أرتجف الحرف وأنساب كالنجوى
والصمت في القلب قد علّم المعنى
بعض القلوب إذا غاب نبضُها
أظلمت الدرب وانطفأ السنا
وبعضهم مثل وردٍ بلون الرجا
يفقد الروح إن جفَّ ماؤُهُ سُدى
والطفلُ إن ضاعت اليد في شتاته
يبكي الأمان وتبكي الطفولةُ الرؤى
والأدبُ رفعةُ النفسِ حين تسمو
لا تطلب التاجَ أو صخب المدى
هو نورُ خُلُقٍ على صدرِ مَن
مرّ بالجُرحِ مبتسمًا صامتا
فتحتُ قلبي كما الزهرِ للندى
فلم أجد غير غدرٍ وردِّ الجفا
وأخفي الجرحَ حين تغيبُ شمسي
وأبتسمُ في دمي تنبتُ الشكوى
صمتي صدوقٌ، لا يُساومُ وجعي
ولا يهادنُ من خانَ أو جفّا
إن لم ترفعْهمُ خُطاكَ عزةً
فلا تُنزلْ مقامَك للعَتَبا
الله يمنعُ عنك ما قد تُحبّهُ
ويمنحُ الخيرَ فيما قد نَفَى
وإذا سكبتَ الصبرَ رغم الأسى
جعلَ اللهُ في صمتك النجوى
كنتُ أزرع وعدي على صفحاتي
وأمسح بالحرفِ دمعَ المدى
أبحثُ عن حضنِ طمأنينةٍ
لا خوف فيه، ولا فيه جَفا
ما عدتُ أعرفني كالأمسِ
وفي داخلي غربتي والرجا
تسهو الذكرياتُ على راحتَيّ
فتوقظُ وجعي بلا مأوى
والتعبُ الجميلُ ودّعني
وباتَ ظلي وأشواقيَ سلوى
لا تسألوا عني حين أذبلُ
فالضوءُ يسكننا حين نَطْفَا
مرّ كثيرٌ بعطرٍ وكلمةٍ
ثم اختفوا وتركوا القلبَ شتّى
ضاقَ المدى، واتّسعت غربتي
فصرتُ وحدي، وصار الدمعُ مأوى
لكنّي أكتبُ رغم انكساري
فالنبضُ حيٌّ، وفي الصبرِ قُدْوَى
الحزنُ يزرع فينا الفجرَ
حين نُغنّي الشوكَ زهرا ونُحيا
صمتي أبلغ من كل الأقاويلِ
وفيه ما لم يقله الحرفُ جَهرا
أنا والقصيدة توأمانِ شعورٍ
نكبرُ من وجعٍ ونُزهِرُ سِوى
إن ضاع الحنينُ من أبوابي
فتحتُ لها قلبي وأغلق الرضا
تعليقات
إرسال تعليق