قراءة تحليلية حول الوضع الراهن.
بقلمي المفكرة الدكتورة جعدوني حكيمة.
ها قد صدق التحذير!
ففي يوم 16 جوان 2025، قلت كلمة يومها دوّت، كصرخة أيقظت الضمير العربي الأصيل، فسكنت في قلب كل من بقي يحمل في نفسه نبضًا للعزّة،
ما لبثت الرسالة أن انتشرت كالنار في هشيم الشعوب المحبطة، فتحوّلت إلى هاشتاڨ تداوله الآلاف خلال أيام، يتصدر منصات التواصل في العالم، وأثار زخمًا من التضامن والاستغاثة، رافقها هاشتاغ:
((أنقذوا غزة))
جاءت سطوري صادقة، بلا تزييف، أنتقد فيها ما وصفته بـ " الصمت ذي الطابع الاستسلامي"، بدعوى إنهاء الحصار المفروض على قطاع غزّة،
فقلت:
• في لحظة حرجة يتعاظم فيها الخطر الإنساني على أكثر من مليوني إنسان محاصر.
أنها مسخرة، فبدلا أن تبعث كل الدول الأعرابية جيوشها الجرّارة حتى تهزّ الأرض وترجّها رجًّا وتنقذ غزّة، اختبأ الجبناء خلف الأسوار والأبواب المغلقة في القواعد والمعسكرات، وأرسلوا نيابة عنهم النسوة والشيوخ للنواح والبكاء والهتاف: إفتحوا المعبر .. إفتحوا المعبر .. تحيا فلسطين ؟! ثم عادوا إلى الديار مخذولين .
• هذا كل ما تستطيع أن تفعله الحكومات الأعرابية ... "الصمت":
صياح ونباح دون جدوى، وهتاف بلا نتائج تذكر.
• حملت رسالتي عنوانا لاذعا وساخرا :
"رسالة السلام الأعراب اسرائيل".
ولاقت تفاعلًا واسعًا وتأييدًا شعبيًا كبيرًا عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر الآلاف من المستخدمين عن تضامنهم مع غزّة،
الرسالة تحمل "وشق الحقيقة" وتوقيع النبوءة، لنجدة المستضعفين في زمنٍ انقلبت فيه القيم، وسُحقت فيه غزّة تحت أنقاض الحصار والتواطؤ.
صمت العار الأعرابي، ليس لنجدة غزة بل للفرار من المسؤولية! نداءٌ باهت يفضح الوهن الذي نخَر جسد الأمّة الإسلامية، والجبن الذي كبّل جيوشها المتقاعسة عن كسر الحصار بالقوّة على غزّة... وكأن كسر الحصار بات كسرًا أولا لعجز الأعراب ذاته.
في حين أن النساء الصهيونيات اليهوديات في الصفوف الأمامية للجيوش الصليبية، يحملن السلاح ويقاتلن للإستيلاء على أرض الأنبياء المقدسة، وتدمير المسجد الأقصى، بينما تخلّفت في الصفوف الأخيرة رجال الجيوش الأعرابية عن قتال العدو، لإنشغالهم بقتال المؤخرات الممتلئة بالنجاسة.
قمة العار... أي انحطاط هذا الذي بلغتموه؟!
قمة الوضاعة... وأي انحدار أعظم من جبنٍ يتوارى خلفه رجال كُلفوا بحماية الأوطان؟! فتقاعسوا عن أداء واجبهم الديني والأخلاقي والإنساني، خوفا من الموت وحبًّا في الدنيا،
• وعليه، أتوجّه بالنداء إلى كل المؤمنين الذين أسلموا من النصارى ودخلوا في دين محمد صلى الله عليه وسلم حول العالم:
فإننا ندعوكم بدعوة الإسلام:
"اللهم سلّم، سلّم" أنقذوا غزة ،
حقا أقول لكم.
فحين تُكتب رسائل السلام بدماء الشهداء وبصدق، فإنها تُرغم الحواجز جميعها على التنحي جانبًا، صاغرةً أمام الحق والحقيقة.
• وكانت رسالتي أيضا في يوم 11 جوان 2025 بإسم السلامٍ وإنذار في نفس الوقت... وُجّهت إلى حاكم مصر بصفته المسؤول الأول عن إغلاق المعابر في وجه قوافل الحياة.
كتبت فيها بالحرف الواحد:
"رسالة السلام إلى السيسي حاكم مصر"
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين.
أما بعد،
من عباد الله المستضعفين في الأرض،
إلى شعب مصر الذين ضُرِبت عليهم الذلّة والمسكنة،
سلامٌ على من اتّبع الهدى.
ابعثوا جيوشكم المتخاذلة والمنافقة إلى غزّة، بدلًا من الاحتماء خلف الكلمات المزيّفة والشعارات المهترئة.
