القائمة الرئيسية

الصفحات

من ينصف الرجل في زمن الطلاق؟!



بقلم: أحمد الشبيتي


في مجتمعنا، أصبح الطلاق أشبه بمحاكمة لا يُستدعى لها سوى الرجل، يُجرَّم ويُلام، وكأن فشل الحياة الزوجية ذنبه وحده!

القوانين، والعُرف، وحتى نظرة الناس، جعلت من الزوج دائمًا الطرف المتهم، بينما تُنسى احتمالية أن تكون الزوجة هي من خرَّبت بيتها، وأهدرت حقوق شريكها، ثم خرجت بكل المكاسب المادية والمعنوية!


فمن يُعيد للرجل حقه في نظام يُجرّمه فقط لأنه قال: "أنتِ طالق"؟


الطلاق في الإسلام.. عدل لا إدانة

الطلاق في الإسلام ليس جريمة، بل تشريع إلهي لحماية الأسرة من الضرر.

قال الله تعالى:

 "الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ"

(البقرة: 229)


الإسلام أمر بالعدل من الطرفين، لكن الواقع اليوم يعامل الرجل كأنه الجاني مهما كانت الظروف:


إن طلّق.. وُصف بالقسوة.

وإن صبر.. وُصف بالضعف.

وإن طالب بحقه.. اتُّهم بالبخل والأنانية!


 حين تكون الزوجة هي السبب

ليس كل رجل طلَّق زوجته ظالمًا، فهناك رجال صبروا على:

الإهانة والاحتقار داخل بيوتهم.

نفقات باهظة فرضتها زوجات لا تقدّرن المسؤولية.


تحريض الأبناء ضد والدهم.

الإهمال الديني والأخلاقي من زوجات ترفضن حتى أبسط واجبات الدين.


ومع ذلك، إذا قرر الرجل إنهاء العلاقة، وُجهت له سهام اللوم، وطُلب منه دفع كل المستحقات، دون أي اعتبار لما تعرض له من أذى نفسي أو مادي!


 قوانين لا تنصف الرجال!

في كثير من الدول العربية، أصبح القانون أداة ضغط على الرجل المطلق، ومن أبرز صور ذلك:


النفقة الإلزامية حتى إن كانت الزوجة غنية وهو محدود الدخل.

الحضانة للأم تلقائيًا، مهما كانت غير مؤهلة.

المتعة والمؤخر تُعامل كغرامة على الرجل، لا كمستحقات مشروطة بعدل.


فأين الميزان؟ وأين محاسبة المرأة إذا كانت هي من أخطأت؟


 كيف يدافع الرجل عن حقه؟

1. الرجوع إلى شرع الله: الطلاق حق شرعي، لكن لا بد من العدل فيه، والنية الطيبة.

2. توثيق الأذى: أي إساءة من الزوجة (إهمال، نشوز، سوء خلق) يجب توثيقها لحماية حقوق الرجل.

3. اللجوء إلى حكمين: كما أمر الله في قوله:

 "فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا" (النساء: 35)

4. المطالبة بتعديل القوانين: لا بد من حملات ضغط لإصلاح القوانين الجائرة، وإعادة التوازن للمنظومة الأسرية.


ليس ضد المرأة.. بل مع العدل

نحن لا ننتقص من حقوق المرأة، بل نطالب بأن تكون العدالة متوازنة.

فالرجل قد يُظلم كما تُظلم المرأة، والمجتمع العادل لا يقف في صف طرف لمجرد جنسه!


قال رسول الله ﷺ:

 "إنما أهلك الذين قبلكم: أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد".


 الظلم ظلمات.. فلتتقِ الله أيها المجتمع!

العدل لا يعني الانتصار للمرأة على حساب الرجل، ولا العكس، بل إعطاء كل ذي حق حقه.

فلنتقِ الله في أحكامنا، وفي قوانيننا، وفي نظرتنا للأمور، فـ الظلم لا دين له ولا جنس.

تعليقات