الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر
في عالم الشهرة، ما في شي بيجي بالساهل، ولا الشهرة بتنشرى، ولا الحضور بيصير بين ليلة وضحاها. بس، في خلطة، خلطة سرّية، سحريّة، تشبه خلطة المربّى يلي بتنطبخ عمهل عالنار، وكل ما طولت، كل ما صار طعمها أطيب. خلطة فيها مكونات من مطبخنا، إيه من نفس هالمطبخ يلي منقعد نطبخ فيه محاشي وتبولة وكبّة. بس الفرق إنو هالمرة ما رح نطبخ أكل، رح نطبخ شخصية مشهورة، متل السلطانة درة يلي سحرت العالم بحضورها، بجمالها، بأناقتها، تمثيلها يلي ما بيحتاج يعلو ليفرض حاله.
قبل ما نكشف كل أسرار الوصفة، خليني قلك شغلة: هالخلطة ما فيها خدع، ما فيها شهرة مزيفة من ورا شاشات أو فلاتر، هي خلطة صدق، تعب، فن، لمعة عين، وخطوة بخطوة، كل فقرة منّا رح تكون مكوّن، مكوّن بتستعمليه بالمطبخ، بس كل وحدة رح تشرحلنا شي أعمق... رح تصير معنا شغلة تانية... ومفتاح لشخصية متكاملة مثل درة.
ما رح نحرق المفاجأة كلها من أوّل سطر، بس جهّزي ورقة، قلم، وقلب حابب يلمع... لأن هلق رح نبدأ بأول مكوّن، وبأول فقرة، وبأوّل سر من أسرار خلطة السلطانة دورة...
المكوّن الأول: "الثوم"... جرأة ما بتنتسى
يمكن أول شي خطرلك، "معقول نبلّش بالثوم؟"، بس صدّقيني، الشهرة مثل الطبخة، بدها نكهة بتفجّر الحواس، والثوم؟ هو أول نكهة بتفوت عالمطبخ وبتعلن عن حالها بلا خوف.
درة ، لما دخلت عالم الفن، ما كانت عم تدقّ الباب، كانت عم تفتحو بقوة، وبصوت واضح بيقول: "أنا هون!"، متل ريحة الثوم، قوية، واضحة، وما بتتخبى. الجرأة يا حلوة، مش يعني وقاحة، الجرأة يعني تعيشي حقيقتك بلا اعتذار. تقولي رأيك، تتصرفي بثقة، تمشي بشخصيتك متل ما هي، بلا تصنّع.
الثوم بيحارب البكتيريا، بيمدّ الجسم بالمناعة، وبنفس الطريقة، الجرأة بتحميكي من سلبيات المجتمع، من النقد، من التقليد، وبتعطيكي مناعة من الناس يلي بيحاولوا يطفوا نورك.
بتتذكري أول مرة شفتِ درة على الشاشة؟ لا يمكن تنسيها، صح؟ لأن جرأتها ما كانت صاخبة، كانت ناعمة بس قوية، متل فص الثوم الصغير... ريحتو بتملأ المكان، بس ما بتؤذي، إلا إذا انأكل بكميات كبيرة، وهي دي الحرفنة!
فـ أول مكوّن من خلطة الشهرة؟ كوني "ثوم"... كوني جريئة. إفتحي الباب، وادخلي، وما تنطري حدا يقدملك بطاقة دعوة.
المكوّن الثاني: "الليمون"... حضور بيخلي الناس تصحى!
الليمون… هالفاكهة الصغيرة، الحمضا، يلي لما بتنكب على أي طبخة، بتقلب الطاولة! ما بتضيف بس نكهة، بتوقّف الطبق على رجليه! متل دورة… بس تطلّ، بتغير طعم الشاشة. ما بتكون ضيفة، بتكون نقطة تحوّل.
الليمون ما بيجامل. واضح، منعش، صريح، وبنفس الوقت أنيق. نكهتو بتلمع، بتصحصحك من غفلتك، بتشدك من أول رشفة. والناس؟ بتحب يلي بيخلّيها تصحى، يلي بيحرك فيها الإحساس، يلي بيطلعها من الروتين. وهيدا تمامًا يلي بتعمله دورة بمجرد ما تطلّ بعيونا.
