القائمة الرئيسية

الصفحات

هذه ليست مجرد أزمة شرق أوسطية... بل بداية اختبار لمنظومة الأمن العالمي




 بقلم: عماد عبدالحميد سالم 


في عمق الظلام الإقليمي، وبين أنقاض الحروب القديمة وجراح الصراعات المفتوحة، تتشكل ملامح مواجهة لم تعد احتمالية، بل باتت وشيكة، بين إيران وإسرائيل.


هذه ليست حربًا تقليدية تُخاض على جبهة واحدة وتنتهي باتفاق، بل صدام إستراتيجي واسع يحمل في طياته معاني وجودية للطرفين، وتهديدًا حقيقيًا للتوازن الدولي الهش.


فـ إيران، بما تمتلكه من ترسانة صاروخية متطورة وشبكة حلفاء تمتد من بيروت إلى صنعاء، لم تعد مجرد قوة إقليمية، بل مشروع سياسي وعسكري يتجاوز حدود الخليج ليصل إلى عمق المتوسط.


في المقابل، ترى إسرائيل أن المشروع النووي الإيراني يشكل خطرًا وجوديًا لا يمكن التهاون معه، وتتحرك وفق عقيدة أمنية صارمة لا تسمح لأي تهديد بملامسة حدود تفوقها النوعي، حتى وإن كلفها الأمر إشعال حرب شاملة.


الضربات المتبادلة الأخيرة، سواء في العمق الإيراني أو على جبهات سوريا ولبنان، لم تعد مجرد رسائل تكتيكية، بل أصبحت أدوات حقيقية في معركة كسر الإرادات.


إسرائيل تعي أن الزمن ليس في صالحها، بينما تدرك إيران أن المواجهة قد تكون فرصتها الأخيرة لترسيخ مشروعها الإقليمي وفرض واقع جديد قبل فوات الأوان.


وفي الخلفية، تتحرك القوى الكبرى بصمت مشوب بالقلق.

الولايات المتحدة تحاول احتواء التصعيد دون أن تنجر إلى مستنقعه.


روسيا تترقب بشهية مفترس يريد استغلال كل فراغ.

الصين تراقب وتُعد خرائط مصالحها في المنطقة بهدوء محسوب.


هذه ليست مجرد أزمة شرق أوسطية، بل اختبار شامل لمنظومة الأمن العالمي ،بل إنها إعادة تعريف لمفاهيم الردع والمجابهة في عصر الصواريخ الذكية، والطائرات المسيّرة، والحروب السيبرانية.


وإذا اندلعت الحرب الشاملة  وهي تقترب أكثر من أي وقت مضى فلن تبقى محصورة بين طهران وتل أبيب، بل ستشتعل معها جبهات غزة، لبنان، العراق، اليمن، وربما الخليج بأكمله، وسنكون أمام حرب إقليمية قد تتطور إلى عالمية، صامتة في بدايتها… كارثية في نهايتها.


ويبقي السؤال الحقيقي اليوم ... هل ستندلع الحرب؟

بل: من سيوقفها قبل أن تبدأ؟

ين أنقاض الحروب القديمة وجراح الصراعات المفتوحة، تتشكل ملامح مواجهة لم تعد احتمالية، بل باتت وشيكة، بين إيران وإسرائيل.


هذه ليست حربًا تقليدية تُخاض على جبهة واحدة وتنتهي باتفاق، بل صدام إستراتيجي واسع يحمل في طياته معاني وجودية للطرفين، وتهديدًا حقيقيًا للتوازن الدولي الهش.


فـ إيران، بما تمتلكه من ترسانة صاروخية متطورة وشبكة حلفاء تمتد من بيروت إلى صنعاء، لم تعد مجرد قوة إقليمية، بل مشروع سياسي وعسكري يتجاوز حدود الخليج ليصل إلى عمق المتوسط.


في المقابل، ترى إسرائيل أن المشروع النووي الإيراني يشكل خطرًا وجوديًا لا يمكن التهاون معه، وتتحرك وفق عقيدة أمنية صارمة لا تسمح لأي تهديد بملامسة حدود تفوقها النوعي، حتى وإن كلفها الأمر إشعال حرب شاملة.


الضربات المتبادلة الأخيرة، سواء في العمق الإيراني أو على جبهات سوريا ولبنان، لم تعد مجرد رسائل تكتيكية، بل أصبحت أدوات حقيقية في معركة كسر الإرادات.


إسرائيل تعي أن الزمن ليس في صالحها، بينما تدرك إيران أن المواجهة قد تكون فرصتها الأخيرة لترسيخ مشروعها الإقليمي وفرض واقع جديد قبل فوات الأوان.


وفي الخلفية، تتحرك القوى الكبرى بصمت مشوب بالقلق.

الولايات المتحدة تحاول احتواء التصعيد دون أن تنجر إلى مستنقعه.


روسيا تترقب بشهية مفترس يريد استغلال كل فراغ.

الصين تراقب وتُعد خرائط مصالحها في المنطقة بهدوء محسوب.


هذه ليست مجرد أزمة شرق أوسطية، بل اختبار شامل لمنظومة الأمن العالمي ،بل إنها إعادة تعريف لمفاهيم الردع والمجابهة في عصر الصواريخ الذكية، والطائرات المسيّرة، والحروب السيبرانية.


وإذا اندلعت الحرب الشاملة  وهي تقترب أكثر من أي وقت مضى فلن تبقى محصورة بين طهران وتل أبيب، بل ستشتعل معها جبهات غزة، لبنان، العراق، اليمن، وربما الخليج بأكمله، وسنكون أمام حرب إقليمية قد تتطور إلى عالمية، صامتة في بدايتها… كارثية في نهايتها.


ويبقي السؤال الحقيقي اليوم ... هل ستندلع الحرب؟

بل: من سيوقفها قبل أن تبدأ؟


استمرار التصعيد بهذا الشكل، في ظل غياب الإرادة السياسية لكبح جماح المتشددين من الجانبين، ينذر بانفجار لا يحقق انتصارًا لطرف، بل يطيح باستقرار منطقة بأكملها.

إنها لحظة فارقة في التاريخ الحديث، قد تكون الشرارة التي تُسقط النظام العالمي القديم، وتفتح الباب لعصر جديد تحكمه القوة لا القانون، والتحالفات لا المبادئ.

تعليقات