القائمة الرئيسية

الصفحات

نافذة على الحقيقة

حين يكون المرء على حق، لا يخشى المواجهة ولا يختبئ خلف ضباب المجاملة أو الصمت المتواطئ. بل يقف في وجه الزيف كما يقف الجذر في الأرض، ثابتًا، عنيدًا، متصلًا بجذوة الصدق داخله. وحين نتحدث عن سرقة النصوص، فإننا لا نتحدث عن مجرد حروف منقولة أو تشابه لغوي، بل عن جريمة تمس جوهر الإبداع، وتجتث المعنى من رحم الشعور.
الكلمة ليست ملكًا عامًا لمن يتقن النسخ واللصق، بل هي ثمرة تجربة، وارتعاشة وجدان، ومخاض فكر وذاكرة. السارق لا يسرق النص وحده، بل يحاول أن يقتنص شرارة لا تُسرق. يسرق القالب لكنه لا يملك الروح، يُقنع البعض لكنه لا يخدع من يعيشون الكلمة ويشعرون بوقعها وهم يكتبونها.
نحن أبناء الكلمة الصادقة، نميز نبرة الأصالة من أصداء التزييف. نقرأ النص لا بعين اللغة فحسب، بل بقلبٍ يعرف الإحساس حين ينبض، ويشمّ رائحة الانتحال وإن تعطّر بالبلاغة.
لهذا، لا بد من مساحات عميقة نُعنى فيها بالحوار، بالتوثيق، بالمحاسبة الأدبية. لا بد أن نعيد الاعتبار للصدق بوصفه القيمة الأعلى في عالم الكتابة، وأن نُعلّم كل طامح أن الكلمة لا تُشترى، ولا تُنتحل، بل تُولد، وتُربّى، وتُسقى من ماء الصبر والألم والفكر .
بقلم الأستاذة خديجة آلاء شريف  
شاعرة وكاتبة

تعليقات