كتب - محمود الهندي
ضمن سلسلة الندوات التى خصصتها مكتبة القاهرة الكبرى لرصد وتحليل لغة المصريين تحت رعاية معالي وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو والمخرج خالد جلال رئيس قطاع شؤون الإنتاج الثقافي وبإشراف الكاتب يحيى رياض يوسف مدير عام المكتبة ، فقد نظمت المكتبة مساء الأربعاء 25 يونيو 2025م ندوة ثقافية بعنوان :
"اسهامات أحمد باشا تيمور فى العامية المصرية"
تحدث فى اللقاء الأستاذ الدكتور جون دانيال – أستاذ التاريح اللغوى , وقدم وأدار اللقاء يحيى رياض يوسف ، والذى استهل اللقاء بكلمة أوضح فيها حرص مكتبة القاهرة الكبرى على رصد التاريخ اللغوي لدى الشعب المصري ، وقد عقدت المكتبة ندوة سابقة بالتعاون مع الدكتور جون دانيال لرصد وتحليل لغة المصريين خلال القرون الوسطى وحتى الآن .
وقد تناول اللقاء عرضـًا لاسهامات وجهود أحمد باشا تيمور فى التأريخ والتدوين للعامية المصرية مع تعدد واختلاف لهجاتها ، حيث أشار الدكتور جون دانيال خلال حديثه إلى أن أحمد تيمور باشا معرض حديث اللقاء قد ولد لأب كردي وأم تركية ، وقد ولد فى درب سعادة بالقاهرة وتربى وعاش في قاهرة المعز ليرصد لغتها ويحللها ، بل وكان واحدًا من محللي التراث العربي فكرًا وأدبًا .
وكان لتيمور باشا اسهامات كبرى في تحليل ورصد العامية المصرية في بداية القرن العشرين من خلال عدة كتب , من أهمها كتاب "الأمثال العامية المصرية " ، ويعد هذا الكتاب واحدا من أمهات الكتب التى تحمل صفة الإتقان إلى جوار الريادة ، حيث جمع تيمور ما يزيد على ثلاثة آلاف مثل شعبي مصري هى خلاصة ما جمعه عبر السنوات من تعبيرات شاعت على لسان المصريين فى عصره وما قبل عصره , وظل هذا القاموس المرجع الأشهر والأوسع عن حياة المصريين وكلامهم وعاداتهم وتقاليدهم بل وطرق تفكيرهم ، وفضلا عن خفة الدم الممتعة فى روح الأمثال وكلماتها ، وما تحمله من حنين إلى حكمة الآباء والأجداد ، فالشروح المختصرة المفيدة التى وضعها تيمور كانت خير مساعد على فهم الكنوز التى تتضمنها الأمثال الشعبية المصرية .
ومن عينة الأمثال التى ضمنها تيمور فى الكتاب "عدو قريب ولا حبيب بعيد"، وهو المثل الذى يضرب فى تفضيل القرب على البعد، ولو أن القريب عدو، وهو من المبالغة والمراد منه أنه ربما عطف عليه وساعده فى بعض شؤونه .
ومن كتب تيمور باشا أيضــًا كتاب "الكنايات العامية"، وكتاب "الألفاظ العامية المصرية"، وكتاب "قاموس الكلمات العامية " .
وقد بيّن سيادة المحاضر أن هذه الندوة هي الثانية في سلسلة رصد لغة المصريين التى يقيمها بمكتبة القاهرة الكبرى ، وقد حصصها لعرض اسهامات أحمد باشا تيمور في رصد العامية المصرية وتحليلها كمحطة مهمة ورئيسية في فهم تطور لغة الشعب المصري خلال عقود وقرون طويلة .
تعليقات
إرسال تعليق