القائمة الرئيسية

الصفحات

"الجمهور يستعيد وهج الدراما الراقية بمشهد موجع من «فارس بلا جواد»… سيمون ومحمد صبحي يُبكيان القلوب بسؤال الحب والقتل!"

 

الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر


لأنّن ما بيعرفوا يحبّوا… الجمهور بيفتح بوّابة الزمن الجميل بمشهد بيبكّي من الوجع!.....هي مش لقطة… هي وجع! مشهد مسروق من قلب الحقيقة، مشهد منسيّ بين ملايين المشاهد، رجع فجأة من ذاكرة تلفزيونية عمرها سنين وسنين، ليصير حديث الناس على السوشيال ميديا، مشهد من مسلسل بيحمل كل معاني العمق، المشاعر، الوجدان، وخصوصًا، النُضج العاطفي اللي ما عاد موجود بهالعصر السريع. الكاميرا بتوقف على عيونها الدامعة، وهي تسأله بصوت بيرجف من الحزن: "ل


يه الناس بتقتل؟"، وبيجي الجواب مثل طلقة ما بترحم: "علشان ما بيعرفوش يحبّوا!"… لحظة صدق بتكسر القلب، بتحطنا كلنا قدام مراية، وبتسألنا بلا رحمة: "نحنا من أي نوع؟ من يلي بيحبّوا؟ ولا من يلي بيموتوا لأنن نسيو كيف يحبّوا؟"


وجع الحب الحقيقي… مشهد عم بيعلّم

هالمشهد مش بس حوار بين شخصيتين، هو درس إنساني مغلّف بالدراما، درس بيقول إن القسوة مش خيار، هي نتيجة فراغ… نتيجة روح ما عرفت تمتلّي بالحب، فاختارت تمتلّي بالدم! المشهد بيرجع يضوي على زمن ما كانت الدراما بس تمثيل، كانت منبر، كانت رسالة، كانت منصة للفكر، للوجع، للتغيير. الناس ما نسيت، وما رح تنسى، لأن لما بيكون الفن نابع من الصدق، ما بيشخّص، بل بيحكي عنّا كلنا.


الزمن الجميل… مش بس حنين، هو واقع كان موجود

رجع المشهد وانتشر كالنار، لأنو الناس عطشانة لهالنوع من الأعمال، عطشانة لحوارات بتخترق القلب وبتوصل للدماغ، عطشانة لممثّلين بيغوصوا بالشخصية، مش بس بيلعبوها. المشهد رجّعنا لزمن كانت القصة فيه أهم من الإعلانات، وكانت اللقطة تقيلة بمعناها، مش بمؤثراتها، وكانت الكلمة بتنحفر بالوجدان، مش تمرق مرور الكرام.


الناس فتّحت جراحها قدّام الكاميرا… لأن الحب مش خيار، هو خلاص

اللي رجعوا نشروا هالمشهد ما عملوه ليرجّعوا ذكرى عابرة، عملوه لأنهم تعبوا، تعبوا من عالم ما بيعرف يعبّر، ما بيعرف يحتوي، ما بيعرف يحبّ. الحب مش ضعف، الحب هو القوة اللي بتمنع الكراهية من إنها تكبر وتتحوّل لجرم. وهي الكلمة اللي قالها محمد صبحي بالردّ: "علشان ما بيعرفوش يحبوا!"، هي مش مجرد جملة… هي حُكم على واقع مليان قلوب مقفلة، وضمائر ساكتة..


يا ريت يرجع هالزمن… ويا ريت نحنا نرجع نعرف نحبّ!

في زمن صار كل شي فيه مستعجل، الحب صار وجبة سريعة، والمشاعر بتتخبّى ورا شاشات، والمواجهة صارت ضعف، والاحتواء صار تهمة، بيجي هالمشهد مثل نداء استغاثة من الماضي، بيقلنا: "يا ناس، تذكّروا، قبل ما يكون في قتل، كان في قلب ناسي يحب، وكان في روح عطشانة للدفا، مش للدم!" هيدا المشهد رجّع ناس كتير تبكي، لأنو حسّوا إنو نحنا نسينا أساساتنا، نسينا إن الحياة بلا حبّ، هي حياة ناقصة، وإن الحب ما بينكتب ببوست، ولا بينقال بمكالمة، الحب هو قرار… قرار نكبر ونواجه، نضم ونفهم، نسمع ونحسّ.


الدراما مش بس فن… الدراما مرايتنا!

والمشهد هيدا، بيذكّرنا بهالشي. نحنا من دون هالدراما، منضل نعيش بحلقات مكرّرة من القسوة، من الكبت، من الجرح اللي ما بينشاف. وهالمشهد، بكل تفاصيله، بكل دقّته، بكل حرف فيه، عم بيقول: “ما تقتلوا قلوبكن، تذكّروا تحبّوا، لأنّ الناس يلي ما بيعرفوا يحبّوا، بيصيروا ناس بيقتلوا… مش دايمًا بالسلاح، بس أوقات بالكلمة، أوقات بالصمت، وأوقات بالهجر!”


وآخر الكلام؟ الحب ما بينداس… والحقيقة بتبقى!

اللي كتب هالمشهد، واللي مثّل فيه، ما كان عم يعمل مشهد، كان عم يزرع بذرة، وها البذرة رجعت كبرت اليوم بقلوبنا، لأنّ المشهد مش بس صار ترند، صار مراية… مراية بتقلنا: “رجعوا حبّوا… قبل ما تتأخروا!”

تعليقات