بقلم:منصف كريمي
تحت اشراف وزارة الشؤون الثقافية وبدعم من مندوبيتها الجهوية بالقصرين وولاية القصرين ومن المؤسسة الوطنية التنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية ووكالة احياء التراث والتنمية الثقافية تنظم جمعيـة سـناء سـفيطلة للتنمية الثقافية والاجتماعية برئاسة الشاعرة ضحى بوترعة من 27 الى 29 جوان الجاري بمدينة سبيطلة فعاليات الدورة السادسة من "مهرجان الايام الرومانية"
ويضم المهرجان بين دفتيه برنامجا ثريّا ومتنوعا يتجسم في عروض موسيقية فنية الي جانب معارض للحرف والصناعات التقليدية مع عروض خاصة تجسد تاريخ الحقبة الرومانية بالجهة وذلك بفضاء المنطقة الأثرية الرومانية بسبيطلة
وفي هذا الاطار يتضمن برنامج اليوم الاول من المهرجان صباح يوم 27 جوان الجاري ومن فضاء المكتبة العمومية العبادلة افتتاح معرض وثائقي حول تاريخ سبيطلة تنظمه الجمعية بالشراكة مع المندوبية الجهوية للسياحة بالوسط الغربي لتنتظم إثر ذلك ندوة حوارية يقدّم خلالها الدكتور فيصل التليلي مداخلة علمية بعنوان"تاريخ المقاومة في جهة القصرين من العهد الروماني الى الفترة المعاصرة "تليها فسحة موسيقية تتخللها قراءات شعرية بالشراكة مع منتدى انطالاس للأدب و الفنون ثم يقدّم الأستاذ فتحي النصراوي مداخلة بعنوان"سبيطلة الرومانية: الخصائص الاجتماعية والثقافية" تليها مداخلة المندوب الجهوي للسياحة بالوسط الغربي
وفي الفترة المسائية من اليوم ذاته تنتظم مراسم الإفتتاح الرسمي للمهرجان وذلك بفضاء هياكل الإستقبال بالمركب السياحي بسبيطلة بعد تنشيط لشوارع المدينة بعرض لفرقة ناس الناس لفنان منصف الهويملي حيث يفتتح معرض إقتصادي خاص بالمنتوجات الحرفية والصناعات التقليدية الى جانب ورشات حية لتقتير الزيوت العطرية ثم تقديم عرض فرجوي من إنتاج المركب الشبابي بسبيطلة لتكون السهرة مع عرض فني بعنوان"بن غذاهم باي الشعب" من انتاج الفنانة الروائية فتحية الهاشمي
وصباح يوم 28 جوان الجاري ينتظم بدار الثقافة بسبيطلة معرض للفنون التشكيلية و الصناعات التقليدية ولورشات الحلفاء والتحف ...لتحتضن مساء ساحة القوس الروماني عرضا كرنفاليا بعنوان"كرنفال سفيطلة"ثم تقدّم مجموعة من العروض المتنوعة تحت عنوان" كرنفال الملك جرجير وجنوده"وذلك وصولا للموقع الأثري حيث تنتظم بفضائه مجموعة من الورشات في الطين والفسيفساء والحدادة والتقطير وذلك تحت اشراف فرع القصرين للاتحاد الوطني للمرأة كما يقدّم عرض للمنتوجات الحرفية و الصناعات التقليدية للمجمع الحرفي "متضامنون"بالقصرين الى جانب عرض للوحات فنية من انتاج روضة الأيادي الصغيرة بسبيطلة لتنتظم إثر ذلك مسابقة في الموروث الغذائي المحلي ومن خلال ورشات حية في طريقة الطهي و إعداد الأكلات التقليدية وإثها يقدّم عرض حكواتي للدكتورة و المنشطة حميدة عمري وبمشاركة أطفال روضة الآأيادي الصغيرة
