بقلم: أحمد الشبيتي
في خضمّ مشاغل الحياة، وسط زحام الأيام وتقلباتها، يأتينا عيد الأضحى المبارك كفسحة للروح، وموعدٍ للفرح المشروع، ولحظة نادرة لاجتماع القلوب على المحبة والمودة. إنّه عيد منّ الله به على الأمة الإسلامية، ليكون موسمًا للطاعة، ومناسبة للتهليل والتكبير، ولزرع البهجة في كل بيت، ومصدرًا للرحمة في كل شارع وزقاق.
لقد علمنا الإسلام أن العيد شعيرة من شعائر الدين، وفرصة للتقرب إلى الله بالضحايا، وللتقرب إلى الناس بالمحبة وصلة الرحم. قال النبي ﷺ:
«لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدٌ، وَهَذَا عِيدُنَا»
رواه البخاري ومسلم.
والعيد ليس مجرد مظاهر خارجية أو تبادل كلمات مجاملة، بل هو مناسبة حقيقية لإدخال السرور على النفوس، خصوصًا على الأهل، الأطفال، الجيران، الفقراء، والمحتاجين. ومن أعظم القربات في هذه الأيام: نشر الفرح، ورسم الابتسامة، وتفقد من أنهكتهم الحياة وأنستنا إياهم مشاغلنا.
أيّها الأحبة،
التكبير والتهليل في هذه الأيام المباركة من أعظم شعائر العيد، فاجعلوا أصواتكم تملأ البيوت والأسواق والقلوب بذكر الله، كما أمرنا:
وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
[البقرة: 185].
ولْنَجعل من العيد فرصة لـغرس الخير في كل مكان:
زوروا الأرحام، من تباعدت بينكم المسافات.
تفقدوا الجيران، من أرهقتهم الحاجة.
أدخلوا الفرحة على الأطفال، فهم بهجة العيد وزينة المجالس.
لا تنسوا من غيبتهم عن الذاكرة طاحونة الأيام: مريض، أرملة، يتيم، سجين، غريب.
كل كلمة طيبة، كل ابتسامة، كل يد حانية، كل زيارة – هي عبادة يتقبلها الله في هذه الأيام العظيمة. اجعلوا من بيوتكم منارات للبهجة، ومن قلوبكم أوطانًا للسلام.
كل عام وأنتم بخير، وقلوبكم عامرة بالتكبير، ووجوهكم منيرة بالسرور، وأعمالكم خالصة للغفور.
تعليقات
إرسال تعليق