• ألا تستحون من ربّكم الذي يراكم من السماء؟!
افتحوا المعابر للمساعدات الإنسانية.
وإلا فعليكم إثم الصحابة الأولين و المرسلين وعليكم إثم الفراعنة الأولين المصريين.
"أنقذوا غزة".
• رسالة تشبه في فصاحتها وجرأتها الرسائل التي خاطب بها رسول الله ملوك الأرض:
- فمنهم من صدّق، فعاش ومَلَك.
- ومنهم من مزّق، فمزّق الله ملكه وألقى به في مزبلة التاريخ.
• إنّ الرسالة كانت سبّاقة في تحذيرها، وقبل أن تُدمي الأهوالُ قلبَ غزّة... ففي وقتٍ كان الجميع ينظر إلى غزّة على أنّها تحت القصف، وأنّ الحرب وحدها هي الخطر، لم يتنبه أحد إلى أنّ القادم أعظم، ولم يدركوا أنّ الجوع آتٍ، وأنّ الصهاينة سيستلّون سيف التجويع لاجتثاث إرادة الصامدين وتركيعهم. ولهذا، دعوت حينها إلى فتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية، واستصرخت الضمير العالمي، ونبّهت في كلمتي بوضوح: "إن لم تُنقذوا غزّة من الجوع يا أهل مصر، سيمزّق الله ملك حاكمكم كما مُزّق عرش كسرى في عهد النبيّ محمد."
لكن، وكما يحدث مع المستضعفين حين لا يكترث بهم الطغاة فلم يجدوا أهل غزة من الحاكم المصري إلا التجاهل، والعنجهية، والصمت المهين. تمزيقٌ ناعمٌ أُسدل فوق نداء الاستغاثة.
إلا أن الحق يستمر دربه ولا توقفه الحواجز.
وها هو العالم يستفيق! فبعد مرور 48 يوماً تجسد كلامي حرفياً على أرض الواقع وبدأ العد التنازلي لسقوط الخائن ...
• ففي الساعات الماضية، اهتزّت عدة محافظات مصرية على وقع مظاهرات و احتجاجات غاضبة، حيث خرج الجماهير إلى الشوارع هاتفين بسقوط نظام السيسي، معلنين رفضهم القاطع للذلّ والفقر والتجويع الذي أصاب الفلسطينيين. امتد الغضب من الدلتا إلى الصعيد، ومن القاهرة إلى الإسكندرية، في مشهدٍ أعاد للذاكرة روح الثورة الحقيقية والإعلام سرب بعض منها.
وإلى جانب المتظاهرين، يقف المعارضون الأحرار، أولئك الذين طُردوا من أرضهم المجيدة قسرًا، ورغم ما يعيشونه من رفاهية وحرية خارج وطنهم الأم، إشتعلت رؤوسهم شيبا وهم لا يزالون في عز ريعان شبابهم، يصرخون، ويندّدون ويكتبون، يوجّهون، ويوقظون الضمير الغائب في شباب أرضهم مصر التي باتت محترقة من طرف مسؤولين؛ لا فيهم قطرة نخوة ولا شرف. هؤلاء لهم كل الاحترام والتقدير، لأنهم حافظوا على جذورهم، ولم يبعثرهم النفي والإغراء الغربي.
فعجبا لشعب مصر كيف أنه لم ينتفض ضد البلطجية الأشرار الخونة، الذين باعوا مصر للصهاينة من أجل السلطة والمال والفجور، أولاءك لا يليق بهم حتى أن يدوسوا بأقدامهم السوداء على ذرة من ترابها المقدس، لا رجولة عندهم ولا مروءة في عروقهم، يهشّون على أبناء جلدتهم ككلابٍ مسعورة مأجورة، ويهينون الأصول المصرية باسم الأمن والشرعية.
وعليه، فإن على أبناء مصر أن يتحرّكوا، ويتداركوا اللحظة قبل أن تُسرق منهم بلادهم إلى الأبد ويفوت الآوان،
إن مصر المجيدة تُستعاد بالثورة، بالوعي، وبكسر حاجز الخوف.
• ناشطون يغلقون السفارات المصرية في كل العالم الغربي والعربي احتجاجاً على إغلاق معبر رفح.
• في فنلندا، تم تطويق السفارة المصرية بالكامل.
• وفي بلجيكا، أُقفلت الأبواب بالأقفال الثقيلة، في تنديدٍ صريحٍ بالإبادة والمجاعة في غزة.
