القائمة الرئيسية

الصفحات

تأثير الصراع الإسرائيلي الإيرانى علي الأمن القومي العربي


بقلم د. ليلى الهمامي


تبرز المعطيات ان هجوم اسرائيل على ايران كان امرا مخططا له ومحسوبا ومدروسا وان الاحداث المتواترة والمتسارعة عسكريا لا تغنينا عن ضروره فهم الرهانات الاستراتيجية وهي اساسا بالنسبة لاسرائيل الاطاحة بنظام الحكم في ايران وتفكيك المنظومة النووية من اجل تنصيب نظام موال للغرب ومستسلم لاسرائيل. 

وهذه غاية استراتيجية شدد عليها نتنياهو في اكثر من مناسبة "اسرائيل لا يمكن ان تشعر بامان التفوق الاستراتيجي بجوار نظام تيوقراطي مغلق ومسلح نوويا". 

وبصفه مكثفة لا يتعلق الامر في واقع الحال بعملية عسكرية محدودة، الغاية منها اعادة طهران الى مائدة المفاوضات،،، فهكذا طرح -مع احترامي لاصحابه- ساذج. فنتنياهو اكد في غير مناسبة على ان الصراع مع النظام الايراني صراع وجود واستمرار لذلك كنت من الذين يرجّحون ان الهجوم الاسرائيلي عملية مركبة لن تقتصر على معركة التراشق الصاروخي وانما ستستمر الى خطوات تهدف في منتهاها الى اقتلاع النظام الايراني ودفع الجبهة الاجتماعية التي يقف عليها الى التفتت. 

فالعمليه لا تخص الوجود الاسرائيلي فحسب، بل تتقاطع مع الاستراتيجيات الامريكية الهادفة الى عزل الصين وتطويقها لذلك فان العمليات العسكرية الجارية حاليا لن تكون نهاية المواجهة وهذه حقيقة ضروري ان يدركها من يسعى الى فهم الخارطة السياسية الجديدة، المخطط لها في الشرق الاوسط، حيث لن يقبل باي ممانعة لخطة التطبيع المعروفه بمخطط "ابراهام للتطبيع"...

في ظل قراءة تفاصيل معادلة القوى في الشرق الاوسط وبعيدا عن كل تحامل ايديولوجي او مخاتلة سياسية، ليس من المشروع ان نتحامل على النظام العربي الرسمي مهما كان رصيده العسكري والدبلوماسي ومهما كان موقفه من مجريات الاحداث، فمرجعية خطابي وتفكيري هو الامن القومي العربي ولا شيء غيره... لست من دعاة المغامرة والمجازفة بالامن والاستقرار في الاقطار العربية وانما لومي واحترازي يتعلقان بضعف رد الفعل العربي على حرب الابادة التي شنتها اسرائيل في غزه...  

نعم، كان من المفروض ان يكون الحراك الدبلوماسي العربي اكثر سرعة، واكثر فاعلية، تماما كما كان المفروض ان يكون الشارع العربي في حالة هيجان داعم للشعب الفلسطيني في غزه. 

والكل مجمع على ان الشارع العربي خيب الامال خلال الهجمة الوحشية التي شنها الجيش الاسرائيلي على غزة... 

ولم تكن المزايدات على النظام المصري والاردني ذات معنى،،، فالحركات الشعبية بمعارضاتها ونقاباتها واحزابها تشبثت بذلك السبات العميق طيلة اكثر من سنتين... ولم تكن خطابات التخوين الموجهة الى النظام العربي الرسمي الا خطابات تنصل من المسؤولية وهروب من الفشل تجاه عجز ميداني على ممارسة الضغط الشعبي والاتصالي على الموقف الدولي نصرةً للشعب الفلسطيني في غزة... 

كان المفروض توزيع الادوار وبناء خطة متكامله من اجل دفع الاحداث نحو انتزاع الاعتراف الدولي لدولة فلسطين مستقلة كام

لة السيادة.

تعليقات