القائمة الرئيسية

الصفحات

بقيادة هاني محروس... مصطفى حجاج وإسلام كابونجا يفجّرون المزيكا ويغيّرون قواعد اللعبة بـ وضع الطيران بعد تخطي المليار مشاهدة وتصدرها التريند العالمي !"



القاهرة الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر 


بتوقيع هاني محروس... مصطفى حجاج وإسلام كابونجا بيفجّروا الأرض بأغنية "وضع الطيران"... المزيكا مش بس تغيّرت، التاريخ رجع كتب سطور جديدة!


الناس كانت عم تسمع، تهزّ راسها، وتقول: "في شي جديد عم بيصير"، بس ما كانت عارفة إنّو الي صار ما بيشبه شي، لأنو من اللحظة اللي نزلت فيها أغنية وضع الطيران، انقلبت كل المقاييس، وكل الكتالوغات الأديمة، وكل النظريات اللي بتحكي عن إيه هو النجاح، وإزاي بنتقل فنان من حدود مصر لحدود العالم، فجأة، لاقينا الأغنية مش بس عم تتسمّع، ولا عم تتشارك، لاقيناها تخطّت المليار مشاهدة، رقم مش بسيط، مش صدفة، ولا طلعة موسمية، الرقم هيدا إنجاز فني بيستحق يتحفّر على حجر، وتحتو توقيع مبدعين، وعلى راسهم المنتج والمعلم الكبير هاني محروس.


مصطفى حجاج، الصوت اللي بيغني من الحنجرة للقلب، الراجل اللي صوته فيه شبَه الشارع، وفيه نكهة الجدعنة، وفيه وجع، وفرح، ولعب، وتمَرّد، دخل علينا بـ"وضع الطيران" مش كفنان، بل كـ "رائد" بمركبة موسيقية أقلعت من شوارعنا الشعبية، بس طارت فوق سما العالم، ومعاه إسلام كابونجا، الاسم اللي فجّر الساحة بطريقة شبه مستحيلة، الشاب اللي طلع من قلب المعاناة، وغنّى وجع الناس، بس بغنائه، في طاقة نادرة، غضب فني راقي، خلطة صوتية مش مفهومة بس بتلمس كل الأعمار، من المراهق اللي فاتح الريلز، للست الكبيرة اللي بتغسل الصحون، كلّن عم يغنّوا: "إركب وضع الطيران وانسَ اللي كان"!


بس، ورا الأغنية هيدا مشهد كامل، جيش فنّي مدجّج بالموهبة والاحتراف، والبداية كانت بكلمات محمود شوقي يلي كتب وجعنا، وتعبنا، وتمردنا بجملة، وخلّى الكلام بسيط بس عميق، ورا الأغنية لحن طارق الصاوي، يلي رَسَم موسيقى بتغلي من جوّا، فيها صهد، فيها لفّات غير متوقعة، ألحان راقصة وفيها طعنات، وفي قلب هالملحمة، التوزيع والفواصل الموسيقية يلي عملها أسامة عبد الهادي، واللي فَجّر طاقة صوتية ما بتنتسى، فواصل موسيقية بتضرب ضرب، بتعلّي الضغط، وبتطير الإحساس، أما الرؤية السمعية المتكاملة، فكانت تحت عين وأُذن هاني محروس، المايسترو، المنتج، العرّاب، الراجل يلي عرف يشوف البريق من قبل ما يلمع، وسَجّل، وخلط، ووزن، ومَسَح، وصَفّى، لحدّ ما خلّى الأغنية تطلع قطعة فنية صادمة، عالمية، متكاملة.


"وضع الطيران" ما كانت مجرد أغنية، كانت حالة، كانت رسالة، كانت وجع شباب ضايع وعم يحاول ينسى، كانت تمثيل لجيل كامل بيحاول يهرب من العتمة على طريقته، وكل مقطع فيها صار meme، وكل بيت صار صرخة، وكل لزمة صارت رنة موبايل، الفيديوهات اللي بتقلّدها بالملايين، الأطفال بيرقصوا، الكبار بيغنّوا، والميديا العالمية عم تحكي، والهاشتاغات عم تنتشر من القاهرة لبيروت، من دبي للندن، من الحواري للمطارات، لأنو الغنية عندها حالة cross-cultural، بتمشي بكل مكان، بكل لهجة، لأنها ببساطة بتحكي الإحساس البشري المجروح يلي بدو يهرب، يطير، ينطفي شوي، يحطّ نفسه بوضع الطيران... ويسكر العالم!


الانتاج؟ ما كان عادي، كانت بصمة NG Music، الشركة يلي عم ترسم خريطة صوتية جديدة، شركة عندها إحساس السوق، وعندها إيمان بالفنان الشعبي مش كمجرد فنان مواسم، بل كرمز ثقافي معاصر، ومش غريب إنو يكون وراها هاني محروس، الاسم يلي صار ماركة موسيقية، خبير، مبتكر، ومهندس للنجاح، لأنه بيعرف يحوّل الموهبة لبركان، بيعرف يفصّل الصوت حسب شخصية الفنان، وبيعرف يقدّم الموسيقى مش كمنتج، بل كصناعة بتحترم الجمهور وبتعرف كيف تخترق قلبه من أقصر الطرق.


وما فينا ننسى إنّو هالنجاح ما إجا بلحظة، هيدا تعب سنين، تطوير مستمر، واشتغال على التفاصيل يلي بتفصل بين أغنية بتعدّي، وأغنية بتكسر الدنيا، بين ترند بيمرق، وترند بيدخل التاريخ، والأهم؟ إنو كل الفريق اشتغل بروح وحدة، بتناغم، وبطموح ما بيعرف سقف، وخلقوا معجزة موسيقية بوقتنا يلي ما بيرحم، الزمن اللي الأغنية فيه بتموت بعد أسبوع، بس "وضع الطيران" عم تعيش، وعم تنتشر، وعم تنتقم لكل موهبة حقيقية كانت ناطرة فرصتها.


وإنت عم تسمع الأغنية، بتحس إنك عم تركب شي، مش بس beat، بتحس إنك عم تهرب، عم تفرّ، عم تلمّ حالك، وتحط حالك بوضع الطيران عن جدّ، لأنّو الفن لما بيكون حقيقي، بيصير وسيلة نجاة، واللي عملوه مصطفى حجاج، إسلام كابونجا، محمود شوقي، طارق الصاوي، أسامة عبد الهادي، وهاني محروس، ما كان بس شغل، كان ثورة فنية مكتملة العناصر... ومش غلط نقول: "وضع الطيران"... غنية ما غيّرت المزيكا بس، غيّرت اللعبة كلّها.

تعليقات