القائمة الرئيسية

الصفحات

نبيل أبوالياسين يهنئكم بعيد الأضحى: الزعامة تكتسب لا تمنح .. والسيسي زعيم الأمة المصيري

 













الإخبارية نيوز : 

في لحظة فارقة تتشابك فيها خيوط السياسة بالوجدان الإنساني، وبعد أن ألقت أمريكا بظلالها الكثيفة على آمال السلام بتعنتها واستخدام الفيتو، يقف "نبيل أبوالياسين" ليس فقط ليهنئ الأمة الإسلامية بعيد الأضحى المبارك الذي يمثل التضحية والفداء، بل ليدق ناقوس الخطر ويكشف عن حقيقة مرة باتت واضحة للعيان: خداع ترامب المتواصل الذي يستغل الظروف لخدمة مصالحه الضيقة على حساب دماء الأبرياء واستقرار المنطقة، إنها دعوة صادقة لليقظة، لندرك أن الأوطان لا تبنى على الأوهام، ولا تُشترى بالمال الذي يُستخدم ضدنا.


الفيتو: كاشف الأقنعة ونافذ الخداع


لقد كان استخدام الفيتو الأمريكي مؤخرًا في مجلس الأمن بمثابة الضربة القاضية التي كشفت بوضوح لا يقبل التأويل الأقنعة الزائفة عن وجه السياسة الأمريكية، خاصة تلك التي يروج لها الرئيس "دونالد ترامب" فبعد وعود رنانة بالسلام، تارةً بالضغط على "الطرفين" وتارةً أخرى بالحديث عن "وقف إطلاق النار"، جاء الواقع ليؤكد أن كل تلك الوعود لم تكن سوى أوهام دبلوماسية، استُخدمت ببراعة لتمرير أجندات خاصة، وهذا الفيتو لم يكن مجرد رفض لقرار، بل كان إعلانًا صريحًا عن تواطؤ مشين يساهم بشكل مباشر أو غير مباشر في إطالة أمد المعاناة، مؤكدًا أن المصالح تتقدم على المبادئ والقيم الإنسانية.


ترامب: مصلحة ذاتية ووعود جوفاء


المتأمل في سلوك الرئيس "ترامب" يدرك جيدًا أن تصريحاته ووعوده كانت دائمًا ما تخدم مصالح شخصية أو انتخابية بحتة، وليس أمن المنطقة أو استقرارها، فبعد زيارته لدول الخليج والضغط للإفراج عن الأسير الأمريكي، ظن البعض أن هناك تحولًا إيجابيًا قد يطرأ على سياسته تجاه المنطقة وقضاياها المحورية، ولكن سرعان ما تبددت هذه الأوهام بضرب وعوده "وقف إطلاق النار" عرض الحائط، ليؤكد أن هذه الأفعال ليست سوى مناورات تكتيكية لقطف ثمار المصالح الآنية، هذا السلوك يضع علامة استفهام كبرى حول جدية أي مبادرات قادمة من هذا النوع، ويدعو إلى حذر شديد.


الأموال العربية: سلاح موجه ضدنا

لا يمكننا أن نغفل الدور الذي تلعبه المليارات التي ذهبت إلى أمريكا تحت مسميات مختلفة، والتي أصبحت الآن، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، تساهم في إبادة أشقائنا في غزة، إنها حقيقة مؤلمة وواقع مرير أن تُستخدم خيرات بلادنا، أو أن تُستثمر في اقتصادات دول لا تكترث لأمننا أو استقرارنا، بل تضع مصالحها الضيقة فوق كل اعتبار، حتى لو كان الثمن دماء عربية مسلمة، وهذا يدعونا إلى مراجعة شاملة لسياساتنا المالية والاستثمارية، ووضع استراتيجيات تضمن أن تُوظف أموالنا لخدمة قضايا أمتنا وتعزيز صمودها، لا أن تكون وقودًا لآلة تدميرية موجهة ضدنا.


دعوة لليقظة ومراجعة الحسابات: مصر صمام أمان الأمة

في ظل هذه التحديات الجسام، يدعو"نبيل أبوالياسين" الأمة إلى يقظة حقيقية ومراجعة شاملة للحسابات، فالمستقبل لا يُبنى على سراب الوعود، ولا يمكن شراء الأمن بالمال الذي يُستخدم لتمويل الحرب علينا، وإن الأمن الحقيقي يكمن في وحدة الصف، في الاعتماد على الذات، وفي بناء قوة ذاتية لا تُضاهيها قوة، وتأتي هنا زعامة مصر الأصيلة لتؤكد دورها التاريخي كحامية للديار، صمام أمان للأمة العربية والإسلامية، بقدراتها وعمقها الاستراتيجي، تبقى مصر هي الركيزة الأساسية التي يمكن التعويل عليها في مواجهة المخططات التي تستهدف أمتنا.


وختامًا: ليكن عيد الأضحى هذا العام نقطة تحول، ليس فقط في الفرحة والاحتفال، بل في اليقظة الوطنية والإقليمية، لقد آن الأوان لندرك أن مصائرنا تتوقف على قراراتنا، وأن الثمن الحقيقي للسيادة هو الاستقلال التام عن أي تأثير خارجي يسعى لزعزعة أمننا، ودعونا ننهض كأمة واحدة، مدركين أن قوتنا تكمن في وحدتنا، وفي رفضنا لأي محاولة لاستغلال قضايانا العادلة لتحقيق مصالح ضيقة، ولنتخذ من هذه اللحظات التاريخية فرصة لإعادة تقييم مساراتنا، ولنضع نصب أعيننا أن كرامتنا ودماء أشقائنا أغلى من أي وعود جوفاء، وأن مصر ستبقى الحصن المنيع في وجه كل من يتآمر على أمن أمتنا واستقرارها.


تعليقات