ينطق الوجدان إلا تمثلا
فويح فؤاد ضل مني وغيبـت
به الروح في بحر الأسى متبددا
كأني غريق في هواك ملوح
تغوث يداه في حب رب محمدا
فلا يعلم الأحياء ما ذقت غير من
تغلغل سري في فؤاده واحتلا
أبيت على وجد وأسهر عاشقا
وأشكو لنجمي والنجم قد انطفى
ويؤنسني صبري إذا الليل أطبقا
فتبكي عيون البدر شوقا إذا بكى
وأحمل قلبا لو علمتم بحرقـه
لذابت جلاميد الصخر وتزلزلا
فيا كل أسراري ويا روح مهجتي
ويا من له عمري بأكمله فدى
أبعثر أنفاسي بأعتاب رجاء وده
فأنشق من طيف الحبيب ومن هدى
ولو مت في حب الكريم فموعدي
جنات وصل لا فراق ولا ردى
إلهي إذا ضاع الغريب برحمتك
فكن لي إذا ضاقت خطاياي مأمنا
أنا العاشق المفني بحبك سيدي
فخذني إليك اليوم في القلب موئلا
ولا تجعل الدنيا لعيني فتنة
ولا تتركني في الأسى متعلـلا
فيا حب قلبي يا أنا ويا سنا
ويا كل آمالي ويا كل ما ارتجى
ألا يا فؤادي زد بوجدك وانسني
فإن الهوى قربى وإن الموت أهنى
وجدتك في روحي وسمعي وفي دمي
وفي كل ما ألقاه من لوعة المدى
فصرت رهين الشوق لا صبر لي ولا
رجاء سوى لقياك يبعدني وهم العمى
فخذني بحق الحب مولاي عاجلا
ولا تجعل الأشواق تحرق مهجتي
فأنا عبد حبك قد سلبت فؤاده
وما عاد إلا في رضاك وسجدتي
قلم الأديب احمد أمين عثمان
تعليقات
إرسال تعليق