حضورها؟ متل عصرة ليمون فوق سلطة باهتة… فجأة، كل شي بيصحى! الكاميرا بتحبها، الإضاءة بترقصلها، والمشاهد بيتسمّر، لأنو هي ما بتمثّل، هي بتكون.
وإنتِ؟ بدّك تصيري مشهورة؟ بدّك تلفتي النظر؟ بدّك الكل يفيق من نعسو وقت تطلّي؟ كوني ليمونة!
بس مش أي ليمونة… كوني وحدة ناضجة، صفراء بلمعة شمس الصيف، مليانة عصارة، بس ما بترشّ على الكل… بتعرفي وين ومين تستفزّي، ومين تسكّتي. الليمون مش للزينة، الليمون عنصر أساسي… متل الحضور، يا بيكمّل الشخصية، يا بيخربها.
السلطانة درة ما كانت "محايدة". ولا مرة كانت مشهد عبور، كانت دايمًا عصرة ليمون فوق كل مشهد! وقّعت ناس، صحصحت ناس، ورفعت نكهة الدراما.
فإذا بدك تصيري اسم ما بينتسى، ما تطلّي خجولة، ولا تطلّي "مثل غيرك"... طلّي ليمونة، طلّي بنكهة، طلّي بحضور!
المكوّن التالت: "الشطّة"... الكاريزما يلي بتحرق بلا ما تجرح
آه يا بنت، إذا في شي فعلاً بيعمل فرق بالطبخة، فهوي الشطّة… هالبودرة الحمرا أو هالقطعة الصغيرة من الفلفل يلي شكله بريء بس فعله نار! متل الكاريزما، ما بتشوفيها، بس بتحسيها… بتوخز، بتشدّ، بتعلّق، وبتخلّي كل شي بعدها باهت.
هيي مش جمال، ولا صوت، ولا جسم، ولا حكي حلو، هيي لمعة بتشقّ الهوى، حضور بينشاف وما بينوصف، سحر ما بيترك مجال للنسيان. وهيدا، يا روحي، يلي بيخلّي السلطانة دورة دايمًا مختلفة، دايمًا نار هادية بس بتحرق.
درة ، من أول ما دخلت عالساحة، ما كانت بس "فنانة"، كانت حالة… حالة فيها هيبة، فيها طاقة، فيها جرأة مغلفة بأنوثة مش طبيعية. الشطّة مش بس بتضيف حرارة، هيي بتفجّر طعمة كل شي حواليها. ومتلها، دورة وجودها بيخلي المشهد يولّع، حتى لو ما حكت ولا كلمة… حتى لو كانت عم تمرق مرور، بتتركي عيونك عليها، بتحسي إنو في طاقة طايرة من عيونها، من وقفتها، من مشيتها، من سكوتها حتى!
والكاريزما؟ ما بتندرس، ما بتنشرى، بس فينا نشتغل عليها. كيف؟ كوني صادقة مع حالك، كوني مرتاحة بجسمك، بصوتك، بإيماءاتك، كوني حاضرة من جوّا قبل ما تكوني ملفتة من برا. الشطّة بتكون صغيرة، بس تأثيرها كبير… هيي ما بتصرخ، ما بتتدلّع، ما بتطلب اهتمام… بس الكل بيحس بوجودها!
وإنتِ، إذا بدك تطبخي شهرتك متل ما بدنا، لازم تحطي شطّة… مش زيادة، مش تمثيل، مش استفزاز… بس النقطة المظبوطة يلي بتلهب الطبق من دون ما تحرقو. هالنقطة، هيدي هي الكاريزما… الكلمة الصح بالمكان الصح، النظرة القاتلة باللحظة الصح، والسكوت يلي بيحكي أكتر من أي حوار.
السلطانة درة ؟ ما قالت عن حالها شي… بس خلت الكل يقول. وهيدا السر. بدك تكوني شطّة؟ ما تصرخي. خليكِ نار بتغلي بصمت… والكل رح يحسّ فيها، رغماً عنن.
