بقلمي المفكرة والأديبة د.حكيمة جعدوني.
منذ البداية، كان موقفي واضحًا و شعاري :
"تكلّم حتى لا يكون هناك ضحايا آخرون!". ولا تتهاون مع الظالم والظلم، فالتستّر على المجرم خيانة لله ولرسوله.
وعقوبته كفاعله "الجحيم".
فكما أسقط "أحرار" الأمم الغابرة بـ "كلمة حق" طغاتها؛ في عالم يحكمه الظلم والاستبداد. يمكن لكلمة حق من لدن شخص واحد صادق ومؤمن في هذا الزمن أن تُحدِث فارقاََ، وتكون في الميزان أثقل وأثمن عند الله؛ من صمت ملايين الأشخاص الجبناء، فلا تقل هذا شخص واحد و لن يستمع إليه أحد! فربما يقلب الموازين ويُمكِّنه الله في الأرض ويُسقِط حكّاماََ متخاذلين من على عروشهم ويُنهِي عهد الاستعباد.
ما هي ثقافة العصابات المتداولة حاليا :
كان عند ثقافة العصابات شعار قديم فحواه يقول: "دعه يظلم واكتفي أنت بأن تسمع، وترى وتصمت."
ما نشهده في أرض فلسطين هو تجسيد حيّ لـ"ثقاقة العصابات" وهو تهديد صارخ من "الصهاينة" للأعراب المنافقين، فقالوا لكل شخص منهم: "خير لك أن تسمع وترى وتصمت..."
فهل تعلم أيها الخانع أن "الصمت" هو تواطؤ مع تلك "العصابات الدولية"، ويجعلك "جزء من منظومتها" !؟
في الوقت الذي لا ينبغي لك أن تصمت فيه أمام العصابات الصهيونية، وإلا ستمضي قدمًا في تماديها وظلمها، وتجد نفسك على قائمتها السوداء "الضحية التالية".
كل فرد يرى ويسمع ما تفعله العصابات الدولية في فلسطين ويصمت؛ فهو متواطئ وخائن. والدول القائمة على جماجم ورفاه الأبرياء، هي "دول إرهابية" خارقة للقانون الدولي ولا تملك حق السيادة على تلك الأراضي،
فلا يعتقد من يصمت عن دموية الصهاينة المجرمين أنه سينجو؛ هيهات! فسيكون في النهاية هدفًا للتصفية، إذ سيقضون عليه في الأخير، حتى لا يكون شاهداََ على جرائمهم! وكذلك سيتخلّصون من كل أثرِِ للملفات والأرشيفات التي تدينهم مع مرور الزمن، ليسجلوا لأنفسهم تاريخًا نظيفًا بغسل ماضيهم الدموي الذي عُرفوا به، ويظهروا للناس بوجه ديبلوماسي بريء من كل التهم المنسوبة إليهم...لماذا ؟
حتى يواجهون الأجيال القادمة بصفتهم "دولة متحضِّرة"، دون رصيد من الجرائم الموثقة ضدّهم !
العصابات التي تتحكّم في "الشبكة العنكبوتية" ستمحو كل الأدلة بكبسة زرِِ؛ حتى تصنع لنفسها تاريخاََ وحضارةََ من العدم. "حكومة الصهاينة" المزيّفة سرقت أشياءََ كثيرة من كل الأمم السابقة..
قوى الشرّ هذه، لا تكتفي بالقضاء على الأفراد، بل تسعى أيضًا إلى طمس الحقيقة ولا تريد لأحد أن يتحدّث عن ماضيها المظلم. ومستقبلا، سيكذّبونكم ويصدّقونها ما لم تتكلّموا اليوم وتُوثِّقوا المجازر التي يفعلونها على الورق، فهذا هو المشروع النهائي الذي تسعى لتحقيقه بعد 200 سنة من الآن.
لذلك فنحن شعارنا؟ : "تكلم حتى لا يكون هناك ضحايا آخرون".
