تحت وطأة الأقدار، حين تشتد العواصف ويضيق الأفق، يبقى الضوء يقاوم الخفوت. فالألم ليس مجرد ندبة على الروح، بل نقشٌ يحكي قصة الصبر والمعاناة، حيث تصقل الأيام النفس، كأنما يحفر الزمن ملامح الحكمة على وجه الحياة.
كل انكسار يحمل في طياته بذرة نهوض، وكل جرح يروي حكاية عزيمة لا تُهزم. قد تأتي الأقدار بما لا نشتهي، لكنها لا تسلب الإرادة، ولا تمحو أثر خطواتنا في دروب الحياة؛ ذلك الأثر الذي يبقى بعد كل تجربة، بعد كل سقوط، وبعد كل دمعة سقطت في صمت، ليصير شاهدًا على قوة الإنسان، وإصراره على أن يصوغ من ألمه معاني جديدة للحياة.
الحياة ليست إلا لوحة يعيد الزمن رسم تفاصيلها، فتأتي الأحزان ألوانًا داكنة، بينما يبقى الأمل خيطًا يصل الفجر بالليل، والبداية بالنهاية، والضعف بالقوة التي تولد منه. فلا ألم يمحو الأثر، ولا قدرٌ يغلق باب الرجاء، مادامت القلوب قادرة على أن تُحيل الانكسار إلى نهوض جديد.
تعليقات
إرسال تعليق