بقلم: حمادة عبد الجليل خشبة
كنت جالسًا يوم الجمعة في بيت أحد كبار السن في قريتنا، رجل بسيط لكنه حكيم، يملك من الفهم ما لا تجده في مئات الكتب. سألته "إيه رأيك في اللي بيحصل حوالينا؟"
نظر لي بهدوء وقال ،"زمان كنا بنخاف من العدو اللي شايل سلاح ،دلوقتي بقيت أخاف من اللي شايل موبايل، وبيقولك تعال شوف الحقيق وهو بيكذب في كل كلمة."
كلماته علّمتني درسًا كبيرًا ، العدو زمان كان واضح، جندي قدامك، دبابة، حدود ،إنما دلوقت العدو داخل بيتك، في تليفونك، على شاشة صغيرة، بيقنعك إن بلدك بتضيع، وإن مفيش فايدة، وإن كل إنجاز هو وهم.
بيقولك شوف الغلاء، ومايقولكش إن فيه دولة بتبني ومشروعات بتتعمل.
بيورّيك لقطة سلبية، ويخبي عليك آلاف الصور الإيجابية ، يحكي عن أزمة، ويكتم صوت أي إنجاز أو أمل ، دي مش صدفة، دي حرب.
اسمها "حرب الوعي"، وحروب الجيل الرابع.
فيها العدو ما بيستخدمش سلاح، لكنه بيستخدم الإعلام، السوشيال ميديا، الشائعات، وناس شكلهم مصريين ،لكن صوتهم مش لمصر، هدفهم إنك تكره بلدك، وتشكك في قيادتك، وتفقد الأمل، وتسكت عن حقوقك، وتصدق إنك وحدك.
أنا مش بقول إن مفيش مشاكل ، كل بلد فيها تحديات. بس سؤال هل نحل مشاكلنا بإيدينا، ولا نسيب غيرنا يشعل النار فينا؟
هل ننتقد علشان نصلح، ولا ننتقد علشان نهد؟
تحية للقيادة السياسية ، اللى رغم كل الحروب النفسية والإعلامية صامدة ، وان الدولة المصرية قويةو بتواجه، وبتبني، وبتعافر.
ومع كل مشروع بيتفتح، وكل طريق بيتعمل، وكل مستشفى أو جامعة أو مصنع بيشتغل… بيرد الشائعات المغرضة .
واقولها وبوضوح "إحنا وراك يا ريس، إحنا فاهمين اللعبة، وبلدنا مش للبيع."
انت بقه خليك واعي، خليك فاهم كل كلمة انت بتشاركها يا بتبنى يا بتهد.
اختار تبقى جندي في صف بلدك، مش أداة في إيد عدوك ، لأن الحرب الحقيقية دلوقتى، مش على الحدود،الحرب الحقيقية على الوعي.
حفظ الله مصر وشعبها وقائدها وجيشها
تعليقات
إرسال تعليق