بينما تخلّت الأنظمة العربية المتخاذلة عن واجبها، ووقفت عاجزة أمام الاحتلال والطغيان، بل وباعت دينها ووضعَت شرفها تحت أقدام العصابات، كانت ثورة الثوار رمز النخوة والشهامة والرجولة، استثناءً مشرّفًا، وموقفًا صادقًا أمام الله والتاريخ،
تماما كمثل تلك "المراهقة المعتوهة" التي يغتصبها وينتهك عِرضها "عجوز"، كريه الرائحة، بَدَوي المظهر، ثم تنفق عليه من مالها وتضاحكه أمام الناس، حتى تغطي على دنائته؛ وهي لا تدرك أنه لا يبادلها الضحك بصدقٍ كما تفعل، وإنما يضحك عليها ويسخر منها في داخله، وينعتها بـ"الحمارة" التي سلبها أعزّ ما تملك وداس على كرامتها وشرفها ومرّغ سمعتها بالوحل، وهو يردد في نفسه: "كان من المفترض ألا تسمح لي بلمسها، بل أن تقتلني حين أتيحت لها الفرصة، أو على الأقل تزجّ بي في السجن إن كانت امرأةً بحق... أو حتى تنتحر! لكنها تبدو مجنونة..."
ثم، ليتخلّص من قذارته بعدما إنتهى منها، يجلب لها شخصًا متعفّنًا ليتستر ويغطي فعلته، ويعيد ترميم صورته، متفاديًا حديث الناس عنه.
وفي النهاية، تكتشف الحقيقة القاسية: أنه قام بكل ذلك من أجل نفسه، ولم تكن تعني له شيئًا سوى نزوة عابرة من بين كومة من نزواته الوسخة والقذرة الماضية.
المقاومة الفلسطينية رمز النضال والدين الحق والدفاع عن الوطن الأم وصاحبة القضية العادلة.
العروبة الصحيحة هي الشعار الوحيد الذي تحمله المقاومة الفلسطينية التي لم تصمت، وكسرت قيود العدو وواجهت العصابات وأُمراء الحرب ومرّغت وجوههم بالتراب وداست على راية ثقافتهم التي يتبعونها.
الثوار رفضوا أن يكون منهم تابعًا أو خاضعًا، وأثبتوا أن الرد العسكري هو لسان الحق وهو السبيل الوحيد نحو السلام ثم النصر.
من صفات أولاد الحرام الصمت، والذين هم من بقايا ذرية اليهووود رفضوا القتال مع النبي موسى عليه السلام... والله أمر موسى عليه السلام، الذي هزم الظلم وحده، بأن يتخلّص من الصامتين والذين يشبهون تماما ذريّة الشيطان القاعدين، الذين وقفوا متفرّجين دون أن يحاربوا معه.
محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام قال أن فلسطين أرض الله المباركة، وما يفعله الثوار تباركه يد الله في السماء. لقد أدّوا عبر التاريخ دورًا مشرّفًا، وقدّموا ما استطاعوا في مواجهتهم للظلم.
فلسطين كشفت عورة العالم الحقيقية: إن ما تفعله "العصابات الإجرامية" ليس سوى ترويج زائف بأنها على حق، بينما تصوّر الثوار زورًا على أنهم إرهابيون.
بفضل الدماء البريئة التي تُسفك على أرض فلسطين، انقسم العالم إلى فسطاطين:
• الفسطاط الأول: خروج مروق الأعراب من الدين، حيث باعوا أنفسهم للطغاة وساروا في ركب الخيانة.
• الفسطاط الثاني: دخول النصارى في الإسلام أفواجًا أفواجاََ، ودفاعهم عن هذا الدين الذي كشف لهم وجه الحق بوضوح.
المقاومة بموقفها الجريء، كشفت الزيف، وأظهرت أن ما تفعله العصابة مخالف للقانون الدولي وللحق والعدالة. لقد غيرت الصورة أمام العالم، فجعلتهم يتعاطفون ويساندون فلسطين التي حطمت تلك الصورة الكاذبة التي صنعتها العصابات، وأثبتت أن تلك الدول هي الإرهاب الحقيقي الذي يريد أن يُسكت الجميع.
في ظل الأحداث الجارية، يبرز سؤال مُلِحّ، فهل يكون "صمت الاعراب"، يعني أن الرجولة لا توجد عند من يزعمون كذبًا أنهم رجال؟ وهل هذا يُمهّد الطريق لظهور الإمام المهدي المنتظر، كما ورد على لسان محمد الرسول ؟
• هل نحن أمام لحظة تاريخية حاسمة قد تُغيّر مسار الأحداث وتقود إلى واقع جديد؟
وهل الإمام المهدي هو الرجل الحقيقى الوحيد المتبقي في هذا الزمن والذي سيعيد الأمورإالى نصابها ويقيم العدل ويعمل على وأد الظلم لدرجة أنهم "يسقطون جميعا في قبضة عدالته .. الواحد تلو الآخر!"
تعليقات
إرسال تعليق