القائمة الرئيسية

الصفحات

حائط الصواريخ يا فخر الحمى
ومهيب مجدك خلدت في العظمى

جدار نار سدّد حلم الأسود الذي
قد راود عرين الآحرار مذ أدمى

شريان مصر إذا تنادى باسقا
ليذود عن أرض بها نحيا عظاما

بذلت فيك دماء جيل شامخ
يبني ويؤمن أن نصر الله أسمى

كم طائرة سقطت بسيفك هازئا
بالموت تمضي في لظى يتسما

ثلاث مئات ثم ست وعشر قد
هوّت وخلّفت الحطام الأدمى

وأسر طيار العدو بحكمة
وأذاقه الأسر الذي لا يُحتمى

وإذا العدو تمادى خيفة ماله
من أي طيف في الدجى يترجما

قد قالها ديان في خوف له
صواريخ مصر قصمت من تأتما

وغدا السلاح الجوي في وهن
والحقد يرجف والدمار تلوّما

مصر التي رفعت لواء صمودها
وبنته مجدا في السما متعلما

يا قاهر الفانتوم في أوج المدى
وجحيمها في ضفة المجد ارتما

وسكاى هوك لوت جناح كبريائها
وغدت إلى لحد المذلة تُلجما

فإذا المعابر قد عبرت مؤمنة
بظلال درعك وانتصرنا مغنما

من ينكر التاريخ ينكر موطنا
سكن البطولة واستوى متقدما

ورجال مصر سواعد وثّابة
شقوا الظلام بنارهم مترنما

فهمى وأبطال السلاح حكاية
لم تعرف الأنواء أو تستسلما

يوم الثلاثين من حزيران ارتقت
أرواح جندك والنفير تزمجما

يا من بنيت المجد فوق ترابنا
وصنعت درعا في الفضا متحكما

لن تنحني مصر الأبية للعدا
ولها دفاع في العلى متقدما

سيادة فوق التراب وريادة
في الجو تشهد للدماء وأعلما

يا حائط الصواريخ يا تاج العلا
صنت القناة وأزهقت من تجبرا

وعلى الدروب رصاصك الوضاء
خطّ النصر في وجه العدا وتقدما

أبناؤك اليوم الحماة على المدى
يرثون دربك والوفاء تكلما

سيظل في فخر الزمان مخلدا
أن السماء لغير مصر لن يحكما

حائط صمودٍ شامخٍ في وجههم
ومهاب بأسك قد غدا متكلما

من ذا يساوي المجد فوق ربوعه
إن الأرض إن أرادت دفاع أسلما

مصر البطولة والفداءُ منارتي
وسماؤها بالانتصار تظلما

وعلى الضفاف وقفت تحرس أرضها
والمعتدي ولّى ذليلا مأزوما

يوم العبور وكل صبح مشرق
بجلال صبرك والدما متقدما

حمل السلاح رجال مصر أعزة
وبنوا بأيديهم جدارا محكما

من كل فج جاء صوت زئيرهم
يحكي القلوب وقد أبين تحطما

ما كان جندك في الميادين ارتجوا
إلا العلا وسنى الثريا للسلام سلما

في كل حجر دم شهيدٍ قد سقى
أرض الكنانة كي تظل مكرما

يا درع قومي في الشدائد ما حنت
رغم الزمان وكل ليل أظلما

يا صاروخ مصر إذا علا في جوّها
خرّ العدو وسام وراع قلبا مفحما

من قال إن النصر يولد عاجزا
فالنصر يصنع بالعزائم محكما

إن السماء تميد من هيب الوقوف
إذا اصطفت مصر الجياد وعزّما

ما خاب درع في ثراك مشيّدا
ما دام في مصر الرجال تجهّما

وعلى ثراك دم الأباة سيكتب
أن العدو هنا سيبقى منهزما

يا حائط الأحرار سطرت العلا
ودفنت في رمل القناة توهّما

ستظل تروي المجد للأجيال في
حقل البطولة كي يظل لنا ملهما

بقلم الأديب احمد أمين عثمان

تعليقات