• وفي اليابان، ارتفعت الأصوات باللغات المختلفة، تنادي بما نادت به المفكرة الجزائرية:
• وأما في بريطانيا "لندن" خرج ناشطون إلى منطقة السفارة المصرية في احتجاجات سلمية، ووجدت تقارير عن حصر المبنى وإغلاقٍ مؤقت أو محاصر من الطرف الخارجي أثناء الاعتصامات، مطالبين بفتح معبر رفح وإغاثة غزة. لم يُوثّق إقفال كامل، لكن هناك تداول لفيديوهات اعتُبرت كتحرك احتجاجي قوي ضد سياسة إغلاق المعبر.
• إسبانيا "مدريد"، أُقيمت “cacerolada” قمع بأدوات المطبخ احتجاجية أمام السفارة المصرية في مدريد يوم 28 يوليو 2025، ضمن جهود تضامن مع غزّة وللمطالبة بفتح معبر رفح. رغم أنه لم يتم قفل رسمي لباب السفارة، إلّا أن الاحتجاج بشكل مباشر ومكثف أدى إلى اعتقالات ومواجهات مع الشرطة.
• بلجيكا "بروكسل"، ورد أن ناشطين أغلقوا الأبواب باستخدام الأقفال احتجاجًا على استمرار إغلاق رفح ومنع المساعدات الإنسانية، في ما اعتُبر تكرارًا لنمط احتجاج مشابه لما حدث في هولندا. “ثاني دولة تُغلق السفارة” جاء ضمن السرد العام للأحداث المرافقة.
• فنلندا "هلسنكي"، تم تداول معلومات عن احتجاجات مظاهرة في بوابة السفارة المصرية فنلندا. ورد الحدث ضمن سلسلة احتجاجات موثقة تستهدف السفارات المصرية عالميًا.
• هولندا "لاهاي" هذا هو الحدث الأكثر توثيقًا: الناشط المصري "أنس حبيب" أغلق باب السفارة المصرية في "لاهاي" بقفل دراجة، معلنًا رفضه فتحه حتى يُفتح معبر رفح. هذا الفعل الرمزي لفت الانتباه عالميًا كأول إغلاق مباشر من نوعه.
• نشطاء مصريون يحتجون أمام سفارة بلادهم في جنوب إفريقيا، تنديدا بتواطؤ النظام المصري في حصار سكان قطاع غزة وتجـ.ـويعهم.
• تركيا "أنقرة"، في تحرك مماثل، أغلق ثلاثة ناشطات شابات السفارة المصرية في أنقرة احتجاجًا على إغلاق معبر رفح وتحوّل سلوك مصر إلى صمت يُعدُّ معه شريكًا في الأزمة.
و بحسب تقرير من تركيا توداي، فقد تم تسجيل إغلاق للسفارات المصرية، وفقًا لتحرك جماعي رافقته احتجاجات في ما لا يقل عن "16 دولة" ضمن حملة تضامنية تنسقها مجموعات دولية للمطالبة بفتح معبر رفح.
الإحتجاجات تُشير إلى توسّع التضامن العالمي عبر التحرك أمام السفارات ليس فقط في أوروبا، بل من دعم شعبي متزايد لفتح المعابر.
" افتحوا المعابر فوراً!"
لم يكن ذلك إلا صدًى متأخرًا لصوت الحق الذي انطلق من الجزائر أولا؛ من على لسان صدق عليآ آمن بقدسية الحياة، ورفض أن تبقى غزّة تختنق دون أن توجه الضربة إلى الخائن.
• لقد تزلزل عرش الطغيان...
أمام أعين العالم، سقطت هيبة الحاكم، في مصر وتمزّقت صورته كما تمزّقت رسالة الإسلام على يد كسرى!
لكن: دماء الرضع لن تُغفر، وأنين الشيوخ لن يُنسى بسبب رغيف خبزٍ لم يجده متوفرا، ودموع الثكالى لن تجف حتى يُطالَب بثأرها.
ومن مزّق رسالة الحق كما مزّق كسرى كتاب النبي، ها هو اليوم يترقّب زوال ملكه، وانهيار عرشه، فإن الحق إن غُيّب أيامّا، يعود بدويّ الزلازل!
• اقتربت النهاية...
اقتربت نهاية الطغيان... اقتربت نهاية من حاصر غزة وأغلق شرايين الحياة عن أطفالها.
وعليه أقول لبعرة الأباعر الأعراب، افتحوا المعابر للمساعدات الإنسانية دون شرط ودون حتى أن تنطقوا بكلمة واحدة وأقول أيضا للعملاء من "قوم تبّع" عديمو الرجولة، عباد الصهاينة الأرذال افتحوا المعابر لدخول المساعدات واخرسوا خالص وأنتم تدسّون رؤوسكم في التراب خجلا، وعلى الصهاينة الموتى بذور الجيف التراجع للوراء فهذه بداية النهاية، حقاا أقول لكم.
"أنقذوا غزة".
"افتحوا المعابر".
"رسالة السلام إلى السيسي حاكم مصر
تعليقات
إرسال تعليق