المكوّن الرابع: "الزبدة"... الأنوثة الذكية يلي بتسيّح القلوب وبتلبّك الخصوم
إيه، الزبدة… هالمكوّن يلي بيدوب وما بينكسر، يلي بينزلق على النار وبيندمج بكل شي حواليه، بس بيضل طاغي بنكهته، هوّي سر من أسرار حضور دورة… أنوثة ما فيها صراخ، ما فيها مبالغة، ما فيها استعراض، بس بتغلف كل شي، وبتترك أثر ناعم، دافئ، مريح، وذكي!
الزبدة ما بتتصنّع، بتعرف وين تفوت، وبتعرف كيف تكمّل، وبتعرف تحوّل أبسط شي لشي لذيذ. متل دورة تمامًا، بتدخل على المشهد، بتكون ناعمة، مش مندفعة، ما بتخطف الأنظار بـ"الضجة"، بل بالنعومة، بالانسياب، بالطريقة يلي بتخلي الناس تنسى شو كانوا عم يحكوا ويفكروا فيها.
الأنوثة؟ ما إلها علاقة بالماكياج الكتير، ولا بالفساتين المفتوحة، ولا بالصوت الواطي المصطنع.
الأنوثة الحقيقية متل الزبدة، بتذوب بكل مشهد من حياتك، بتعطيه طراوة، بتحلّي اللحظة، وبتخلّي الآخرين يرتاحوا بوجودك. بس كوني أكيدة، متل الزبدة، إذا تعرّضت لحرارة عالية من دون رقابة؟ بتحترق. وهيي دي النقطة: لازم تكوني عارفة حرارة نفسك، وقديش تعطي، وقديش توقفي.
السلطانة درة ما كانت بس "جميلة"، كانت أنثى كاملة بمفهومها الطبيعي، بتصرفاتها، بنظراتها، بكلماتها، بطريقة تعاملها مع الناس، بطريقة مشيتها، بسكوتها… كانت بتعرف كيف "تسيّح" الجليد قدامها، من دون ما تبذل مجهود. أنوثتها كانت جزء من شخصيتها، مش قناع تلبسه وتشلحه، وهيي دي الزبدة!
وبيناتنا؟ العالم ما بينسى الأنثى الحقيقية. يلي بتعرف تكون ناعمة من دون ما تضعف، يلي بتعرف تكون موجودة من دون ما تفرض، يلي بتعرف تكون قوية من دون ما تصرخ، ويلي بتعرف تسيطر على المشهد من دون ما تطلب التصفيق.
فإنتِ، بدّك تصيري مشهورة متل دورة؟ لازم تحطي زبدة… بس مش أي زبدة. كوني الزبدة يلي بتفرد نكهتها، يلي بتخلّي كل شي حواليها أطرى، أطيب، أرقى، ومن دون ما تتخلى عن ذاتها. كوني أنثى بتعرف شو عندها، وشو ما بدها، وبتعرف تسحب الأنظار من دون ما تمدّ إيدها.
المكوّن الخامس: "العدس"... العمق البسيط يلي بيغذّي الروح
بتعرفي العدس؟ أكيد بتعرفيه، كيف لا؟ من أقدم المكوّنات بالمطبخ، شكله بسيط، ما بيغرّ، يمكن حتى مش مغري على الطاولة، بس تأثيره؟ بيشبع، بيقوّي، وبيبني الجسم من جوّا… تمامًا متل العمق بالشخصية.
وهون، منوصل لعنصر أساسي بشخصية السلطانة درة : العمق. هيدي النجمة ما كانت بس وجه حلو، ولا جسم ممشوق، ولا ستايل طالع من المجلات. كانت بتِحمل عمق بالعيون، وبالتمثيل، وبالمواقف. لما تحكي، بتحسّي ورا كل كلمة حكاية، ورا كل مشهد تجربة، ورا كل صمت رسالة.
العدس، من المكوّنات يلي بتحتاج وقت عالنار، ما بينطبخ بسرعة، وما بينهضم بلا وعي. بيعيش جوّا الجسم، بيغذّيه، وبيدفّيه. وهيك كمان العمق بالشخصية، ما بيتبنى بيوم، ولا بينفهم من أول نظرة. بدّو تجارب، قراءات، لحظات وحدة، وكتير تفكير.
