بقلم : حمادة عبد الجليل خشبة
في ظل التصعيد الإقليمي بين إيران والكيان الصهيونى ، يحضرني سؤال مهم ومحوري ، ماذا لو استنفدت إيران ترسانتها من الصواريخ الباليستية والتى تطلقها على الكيان يوما بعد يوم ؟ هذه الصواريخ كانت لعقود درعًا وردعًا، وأداة لتوازن القوى في مواجهة خصومها الإقليميين والدوليين، وعلى رأسهم إسرائيل والولايات المتحدة.
وفى ظل الضربات اليومية ما بين 150 إلى 200 صاروخا ربما ومع تحليلي الذي قد يميل إلى الصواب أو الخطأ قد يتراجع المخزون الصاروخي أو تقلص القدرة على الإنتاج السريع بسبب العقوبات ونقص التكنولوجيا وفى شلل لبعض البنية التحتية للمفاعلات النووية الايرانية تجد إيران نفسها أمام معضلة كبيرة. من المتوقع أن تعود إلى أدواتها غير المباشرة كالميليشيات الحليفة، أو تكثف هجماتها السيبرانية. لكنها ستخسر عنصر الصدمة والردع السريع، وهو ما قد يُضعف موقفها أمام الكيان .
هنا يمكن ان أطرح سؤالا اخر ، هل تستفيد إسرائيل من طول الحرب حتى تنتهى الصواريخ الباليستية الإيرانية وتفقد سيطرتها على الردع من مسافات بعيدة ؟ قطعًا نعم. استنفاد صواريخ إيران يقلل من التهديد المباشر على العمق الإسرائيلي ويمنح تل أبيب مساحة أوسع للتحرك عسكريًا في سوريا ولبنان. بل وقد يدفعها لتكثيف ضرباتها الاستباقية، في ظل تآكل قدرة الرد الإيرانية، رغم ما تفعلة إيران من ضربات صاروخية فى البنية التحتية الاسرائيلية ولكن هناك من وراء اسرائيل تمدها بالامدادات العسكرية ، أظن تعرفوها كويس .
من الممكن أن تلجأ إيران للتصعيد النووي لتعويض الفجوة، وهو ما يُعيد الجميع إلى حافة الهاوية. وبين شد وجذب، يبقى الشرق الأوسط ساحة صراع مفتوح، يحكمه من يملك أدوات الردع لا الأقوال .
أي مواجهة محتملة بين إسرائيل وإيران بعد تراجع الردع الإيرانى ستجعل مصر في موقع الداعم للتوازن والاستقرار، لا التورط في الصراعات.
بالتالي، يبقى موقف مصر قائمًا على التوازن والدبلوماسية الهادئة، مع تعزيز الجاهزية الاستراتيجية لأي تطورات مفاجئة في الإقليم.
حفظ الله مصر وشعبها وقائدها وجيشها
وتحيا مصر
تعليقات
إرسال تعليق