الإخبارية نيوز :
بينما يصرخ تحالف الشر، "ترامب ونتنياهو"، بانتصارات واهية، تتناثر أرواح الأبرياء على مذبح استهتارهم المريع، وفي عالم يتباهى بالتقدم، نرى دولتين تمتلكان ترسانات نووية تقصفان دولة أخرى، بحجة امتلاكها منشآت نووية مراقبة دولياً، في مفارقة سوداء تُدمي القلوب وتُعلن موت القانون الدولي، ولم يعد هناك شجب أو إدانة تكفي، فالعدالة أصبحت حبراً على ورق في عالم تسيطر عليه القوة الغاشمة، وتُخنق فيه أصوات الحق.
هراء الانتصار واستخفاف بالأرواح
إن حديث التحالف الشيطاني بين "ترامب ونتنياهو" عن الانتصار ليس سوى هراءٍ فاضح واستخفافٍ بكرامة وأرواح شعوب المنطقة، فكيف يمكن لدولتين تمتلكان منشآت نووية أن تقصفا دولة أخرى بسبب امتلاكها منشآت نووية تخضع لمراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية؟ هذا ليس منطقاً، بل هو تنمر دولي صارخ يكشف الوجه القبيح لسياسات الهيمنة، ولا يمكن بناء سلام حقيقي على أنقاض القانون الدولي ودموع الأبرياء، بل على العدل ووقف هذا العبث.
حصانة "فوردو" وانهيار القانون
لقد أكدت "الإيكونوميست" نقلاً عن خبراء أن منشأة فوردو الإيرانية تُعد موقعاً حصيناً لا يمكن تدميره إلا بأسلحة نووية أو قوات برية تفجره، وهذا التصريح يكشف حجم الاستهتار بخطورة الموقف، فهل وصل بنا الحال إلى التفكير باستخدام أسلحة دمار شامل لتدمير منشآت مراقبة دولياً؟ في ظل هذا الجنون، لم نسمع سوى بيانات الإدانة والشجب الباهتة، بينما القانون الدولي يُدمر بالكامل أمام أعيننا، ليتحول إلى مجرد ذكرى عابرة.
تصعيد خطير: تنمر دولي يهدد بجر المنطقة للحرب
إن القرار غير المسؤول بتعريض أراضي دولة ذات سيادة لضربات صاروخية وقصف بالقنابل ينتهك بشكل صارخ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن الدولي، ومن المثير للقلق بشكل خاص أن هذه الضربات نفذتها دولة عضو دائم في مجلس الأمن الدولي، مما يقوض مصداقية المنظمات الدولية، وهذا التصعيد الخطير، الذي يُرجعه البعض إلى نهج القصف بدلاً من التفاوض، يهدد بإعادة المنطقة إلى حروب عبثية لا نهاية لها، ويُقدم دليلاً متزايداً على التورط المباشر في أعمال عدوانية يتوجب على الجميع رفضها وعدم قبولها.
صمت مدوٍ وفزع متأخر
في حين أن داعمي جرائم الحرب والإبادة الجماعية قد بدأوا بالفزع الآن، فإن فزعهم هذا لم يحركهم عندما كانت أمريكا وإسرائيل تنتهكان القانون الدولي بشكل منهجي، وصمت العالم أمام التجاوزات الفجة يمثل وصمة عار على جبين الإنسانية، ومن المؤسف أن يتطلب الأمر هجوماً مباشراً على منشآت نووية لمراقبة دولياً لكي تُدرك بعض الأطراف خطورة الوضع، وأين كان هذا الفزع عندما كانت غزة تُباد، وحقوق الشعب الفلسطيني تُداس؟.
صوت العقل والعدالة من الشرق
في خضم هذا الجنون، تبرز الخارجية الصينية لتُدين بشدة الهجمات الأمريكية على إيران، مؤكدة أنها انتهكت بشكل خطير مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، وأدت إلى تأجيج التوترات، وهذا الموقف يعكس رؤية أكثر حكمة للسلام والاستقرار، وكذلك تصريحات الرئيس الكرواتي التي تدعو للاعتراف بفلسطين وتصف سياسة إسرائيل بالإجرامية، تُسلط الضوء على ضرورة الانصياع للعدل ووقف سياسات التنمر والاحتلال.
عواقب الوهم: نيران لا تنطفئ إلا بالعدل
لقد حان وقت إدراك الحقيقة القاسية: أن استمرار هذه السياسات المدمرة، القائمة على تفوق القوة وتدمير القانون الدولي، لن يجلب الاستقرار المنشود. إن تجاهل دعوات العقل والعدالة، وصمت العالم أمام الانتهاكات، يُرسخ مناخًا من الفوضى والتوتر الذي سيطال الجميع، والمخرج الوحيد من هذا المأزق هو العودة إلى مبادئ العدل، إنهاء الاحتلال، واحترام السيادة، وإلا فإن المنطقة ستشهد فصولًا جديدة من الصراع نتيجة لهذه التحالفات التي تغذي النار.
تعليقات
إرسال تعليق