درة ما كانت سطحية، لا بأدوارها ولا بحياتها. كانت بتنتقي، بتقرّر، وبتختار الطريق يلي بيحمل قيمة. حتى لو كان أصعب، حتى لو الناس ما فهمت من أوّل نظرة. وهيدي صفة ما بينسخها الزمن، ولا بتتغيّر مع الموضة، لأنو العمق بيضل دائم، متل العدس… ما بينقرض، وما بيختفي من أي مطبخ، مهما غلت الأسعار أو تغيّرت العادات.
وإنتِ، بدّك تصيري مشهورة حقيقية، مش ترند يومين؟ لازم يكون عندك "عدس" بشخصيتك.
يعني تكوني إنسانة فيها فكر، فيها قصص، فيها حياة، فيها أبعاد. ما تكوني ورقة ناعمة من برّا وفاضية من جوّا. لازم الناس، وقت يقعدوا معك، يحسّوا إنك بتفكّري، بتشوفي أبعد من الكاميرا، وبتحكي من تجربة مش من نص مكتوب.
العمق؟ هوّي يلي بيخلي الناس ترجعلك، تسمعلك، تحترمك، وتشتاقلك… مش لأنك ضحكتيهن أو لبستي حلو، بل لأنك خلّيتي شي جوّاتهن يتحرك.
كوني عدس… كوني غنية بالمضمون، بسيطة بالشكل، قوية بالتأثير.
المكوّن السادس: "رغيف الخبز"... القرب، البساطة، والهوية الحقيقية
آه يا عيني على الخبز… هالرغيف المرقوق، المسطّح، البسيط، الصامت… بس هوّي أساس السفرة.
الناس بتختلف عالطبخة، بس الكل بيجتمع عالرغيف. هوّي الصديق الصادق للأكل، هوّي اللي بيجمع، هوّي اللي بيشبّك النكهات، وبيحوّل أي مكوّن، مهما كان غريب، لشي مألوف.
السلطانة درة ، رغم كل اللمعة، وكل الإطلالات، وكل الأدوار الجريئة أو المعقّدة، كانت بتضل قريبة. بتحسيها بنت بلد، بتشوفيها بتفهمك، بتحسّ عليك، بتعرف تحكي بلغة الناس، مش بس بلغة النجوم.
كانت بتعرف تطلّ بفستان أحمر ناري، بس كمان بتعرف تكون بسيطة، قريبة، من دون غرور، ومن دون ما تتهرّب من حقيقتها.
الخبز، مثلها، مش بس غذاء، هوّي دفء، وهوّي حكاية. كل رغيف بيحكي عن بيت، عن أم، عن فرح، عن فقر، عن تعب. وهيدا الشي بالضبط بيخلّي الشهرة تعيش، لما تكون مبنيّة على أساس صادق، بسيط، مألوف… لما الناس تشوف حالها فيك، وتحبّك مش لأنك "فوق"، بل لأنك "منّن" و"معن".
وإنتِ؟ بدّك تصيري نجمة؟ كوني خبز… إيه، كوني خبز!
كوني الشي يلي بيلمّ الناس حواليه، يلي بيرفّق كل لحظة، يلي بيشبع القلب قبل المعدة. الشهرة مش بعيدة عن القلوب، الشهرة هيّي كيف الناس بتتذكّرك… وإذا كنتي متكلّفة، منمّقة، محوّطة بهالة بلا طعمة، رح يشوفوك… بس ما رح يحبّوك.
بس إذا كنتي خبز؟ رح يشتاقولك. رح يفتّشوا عليك. رح يحسّوا إنك جزء من حياتهم.
درة كانت رغيف. كانت مطواعة، كانت واقعية، كانت ما بتلبس قناع كل دقيقة. كانت بتعيش بوجهها الحقيقي، وهون سحرها.
فرجاءً، لا تستهيني بالخبز.
حطيه بوصفة شهرتك، وعيشي على سجيّتك، لأنو القرب الحقيقي… ما في شي بيغلبه.
