كتب/ أيمن بحر
استنكرت روسيا بشدة الضربات الأميركية التى استهدفت منشآت نووية داخل إيران معتبرة أنها تصعيد خطير يعرض الاستقرار الإقليمى للخطر ودعت وزارة الخارجية الروسية إلى إنهاء الأعمال العدائية والعودة إلى المسار السياسى والدبلوماسى.
وفى مقابلة قال الكاتب والباحث السياسى يفغينى سيدروف من موسكو إن روسيا لن تتدخل عسكرياً إلى جانب إيران لكنها ستواصل تقديم الدعم السياسى والدبلوماسى وستكثف تنسيقها مع دول حليفة فى الملف النووى وحذر سيدروف من تداعيات الضربة الأميركية على العلاقات الروسية الأميركية قائلا: بدأت تظهر مؤشرات على تطبيع محتمل بين موسكو وواشنطن لكن هذه الضربة نسفت أى تقدم كان يمكن أن يتحقق لافتًا إلى أن التحرك الأميركى قد يضر أيضًا بالملف الأوكرانى من خلال تحويل الدعم العسكرى الغربى من كييف إلى إسرائيل.أعلنت إيران تنفيذ الموجة العشرين من عملية الوعد الصادق 3 مستخدمة للمرة الأولى صواريخ خيبر بعيدة المدى. واستهدفت الضربات بحسب طهران مواقع حساسة فى إسرائيل بينها مراكز أبحاث بيولوجية ومواقع لوجستية وعسكرية.
وقال المصدر إن الهجوم الإيرانى الأخير كان الأعنف منذ بداية التصعيد وأدى إلى دمار واسع فى مناطق جنوب تل أبيب مشيرًا إلى أن الصواريخ أصابت نحو 10 مواقع حساسة بعضها فى محيط حيفا وتل أبيب وأسفرت عن إصابة 15 شخصاً على الأقل بينهم حالات خطرة.
وأكد لطفى أن الجيش الإسرائيلى لا يزال ينسق بشكل مكثف مع الجانب الأميركى وأن حالة الطوارئ مستمرة مع تعليمات صارمة للمواطنين بالبقاء فى المنازل وسط مخاوف من موجات قصف إضافية.فى المقابل شن الجيش الإسرائيلى سلسلة غارات على أهداف عسكرية فى إيران استهدفت مطارات ومنصات صواريخ ومقاتلات في غرب البلاد.
وقال الجيش إنه دمر 8 منصات صاروخية بينها 6 كانت جاهزة للإطلاق كما استهدف طائرتين مقاتلتين فى مطار دزفول ومواقع فى مطار أصفهان.
وفى مداخلة من القدس قال نضال كناعنة محرر الشؤون الإسرائيلية إن الضربة الأميركية نفذت بتنسيق مباشر مع إسرائيل والجيش الإسرائيلى كان على اطلاع لحظة بلحظة داخل غرفة عمليات مشتركة مع الأميركيين
وأكد كناعنة أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو لا يعتبر الضربة نهاية المواجهة بل بداية لتورط أميركى أوسع فى الصراع مع إيران مشيرًا إلى أن نتنياهو سيسعى إلى البناء على هذه الضربة لإقناع إدارة ترامب بمزيد من الضغط العسكرى والسياسى على طهران.
وأضاف: بالنسبة لنتنياهو كل تصعيد إضافى هو ذريعة لزيادة الضغط سواء لإجبار إيران على التفاوض بشروط مشددة أو لاستمرار الهجوم بهدف إضعافها بالكامل.
ورداً على سؤال حول إمكانية أن تلعب موسكو دوراً وسيطًا فى التهدئة قال سيدروف إن الرئيس فلاديمير بوتين لا يطرح وساطة رسمية بل يقدّم أفكارًا لتخفيف التصعيد لكنه أقرّ بأن فرص قبول هذه المقترحات من قبل طهران أو تل أبيب تبقى محدودة.
وشدد سيدروف على أن روسيا تتحرك بدافع من مصالحها الاستراتيجية وليس بدافع الدفاع عن طرف ضد آخر مضيفا: أى تصعيد إضافى فى الشرق الأوسط سيضر بمساعى روسيا لتحسين علاقاتها مع واشنطن
وسينعكس سلباً على التوازنات الدولية
قال نضال كناعنة إن نتنياهو يعتبر الضربة الأميركية ورقة سياسية مهمة وأضاف: ليس هدفه فقط وقف البرنامج النووى الإيرانى بل جلب إدارة ترامب إلى معركة شاملة أو على الأقل إلى مرحلة ضغط أقسى تُجبر طهران على التراجع.
وأشار إلى أن نتنياهو يرى فى أى هجوم إيرانى ذريعة لتعميق التدخل الأميركى محذّرًا من أن إسرائيل قد تدفع ثمن هذا التورط إذا خرجت الأمور عن السيطرة
تشير التطورات إلى أن المنطقة أمام مرحلة شديدة الحساسية حيث التصعيد بين إسرائيل وإيران بلغ مستويات غير مسبوقة وسط مشاركة مباشرة من واشنطن وتورّط إقليمى محتمل.
وفى وقت لا تزال فيه أبواب التهدئة مفتوحة نظريًا إلا أن الواقع الميدانى وسقوط عشرات الصواريخ ينذر بأن بوابة الحل قد تتحول سريعًا إلى بوابة الحرب إذا لم تتدخل القوى الكبرى بجدية لوقف الانحدار نحو مواجهة مفتوحة
تعليقات
إرسال تعليق