تقرير خاص من القاهرة الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر
بصوتو الدافي وبحضور بيشبه الحلم، خطف النجم المصري حسام حبيب قلوب جمهور جدة بأولى حفلاتو بالمملكة العربية السعودية، وخلق ليلة ما فيها لا نوم ولا نسيان، ليلة كانت مليانة مشاعر، تصفيق، حبّ، ووهج فني ناعم بس بيشعل القلب. وما إن خلص الحفل، حتى عجّت السوشيال ميديا بصور ولحظات من قلب الحدث، شاركها حسام بنفسو عبر صفحتو الرسمية على فيسبوك، وكأنّو عم يقلّنا "كنت معكن، حسّيتكن، وبدي العالم كلّو يشوف كيف قلبي دقّ بينكن".
من أول خطوة ع الأرض السعودية… حسام حسّ حالو بين أهلو وناسو، والحرارة اللي استقبلوه فيها كانت متل حضن دافي بعد غياب طويل
مش بس حفلة، كانت لحظة انتصار، لحظة عاطفية لنجمة بيعرف كيف يلمس إحساس الناس، ويغنّي بصوتو المتواضع والحنون كأنو عم يهمس لكل قلب حاضر بالحفل. وقال حسام بتعليق نزل مع الصور يلي نشرها: "كل الشكر والتقدير للمملكة العربية السعودية الغالية على الاستقبال الدافئ والمحبة الكبيرة اللي حسّيت بيها من أول لحظة"… وهالعبارة ما كانت بروتوكول أو مجاملة، كانت صادقة، طالعة من قلب فنان بيتنفّس صدق، وبيعرف يقدّر اللحظات يلي بتلمعو من جوّا.
الصور اللي نشرها كانت أكتر من توثيق… كانت لوحة فنية من نور وحب وغناء، ووجه حسام حبيب كان فيه الفرح يلي بيشبه فرحة الأطفال بأول يوم عيد
العيون كانت عم تلمع، المسرح كان عم يضوي، والجمهور عم يردّد معو كل كلمة وكأنو الحفل مش أول مرّة، بل لقاء كان ناطرينو من سنين. حسام ما خيّب الظن، بل قدّم لوحة غنائية بترفرف على أوتار القلب، بصوتو الشفاف يلي بيوصل عالعصب الطري، وبأغانيه اللي نحنا حافظينها عن غيب، وعايشينها بكل تفصيلة. ومن قلب الحفلة، ما نسي يوجّه تحية كبيرة لكل شخص حضر وساهم بنجاح الليلة، بس كان في شكر خاص، نازل من القلب للقلب.
حسام حبيب وجّه أسمى كلمات الامتنان للمستشار تركي آل الشيخ… وقال عنو إنو "سند حقيقي للفن العربي"، وهاد الكلام مش مجاملة، بل إقرار بحقيقة بيعرفو كل فنان عربي عن جد
لما فنان بيحكي عن دعم، عن سند، عن ظهر بيشيل الفن مش بس من بوابة الإنتاج، بل من باب الإيمان الحقيقي بالموهبة… بيعرف يذكر اسم تركي آل الشيخ. وحسام عبّر بصراحة إنو وجود المستشار تركي آل الشيخ ودعمو المستمر للمبادرات الفنية والفنانين بالمنطقة، كان إلو تأثير مباشر على قدرته إنو يشارك فنّو مع جمهور جدة، ويحقّق هاللحظة يلي كانت متل حلم اتحقق على أرض الواقع، وكتب حسام بخالص التقدير كلام فيه إحساس عالي، وكأنو عم يقول: "ما كنت هون بلاكن، وشكراً لأنكن آمنتو بفنّي".
الجمهور السعودي ردّ التحية بالتصفيق، بالعيون، وبكل هالدّفق العاطفي اللي ما بينوصف… جمهور كان عم يغني مع حسام، وعم يبكي معو، وعم يضحك كأنو ما بدّو اللحظة تخلص
وإذا كان المسرح كبير، فالحب كان أكبر، والموجة اللي طلعت من قلوب الناس بالحفل ما كانت عاديّة، كانت بحر من المشاعر الصافية، ناس حفظين أغانيه، وبيحبّوه على طريقتن، وهيك بيصير الحفل مش بس عرض، بل حالة روحية، فيها الفنان بيحسّ حالو عم يولد من جديد. وحسام حسّ هالشي، حسّ إنو قلبو عم يرقص مع كل ضحكة من الجمهور، وكل هتاف، وكل دمعة، وكل "الله" طلعت من حضن الناس.
جدة ما كانت مجرّد مدينة… كانت أرض حب ودفا احتضنت نجم بيرجع للواجهة من بوابة الناس، مش من باب الاستعراض
واللي حضروا الحفل، فهموا إنو حسام مش بس عم يقدّم أغاني، هو عم يحكي عن حالو، عن رجوعو، عن صراعو، عن شغفو يلي ما مات، عن قرارو إنو ما يتخبّى، وإنو يقف قدّام العالم يقول: "أنا بعدني هون، بعدني بكتب، بلحن، وبغني، لأنو الفن مش شغلة… الفن حياة". وبهالظهور، قدر حسام يخلّينا نآمن مرّة تانية إنو الصوت الحلو مش كفاية، لازم يكون معو إحساس، لازم يكون معو إنسان، وهيدا هو حسام حبيب.
وبعد الحفل… الصورة مش بس كانت ذكرى، كانت بداية، بداية جديدة، بدنا نسمع منها كتير، ونشوف حسام منوّر بأكتر من مكان، لأنو الوقت حان، والناس اشتاقت، وصوتو إلو محل بكل قلوبنا
بجدة، كانت البداية… بس نحنا ناطرين التكملة، ناطرين جولة، ألبوم، ديو، وكل فكرة موسيقية طالعة من هالفنان يلي عرف كيف يحوّل الوجع لحن، والصمت غنية، والرجعة انتصار. وحسام، إذا هيدي كانت أول حفلة، فنحنا بنقول من هلّق: الجايات رح تكون نار، لأنو أول خطوة كانت فوق الحلم.
تعليقات
إرسال تعليق