المكوّن السابع: "عود القرفة"... الثبات العطِر يلي بيخلّي كل شي يضلّ بذاكرة الناس
قرفة… بس مو مطحونة، مش بودرة تنفش بالهوا وتروح، نحنا عم نحكي عن العود…
هالخشبة البنية، الصلبة، يلي بتضل متماسكة حتى لو انغلت بالساعات،
بتعطي طعمة، ريحة، حضور… بس من دون ما تذوب، من دون ما تتغيّر، ومن دون ما تضعف.
السلطانة درة ، كانت قرفة… مش بس ممثلة، مش بس جميلة، مش بس جريئة… كانت ثابتة.
مرت بأيام طلوع، وأيام نزول، وبقيت.
ناس انتقدوها، ناس غارو، ناس قالوا وناس نسوا، بس هي؟ ما حادت عن طريقها، ما ركضت ورا كل موضة، ما باعت نفسها بلحظة ضعف. كانت واثقة بخياراتها، وعارفة إنو الريحة الحقيقية، ما بتيجي من الصرخة، بتيجي من جوّا… مثل عود القرفة، بيقعد بالزاوية، بس الريحة؟ بتسبق وجوده.
القرفة بتشتغل بهدوء، ما بتصرخ، ما بتفرض حالها، بس بتخلّي كل شي حواليها يتهدّى، يتحوّل، يتعطّر… وهيدي هيي شخصية الفنان الحقيقي.
الصوت يلي بيسمع، الحضور يلي بينشاف من دون ما يطلب، والعقل يلي ما بينكسر وقت الدنيا تحتر.
وإنتِ، بدّك تصيري مشهورة، بس مش لـ"شهر"، بل لسنين؟
بدّك تكوني قرفة.
قوية من جوّا، ناعمة من برا، ثابتة على مبدأك، صادقة مع نفسك، ورافضة تذوبي كرمال ترضي ناس مش ثابتين. الشهرة مش سباق سرعة، الشهرة سباق نَفَس، وعود القرفة هويي المتسابق الأذكى… بيوصل بآخر الماراثون، بس ريحتو بتضلّ طاغية حتى بعد ما يطفوا النور.
درة ما كانت نبتة موسمية… كانت نكهة محفوظة، بتعيش بالذاكرة، متل ريحة القرفة ببيت جدّك… فجأة، بتطلعي من مشهد، من لحظة، من وجّ، وبتقولي: "في شي بيشبهها!"
فيا سلطانة العصر…
ما تلهثي ورا الشهرة، خلي الشهرة تجي تفتّش عليك، متل ريحة عود القرفة… وكوني دايمًا ثابتة، عاقلة، ناعمة… بس ما بتنكسر.
المكوّن الثامن: "العسل"... الروح الطيّبة يلي
بتخلي الناس تدعيلك قبل ما تصفّقلك
العسل... يا ما أطيب منّو، ويا ما أنقى منّو. هالمادة الذهبية، يلي بتيجي من الطبيعة، من شغل النحل الصامت، من تعب ما بينشاف، ومن جهد ما بينقال… بس نتيجته؟ لا بتنوصف ولا بتنقاس.
السلطانة درة ، كانت عسل… مو لأنو الكل حبّها، بل لأنو طريقة وجودها كانت بتترك أثر حلو… بعد كل مشهد، بعد كل لقاء، بعد كل تصريح.
كانت رقيقة بس مش ضعيفة، طيّبة بس مش مغفّلة، بتعرف كيف تحكي مع الصحافة، مع جمهورها، مع خصومها، بنفس اللطافة.
كانت عم تشتغل، وما تطلب مديح. كانت تعطي، وما تحكي عن يلي عطته.
كانت عسل… مش ببساطة، بل بتعب.
العسل ما بيتكوّن بلحظة، بده وقت، بده نحل صغير يشتغل بلا صراخ، بده ورد يتفتّح، وبده شمس تدفّي الخلية.
وكذلك الشهرة الطيّبة، يلي بتجي من نوايا نقية، من طاقة خير، ومن حب حقيقي للمهنة، مش بس للكاميرا.
وإنتِ؟ إذا بدّك الكل يحبّك، مش لأنك "مشهورِة"، بل لأنك من الناس، لأنك صادقة، محترمة، دمِك خفيف، ونيّتك حلوة؟
حطي عسل بوصفتك… مش بكلامك، بل بتصرفاتك.
