القائمة الرئيسية

الصفحات

الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر يكتب "روبي ولّعت عيد الأضحى ٢٠٢٥... صوتها عيّد والفرح غنّى فيها!"

 

روبي، النجمة اللي ما بتغيب، ما بتهدأ، وما بتتكرر، رجعت بعيد الأضحى ٢٠٢٥ تفرِض سحرها الفني بأسلوبها الخاص، بتوقيتها الصحّ، وبحضورها يلي ما بينتشاف غير عند الكبار، طلّت متل الفرح، متل المفاجأة اللي بتنطرها الناس وبتستاهل الانتظار، ومن أوّل دقيقة، الكاريزما سبقتها، والصوت سبق الكاريزما، والغنية سبقت كل التوقّعات، روبي مش بس غنّت، روبي حرّكت المسرح، حرّكت القلوب، وحرّكت الطفولة اللي جوّاتنا، لأنّها بتعرف تلمس النوستالجيا من دون ما تطبّ فيها، وبتعرف تطوّر صورتها من دون ما تمسح الماضي، وبين الماضي والحاضر، صار العيد بصوتها أحلى، وصارت هيي بصوتها الحكاية.


كل إطلالة لإلها كانت ضربة فنيّة، مش استعراض، ضربة فيها حبّ، وفيها فنّ، وفيها مراية لروحها الحرة اللي بترقص عالسطر قبل ما تغنّي، الكاميرات ركّزت، القلوب دقّت، والصوت؟ متل السحر، مش لازم تسألو كيف هيي بعدا بتفاجئ الناس، لازم تسألو كيف الناس بعدها بتتفاجأ، لأنو يلي بيعمل شي حقيقي، ما بينملّ، وما بينعاد، ورغم إنّو الساحة مليانة، روبي بعدا بتعرف تمشي وحدها، متل موجة ما بتركب على شي، متل لون ما بينخلط، متل غنية ما بتتفسّر، بس بتنسمع، وبتنكَتب جوّا.


حفلاتها ما كانت مجرد برنامج، كانت مشوار بالقلب، كانت مساحة للرقص والتمرّد والحرية، روبي قدمت عرض بيشبهها، ما كان مألوف، وما كان مكرر، كان فيه من عينها، من طريقتها، من شقاوتها، ومن احترامها للناس يلي بتحبها، من نظرة وحدة قدرت تنزل الدمع، ومن ابتسامة وحدة قدرت تشعل المسرح، كلّ تفصيل محسوب، كلّ خطوة محسوبة، بس مع كل هالترتيب، ما فقدت عفويّتها، لأنو هيي بتعرف تحوّل الاحتراف لحرية، وبتعرف تكون جدّيّة من دون ما تكون تقليدية، وهايدي نقطة قوّتها يلي بتخلي الكلّ يصفّق مش بس لأنّها حلوة، بل لأنّها حقيقية.


وإذا بدّك تشوف العيد من منظور تاني، كان يكفي تتابع حفلات روبي، لتفهم إنّو الفن مش رفاهية، الفن فرح بيوصل بدون شروط، وبيقرّب الناس من حالها، وبيخلي العيد يعيش أكتر من ٣ أيام، لأنّو يلي عاش لحظة وحدة بصوتها، وصرخ معا، وضحك من قلبو، حسّ إنّو العيد هوي، حسّ إنّو الغنية هي العيديّة، وإنّو هالصوت هو البركة.


روبي خلّت الناس تغني، وتنبسط، وتنسى همومها، مش لأنّها عم تهرّبها من الواقع، بس لأنّها بتعرف تخلّي الواقع يرقص، وبتعرف تقنع الحزن يهدى شوي، وتفتح قلب العالم على النور، هالمرة روبي كانت مش بس حاضرة، كانت بطلة العيد، بنت العيد، ونجمة العيد، وكل دقيقة حفلة كانت كأنّها رسالة حبّ من فنّانة صدقت حالها، وصدّقها الناس، وما خانت صوتها، ولا خانتنا..


وآخر هالجولة؟ ما في ختام، في وعد، في استمراريّة، في روبي عم تترك أثر مش بالموسيقى بس، بل بقلوبنا، بذاكرتنا، وبحاجة الإنسان البسيطة إنّو يعيش، يفرح، يحبّ، يرقص، ويغني، وكلّو بصوتها، وباسمها، وبقوتها يلي بعدا عم تبني نجوميّتها لحظة بلحظة من دون ما تشتريها، ومن دون ما تبذّرها.


وبس يسألو الناس مين كانت مفاجأة العيد؟ الجواب ما بيحتاج تفكير: روبي، لأنّها ما كانت ضيفة، كانت العيد بذاتو.

العنوان المناسب؟ "روبي... نجمة العيد يلي ما بتتخبّى ورا الأضواء، الأضواء بتلحقها!"

تعليقات