القائمة الرئيسية

الصفحات

214 عامًا من الاستقلال.. فنزويلا تجدد العهد على السيادة والسلام

اعداد : كوثر مبارك 

احتفلت سفارة جمهورية فنزويلا البوليفارية بالقاهرة، بالذكرى السنوية الـ214 لتوقيع وثيقة الاستقلال، في أجواء تجسد عمق الروابط بين الشعب الفنزويلي وأصدقائه من مختلف دول العالم، وقد شارك في الاحتفالية عدد من السفراء، وممثلي الأحزاب السياسية، ووسائل الإعلام، وأعضاء "اللجنة الشعبية لدعم فنزويلا"، تعبيرًا عن التضامن مع الشعب الفنزويلي في مسيرته التاريخية نحو الحرية والاستقلال.
جاءت هذه المناسبة لتعيد إلى الأذهان الدور الريادي للمحرر سيمون بوليفار، الذي قاد معارك الاستقلال في أمريكا الجنوبية، وحرر ست دول من قبضة الاستعمار الإسباني، ليصبح رمزًا للنضال من أجل الحرية والعدالة وكرامة الشعوب، فمنذ إعلان استقلال فنزويلا في الخامس من يوليو عام 1811، ظلت هذه الدولة تحمل لواء الكفاح ضد كل محاولات الهيمنة الخارجية، وتمضي بثبات في طريقها كدولة ذات سيادة، لا تقبل التدخل في شؤونها الداخلية.
وفي كلمته التي ألقاها بالمناسبة، أكد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أن فنزويلا تواصل السير على خطى أبطالها التاريخيين، متمسكة بالمبادئ التي رسخها بوليفار، وفي مقدمتها الاستقلال، والعدالة الاجتماعية، والعيش الكريم لجميع المواطنين، وأشار مادورو إلى أن وثيقة الاستقلال التي تم توقيعها قبل 214 عامًا لا تزال حية في وجدان الشعب الفنزويلي، باعتبارها إعلانًا قاطعًا برفض كل أشكال الاستعمار، والتبعية، والهيمنة الأجنبية.
وفي مواجهة التحديات المتصاعدة التي تتعرض لها البلاد، شدد مادورو على أن فنزويلا تظل صامدة في وجه الإجراءات القسرية الأحادية التي تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها الأوروبيون، بهدف النيل من استقلالها ونهب ثرواتها، وأوضح أن هذه السياسات الاستعمارية الجديدة لن تُثني الشعب الفنزويلي عن مواصلة كفاحه من أجل الحرية والرخاء، بل تزيده إصرارًا على بناء مستقبل أفضل بإمكاناته الذاتية.
ورغم الحصار الاقتصادي والعقوبات الظالمة، حققت فنزويلا، بحسب الرئيس مادورو، إنجازات ملموسة في مختلف المجالات، من بينها القضاء على الأمية بين كبار السن بنسبة 100%، وتوفير السكن اللائق، وتحسين نظام الرعاية الصحية، وتوسيع نطاق الحماية الاجتماعية، بما يضمن كرامة المواطنين ويحسن مستوى معيشتهم، كما شهد الاقتصاد الوطني نموًا مستدامًا خلال الأشهر الـ16 الماضية، في مؤشر واضح على صمود البلاد، وقدرتها على تحويل التحديات إلى فرص للتنمية.
لم تكن ذكرى الاستقلال مجرد احتفال رسمي، بل جاءت أيضًا فرصة للتأكيد على التمسك بالإرث الثوري الذي تركه الرئيس الراحل هوجو شافيز، الذي أعاد إحياء فكر بوليفار، وعمل على تعزيز استقلال بلاده، ووقف في وجه محاولات الهيمنة الأمريكية، ودعم القضايا العادلة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وهو النهج الذي تواصل فنزويلا السير عليه حتى اليوم.
وفي هذا السياق، دعت "اللجنة الشعبية لدعم فنزويلا" إلى رفع جميع أشكال الحصار والعقوبات المفروضة على فنزويلا، ووقف السياسات العدوانية التي تمارسها بعض القوى الكبرى بحق الشعوب المستقلة، من أجل إتاحة الفرصة لبناء عالم أكثر عدلًا واستقرارًا، يسوده السلام والتعاون الدولي.
إن ذكرى الاستقلال التي يحتفل بها الشعب الفنزويلي اليوم ليست مجرد محطة تاريخية، بل تجسيد حي لمسيرة شعب صمم على انتزاع حريته منذ عام 1811، وواصل نضاله في وجه مختلف أشكال الاستعمار التقليدي والجديد، وكما كان الحال بالأمس، يواجه الشعب الفنزويلي اليوم تحديات جديدة، تتمثل في الحصار الاقتصادي والتدخلات الخارجية، لكنه يثبت مجددًا أن إرادته في البقاء حرًا وذا سيادة لا تلين.

ختامًا، جددت فنزويلا، في هذه المناسبة، التزامها بقيم الاستقلال والسيادة والسلام، ورفضها لأي تدخل خارجي، مؤكدة أنها ستواصل الدفاع عن حقوقها ومواردها، وستظل وفية لإرث أبطالها المحررين، وعلى رأسهم سيمون بوليفار، وإرث الثورة البوليفارية بقيادة هوجو شافيز، في بناء وطن حر، مستقل، ينعم بالرخاء والعدالة الاجتماعية، ويساهم في إرساء عالم يسوده السلام والتوازن والاحترام المتبادل بين الشعوب.

تعليقات