كوني الشخص يلي بيدعيوله بالخير حتى لو ما بعرفوه، والناس لحالن رح يصيروا يشتهوا يشوفوك، يسمعو صوتك، ويحضروا حضورك… لأنك حلوة من جوّا.
المكوّن التاسع: "الملح الصخري"... المبدأ يلي ما بيتفتّت
ما في أطيب من ملح البحر أو ملح الطعام، بس في شي أقدم، أصدق، وأقسى… هوّي الملح الصخري.
قطع بيضا أو رمادية، خشنة، بس أصلية. ما بتنطحن بسهولة، ما بتذوب بسرعة، وما بتتغيّر… حتى لو انحطت بقعر النار
درة ، مش بس كانت فنانة فيها نعومة وعذوبة، كانت صاحبة مبدأ. ما كانت تمشي مع الموجة، ولا كل يوم بلون.
كانت بتعرف مين هي، وبتعرف شو بدها، وبتقول "لا" وقت الكل بيقول "آه".
والمبدأ؟ هوّي يلي بيخلّي الناس تحترمك، حتى لو ما وافقوك. هوّي يلي بيبني الهيبة، والرصانة، والوقار.
الملح الصخري ما بيلمع، بس موجود. ما بيتكسّر، بس بيقسى إذا حدّك كذّب.
وهيك الشهرة الصح، بدها عمود فقري، بدها كلمة، بدها موقف، بدها قوّة داخلية تخليك تقولي "هيدا مش للي" بلا خوف.
إنتِ؟ بدك تصيري مشهورة؟
ما تمشي ورا الترند كل مرة، ما تعملي شي ضد قناعتك كرمال لايك أو إعلان أو إطلالة.
كوني ملح… صخري.
قاسي إذا لزم، خشن لما بينطلب، بس صادق… صادق عالآخر.
المكوّن العاشر: "المَيّ الدافية"... الاتزان، الراحة، والسلام الداخلي
آخر مكوّن، بس مش أقلّهم أهمية، هوّي… المَيّ الدافية.
المكوّن يلي ما بيشوفوه، بس بدونه كل شي بينحرق، كل شي بينشف، وكل شي بينكسر.
المَيّ الدافية، مش السخنة يلي تفوّر، ولا الباردة يلي تقتل الطبخة… هيي الحرارة الصح، يلي بتخلّي كل شي يندمج، يتوازن، ويطلع طيب.
السلطانة درة ؟ كانت متّزنة… مش منفلتة، ومش جامدة. كانت بتعرف كيف تمشي بوسط الخط، كيف تعطي بلا ما تفقد خصوصيتها، كيف تحكي من دون ما تتعدّى، وكيف تكون قوية بس مش هجومية.
الاتزان هوّي أكتر شي صعب… لأن الشهرة مغرية، والناس بيزقّوا من هون، والسوشيال ميديا بتشدّ من هونيك، والتعليقات ممكن ترفعك وتكسّرك بنفس الدقيقة.
بس إذا عندك مَيّ دافية جوّاكي؟ بتعرفي متى تتكلّمي، ومتى تسكتي، ومتى تردّي، ومتى تنسحبي.
بتعرفي تحافظي على نفسك، على صورتك، على اسمك، من دون ضجيج، ومن دون انفعال.
وإنتِ؟ بدّك تصيري علامة؟
لازم يكون جوّاتك سلام.
خلي الشهرة تكون نتيجة، مش هدف.
خليها تمشي حدّك، مش تجرّك.
وخليكي دايمًا... مَيّ دافية.
الختام؟
هيك بتكون وصفتنا وصلت للعشر أسرار...
عشر مكونات من مطبخ الحياة، طبخو شخصية مشهورة، حقيقية، فيها قوة، أنوثة، رقة، نكهة، ودفا.
وإذا بتسألي مين كانت المثال؟
نقولها بكل فخر: السلطانة دورة.
مش لأنو الشهرة بدها جمال… بل لأنو الشهرة بدها خلطة.
وانتِ؟ صار عندك الوصفة الكاملة.
تعليقات
إرسال تعليق