القائمة الرئيسية

الصفحات

المثلية الجنسية جدل وتنوع بين الحب والحرية



بقلم الدكتوره نجلاء هاشم 


شعار المثليين هو الحب والحرية والدفاع عن هذه القضية والأعتراف بهم ويرون أنها حرية شخصية يجب الدفاع عنها 


تُعد المثلية الجنسية موضوعًا معقدًا يثير نقاشات واسعة على الأصعدة الاجتماعية والدينية والقانونية في مختلف أنحاء العالم. بينما يرى البعض أنها حرية شخصية يجب الدفاع عنها، يُنظر إليها من منظور آخر على أنها مخالفة للفطرة والخلق.

ما هي المثلية الجنسية؟

المثلية الجنسية هي توجه جنسي يتميز بالانجذاب العاطفي أو الجنسي أو الرومانسي بين أفراد من نفس الجنس. يُطلق على الذكور الذين ينجذبون إلى ذكور آخرين "مثليين" (أو "لوطيين" في التراث الإسلامي)، بينما تُعرف الإناث اللاتي ينجذبن إلى إناث أخريات بـ "مثليات" أو "سحاقيات".

الرمزية والتمثيل

يُستخدم علم قوس قزح كشعار لمجتمع المثليين، ويرمز إلى السلام والتنوع ضمن هذا المجتمع. تُعكس ألوان العلم الغنية طيفًا واسعًا من الهويات والتجارب، ويُعد رمزًا للفخر والوحدة، لا سيما خلال مسيرات حقوق المثليين.

المنظور الديني والثقافي

تُحرّم المثلية الجنسية في الأديان السماوية الثلاث: الإسلام، المسيحية، واليهودية. في الإسلام، تُعتبر ممارسة اللواط محرمة بالإجماع من قبل الفقهاء والأئمة، 

وتُشير الأيات القرآنية إلى قصص أقوام سابقين، مثل قوم لوط، الذين عُوقبوا لممارستهم هذه الأفعال. 

كما قال الله في كتابه العزيز

 في سورة الشعراء ﴿أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ ١٦٥﴾ [الشعراء:165] والآية ﴿وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ ١٦٦﴾ [الشعراء:166]. وفي سورة الأعراف، الآية: ﴿وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ ٨٠﴾ [الأعراف:80] والآية : ﴿إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ ٨١﴾ [الأعراف:81]


يُنظر إلى هذه الممارسات في المنظور الديني على أنها إضرار بالصحة، تشويه للفطرة، نشر للرذيلة، وإفساد للتركيبة الأسرية والمجتمعية.

التمييز بين المثلية الجنسية والتحول الجنسي

من الضروري التفريق بين مفهومي المثلية الجنسية والتحول الجنسي:

 * المثلية الجنسية (Homosexuality): تُصنف في علم النفس والطب الحديث كتوجه جنسي طبيعي ومتنوع ضمن الطيف البشري، ولم تعد تُعتبر اضطرابًا أو مرضًا.

 * التحول الجنسي (Transgender): يُعرف طبيًا بـ "ديسفوريا الهوية الجندرية" (Gender Dysphoria)، ويصف الضيق أو الانزعاج الشديد الذي يشعر به الشخص عندما لا تتطابق هويته الجندرية مع الجنس الذي وُلد به.

الوضع القانوني والاجتماعي عالميًا

تُجيز العديد من الدول زواج المثليين، ومنها: الأرجنتين، بلجيكا، البرازيل، كندا، كولومبيا، الدنمارك، فرنسا، ألمانيا، أيسلندا، أيرلندا، لوكسمبورغ، مالطا، هولندا، نيوزيلندا، النرويج، البرتغال، اسكتلندا، جنوب أفريقيا، إسبانيا، السويد، الولايات المتحدة، والأوروغواي.

على الرغم من وجود بعض الدول العربية التي تُظهر تسامحًا نسبيًا أو توجهات إيجابية محدودة تجاه مجتمع المثليين، مثل لبنان، العراق، الأردن، تونس، الضفة الغربية، وتركيا، إلا أنه لا توجد دولة عربية تعتبر "صديقة للمثليين بالكامل". يبقى أفراد هذا المجتمع في العديد من السياقات العربية منبوذين أو غير مقبولين اجتماعيًا بشكل واسع.

تُبرز هذه المعطيات التباين الكبير في النظرة إلى المثلية الجنسية، بين من يرى فيها حقًا فرديًا وبين من يرفضها بناءً على معتقدات دينية واجتماعية راسخة. هذا التباين يؤكد على تعقيد القضية وتأثيرها العميق على الأفراد والمجتمعات حول العالم.

تعليقات