القائمة الرئيسية

الصفحات

اللغز الذهبي: من هو الفنان اللي ما بحتاج يعلن حضوره… لأن حضوره دايمًا سبق الإعلان

الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر

في هالصيف اللي كان مليان ضجيج، صمت رجل وترك صورته تحكي عنه… لا كتب بوست، ولا ظهر بتصريح، بس طلّته كانت كأنها بيان صادر عن مدرسة كاملة بالإحساس. من هو النجم اللي مشى بهدوء في شوارع بيروت وترك أثر؟ مين هو اللي اختار البساطة بلبسه، بس طغت عليه فخامة لا تُزاح؟ النظرة ساكنة، الابتسامة مطمئنة، والحضور… أكبر من أي عدسة. من هو الفنان اللي ما غنّى من أجل صوت… بل من أجل صدى داخلي حيّ، ينبض من أعماقه؟

اللغز الأول: من هو المطرب اللي ما غنّى ليتسمّع… بل غنّى ليتحسّ؟

صوته مش أداء، بل اعتراف، مش جملة لحنية بل رسالة. لما يغني، بتشعر إنه ما بس بيحكي عنك… بل عن شي ساكن فيك من زمان. صوته مزيج بين شجن ناضج، وصدق طري. فهل هو نجم؟ أم حكاية متنكرة في نغمة؟

اللغز الثاني: من هو النجم اللي ما بيعيش نجاحه… بل بيخلي النجاح يعيش فيه؟

ما بحكي عن أرقام، ما بنشر مقاطع ممنتجة، ولا بيركض ورا كاميرات. بيكفيه صورة واحدة، طالع فيها وهو ساكت، لكن كل تفصيل فيها بيحكي: تعبك ما راح هدر… اللحظة وصلت. فهل هو فنان؟ أم توقيت نادر لنضج صادق؟

اللغز الثالث: من هو الفنان اللي ما بيشتري مجد… بل بيزرعه؟

ما بيلجأ لضجة عشان يثبت وجوده، بل بيفرض حضوره من دون ما يطلب. وجوده هو البرهان، وثقته مش طارئة، نمت عبر سنين من العمل الصامت. من هو الفنان اللي بيخلي الصورة تتكلم عنه أكثر من ألف لقاء صحفي؟

اللغز الرابع: من هو الصوت اللي ما بنسمعه… إلا بنحسّه؟

صوته مو موجة بتمر، ولا موضة بتنتهي، بل نغمة بتظل عايشة في الروح. صوته مثل شوارع عمّان القديمة، أو حجارة القدس، أو مطر بيروت… مش مجرد صوت، بل هو حالة..

اللغز الخامس: من هو الفنان اللي بعيش كل كلمة بيغنيها… وكأنها وجعه؟

في وقت الأغاني الجاهزة والسطحية، في صوت واحد ما زال واقف على ضفة الصدق. ما بيغني عشان ينتشر، بل بيغني لأنه ما بعرف يسكت. هل هو مطرب؟ أم ضمير فني نايم بداخلنا كلنا؟

اللغز السادس: من هو الفنان اللي ما بحتاج جمهور كبير… لأنه بيصير الجمهور لما يغني؟

في حضوره، بتحس كل الموجودين جزء من لحظة وحدة. كأنه مش بس عم بيغني، بل عم بيخلق حالة جماعية من الفهم والإحساس. من هو؟ وكيف قدر يوصل لهالدرجة من التأثير بصمت؟

اللغز السابع: من هو الفنان اللي صورته مو تسويق… بل اختصار لحكاية؟

جلس بهدوء، ما لبس بشكل مبالغ، ولا استعرض شي. ومع هيك، صورته انتشرت، كأنها تقول: لما تكون صادق… كلشي بيحكي عنك حتى لو ما حكيت. من هو الرجل اللي الأضواء تلحقه، مو لأنه بيدوّر عليها، بل لأنه ببساطة… من جوّا بينوّر؟

اللغز الثامن: من هو المطرب اللي لو سكرت التلفون… صوته بظل يرن جواك؟

أغانيه ما بتختفي من أول ما تخلص. بتظل موجودة كأنها جزء من ذاكرتك. كلمات بتنقال بصوتك، ألحان بترافق خطواتك، وطبقة صوت صارت مألوفة أكتر من ضميرك. من هو؟

اللغز التاسع: من هو الفنان اللي كل غنوة إله… بتشبهك؟

في مطربين بتتفرج عليهم، بس في مطرب واحد… بتحس إنه بيحكي عنك. كل كلمة إلها وجه، وكل نغمة إلها ماضي. من هو اللي إذا سمعتله، بتحس كأنك بتسمع نفسك قبل ما تتشكّل؟

اللغز العاشر: من هو الفنان اللي حضوره أصدق من أي ترويج؟

ما بيطلع ليقول: "أنا الأفضل"، بس الجمهور لحاله بيقرر إنه من النخبة. ما بيصرّح، لكن الكل بيحكي عنه. من هو اللي كل مرة بيغيب، الجمهور بيظل منتظره وكأنّه مش فنان… بل لحظة.

اللغز الحادي عشر: من هو الفنان اللي إذا شلنا اسمه من العمل… العمل بيضل يشبهه؟

ما بيحط بصمته عالعلَن، بس إحساسه بيكون حاضر بكل تفصيل. ما بيفرض نفسه، بس العمل بيصير ناقص بدونه. من هو؟

اللغز الثاني عشر: من هو اللي إذا غنّى عن الحب… بتصدقه، وإذا سكت… بتحسّه؟

ما بيحكي كتير، بس بتعرف كل شي عنه من طريقته بالغناء. صوته مو بس أداء… بل ذاكرة واعتراف. من هو اللي إذا غنّى عن الوجع، بتحسّه نزل من قلبك مش من حنجرته؟

اللغز الأخير: من هو الفنان اللي ما بينوصف… لأنه بيتحس؟

وإذا سكرت عيونك، وسألت حالك: "مين أول مطرب خطر ببالي؟ مين آخر أغنية وجعتني كانت من صوته؟" بتقرب من الجواب أكثر.
بس لا تتسرع. اقرأ من أول وجديد، وخلي قلبك يحكي مش عقلك.
يمكن الجواب مش بس اسم… يمكن هو إحساس، ويمكن هو النجم الذي يبدأ إسمه بالحرب ي ...الس ....

تعليقات