القائمة الرئيسية

الصفحات

النجم العالمي نحات السعادة الدكتور باهي هاني يواصل تألقه ويقتحم الحدود: من قلب القاهرة إلى عقول العالم



الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر 


ما بقى في حدود بتوقف طموحه، ولا في سقف بيحدّ إبداعه، ولا في زمان قادر يسبق خطواته... الدكتور باهي هاني، النحات العالمي للسعادة، صار حالة استثنائية بكل ما للكلمة من معنى، حالة خارجة عن المألوف، عن النمط، عن السائد. عم بيشكّل بعقله وروحه وأدواته الفكرية خريطة جديدة للوعي الإنساني، عم يحفر بإصراره وتميّزه نفق للضوّ وسط عتمة الركود، وعم يزرع بدقّة النحات لمسات فرح على وجّ الوجع العالمي.


من مصر، من قلب القاهرة ونيلها يلي بتحمل وجع وجمال بنفس الوقت، طلع صوت الدكتور باهي هاني مثل موسيقى مختلفة، مش موسيقى بتدغدغ الأذن، بل موسيقى بتخاطب الروح، بتفجّر أسئلة، وبتخلق جوابات مش محفوظة بكتاب، بل منقوشة بالحب والإيمان والبحث عن الذات. مش أيّ حدا بيقدر يختار يكون "نحات سعادة"، لأنو السعادة مش سلعة، ومش وعد، ومش إنجاز... السعادة عند باهي هاني مشروع، ورسالة، وورشة نحت مفتوحة طول العمر، عم ينحت فيها من التجربة، ومن الألم، ومن الحلم، ومن خيبات الأمل، لوحة بيقدمها للعالم: تفضّلوا... هيدي السعادة، متل ما أنا شايفها، متل ما أنا عايشها، متل ما لازم نعيشها كلّنا.


بكل مقابلة، بكل مؤتمر، بكل محاضرة، عم يترك بصمة. مش لأنو بيحب الشهرة، بل لأنو بيحب يزرع أثر، يحب يغيّر، يحب يفتح بواب جديدة للتفكير. وبكل مرّة، عم يكبر أكتر، مش بس بالجمهور يلي عم يتابعه، بل بالأفكار يلي عم يزرعها بقلوب الناس. صار اليوم ضيف دائم على منصات فكرية دولية، مشارك بارز بأكبر المؤتمرات، ومصدر إلهام لأجيال جديدة عم تدور على معنى حقيقي للحياة. ما بقى مجرد اسم، صار علامة، صار مفهوم، صار مدرسة قائمة بحد ذاتها، مدرسة ما بتعلّمك كيف تكون ناجح، بل كيف تكون سعيد رغم كل شي، وكيف تحوّل الضعف لقوة، والماضي لمحفّز، والخيبة لطريق جديد


ومن قلب العالمية، بعد ما انتقل بفكره وكتبه ومداخلاته من الخليج لأقصى آسيا، بعد ما سحر عقول الكبار والصغار، صار الدكتور باهي هاني حديث المنصّات ووسائل الإعلام، حديث الأروقة الأكاديمية، وحديث الناس العاديين يلي اكتشفوا من خلاله إنو السعادة مش وهم ولا حلم بعيد المنال، بل خيار ناضج وقرار شجاع لازم نزرعو كل يوم.


هو مش بس نحات بالسعادة، هو نحات بالهوية. نحات بالكرامة. نحات بالحب. نحات بالفكر العربي يلي تعب من الحروب وتعب من الفوضى، وإجا باهي هاني يحملله مشروع نهوض جديد، مشروع إنساني قبل ما يكون فلسفي. مشروع بيقول: تعوا نرجع نبني الإنسان، قبل ما نبني المجد.


وبين كتاب وكتاب، بين محاضرة وتكريم، بين تكليف رسمي وظهور إعلامي، بين صمت داخلي وصخب جماهيري، عم يبقى الدكتور باهي هاني واقف مثل الأرزة، شامخ، ثابت، عم يحكي بلغة مش تقليدية، بلغة القلب والعقل والحدس، وعم يردّ على كل موجات اليأس بمنهج فرح، بمنهج تطوير الذات من دون استعراض، بمنهج بناء مش بيع.


واللافت إنو نحت السعادة عنده مش نظري، ولا مجرد فلسفة، بل صار خطوات واضحة، ورش عمل، دورات، جلسات فردية، حتى تدخل الجامعات والمراكز الدولية، وتتحوّل لأداة علمية حقيقية، وبلغة واضحة بعيدًا عن التعقيد، وعن تنظير ما بيشبه الناس. بهالطريقة، اقتحم الحدود، مش بس حدود الجغرافيا، بل حدود النفس البشرية نفسها، وصار يدخل القلوب مش بالإقناع بل بالإلهام.


الدكتور باهي هاني اليوم بيمثّل نقطة تحوّل بالفكر الحديث عن التنمية الذاتية، لأنه ما اكتفى يكون شخص ناجح عم يحكي عن النجاح، بل كان شخص حقيقي، مرق بصراعات داخلية وخارجية، وخسر وربح، وقع ووقف، وصار هو الدليل الحي إنو التغيير مش بس ممكن، بل ضروري. وبكل جرأة، عم يطرح أسئلة جوهرية عن معنى الوقت، معنى الحب، معنى الذات، وعم يعيد تعريف مفاهيم مثل "الحرية"، "القيمة"، "العطاء"، و"النجاح"، بعيد عن القوالب الجاهزة.


وبعد... شو فينا نقول عن هالشخصية يلي قلبت مفاهيم النجاح والسعادة؟ يمكن نختصره بكلمة وحدة: "رائد". لأنو بالفعل رائد، سبق زمنه، وسبق مدرسته، وسبق تنظيراته، وعم يبني عالم جديد من دون حيطان، ومن دون خوف. عم يعلّمنا إنو ما في أقوى من شخص قرر يكون صادق مع نفسه، وقرر يحب رغم كل شي، وقرر يعلّم رغم إنو ما حدا علّمه كيف يكون هو.


الدكتور باهي هاني ماشي، وماشي بقوة، عم يوسّع الحلم ليشمل الكل، وعم يمدّ جسر بين الواقع والممكن، بين الوجع والحياة، وعم يصرخ بأعلى صوت: السعادة مش حلم، السعادة حق، ومتل ما النحات بينحت بالصخر، أنا عم بنحت باليأس أمل، وبالحيرة جواب، وبالعدم حياة. هيدا هو باهي هاني، نحات السعادة... وأكتر.

تعليقات