كما يقدّم بساحة المعابد الثلاث بالموقع الأثري الروماني عرض للمصارعة وعرض راقص يجسد حياة العبيد في العهد الروماني الى جانب عرض راقص روماني بموسيقى عصرية لنادي الرقص بالمركب الشبابي بسبيطلة الى جانب عرض ملحمي يجسد الحياة السياسية والعسكرية في العهد الروماني والفتح الإسلامي وهو عرض من اخراج محمد الهادي محمودي وعن سيناريو لحيدر قاسمي وتجسيد كوليغرافي لهاجر عماري
ويختتم المهرجان صباح يوم 29 جوان الجاري من فضاء المركب الشبابي مع لقاء شعري فتكريم نادي المواطنة وتكريم ضيوف المهرجان والمساهمين في تنظيمه ودعم فعالياته
يشار الى ان مدينة سبيطلة التي تحتضن هذا المهرجان هي مدينة تقع بالسباسب التونسية وقد اسست خلال القرن الأول للميلاد وتطورت لتصبح مستعمرة في القرن الثالث مما جعل منها مفترق طريق مهم يربطها بأهم مدن المقاطعة الرومانية حيث مثلت غراسة الزيتون بها ووفرة المياه فيها أهم أسباب ازدهارها ومع انتشار الديانة المسيحية أصبحت سبيطلة أو كما كانت تعرف بـ"سفيطلة"خلال القرن الثالث على أقصى تقدير مقرا لأسقفية وقد أدمجت هذه المدينة ضمن المملكة الوندالية سنة 439 م وظلت كذلك حتى قدوم البيزنطيين سنة 533 في عهد الامبراطور يستنيانوس حيث أصبحت من أهم المراكز المحصّنة وقد أعلنها القائد جرجير عاصمة للمقاطعة واتخذها مقرا له وفي سنة647 م شهدت سفيطلة معارك حاسمة انتصرت فيها الجيوش الإسلامية القادمة من الجنوب الشرقي على الجيش البيزنطي فدخلت اثرها سبيطلة و المقاطعة تدريجيا مرحلة جديدة من تاريخهما
وتعتبر المواقع الأثرية التي تغطي الشواهد الأثرية الموجودة كافة فترات التاريخ الروماني بالجهة انطلاقا من المعالم المقدسة الوثنية ثم المسيحية كما يُعتبر الكابيتول معلما نادرا من نوعه في الهندسة المعمارية الدينية الرومانية حيث يتكون من ثلاثة معابد خُصّص كل واحد منها لإله وشيدت هذه المعابد وهي معبد “جوبيتار” ومعبد “جينون” ومعبد “مينارفا” على جانب الساحة العمومية التي يتميز مدخلها بالقوس المُهدى إلى الإمبراطور “أنطونينوس” سنة 139م وأما المعالم الدينية المسيحية فعددها ستة تتوزع على أحياء مختلفة وتحتوي كنيستان منها على حوضي تعميد لعل أشهرهما حوض” فيتاليس" المزخرف بالفسيفساء كما تحتوي بعض هذه الكنائس على محرابين خصص أحدهما لتقديس الشهداء المسيحيين
وتتجسد الحياة اليومية والترفيه عبر الحمامات الكبرى والمتوسطة الحجم والتي غالبا ما تكون مزوقة بالفسيفساء وكذلك عبر الدكاكين المحاذية للساحة العمومية ومسرح للعروض الفنية وآخر دائري للمصارعة وحنفيات تحد الطرقات الرئيسية المبلطة والتي تعود للقرن الرابع ميلادي ويتم تزويدها عبر قنوات مصنوعة من الرصاص و الفخار لجلب الماء من الحنايا التي لا تزال موجودة إلى اليوم
أما بخصوص مجال السكن والاقتصاد فتحتوي"سفيطلة"على منازل ذات أروقة في بعض الأحيان فخمة ومزوّقة مثل معلم “الفصول” ومعاصر للزيتون ومطاحن للحبوب وورشة حدادة اذ ترتبط جميع هذه المعالم فيما بينها بشبكة من الشوارع المبلطة كما تتميز إحداها بقوس نصر مهدى للإمبراطور ديوكليسيانوس والذي يعود إلى نهاية القرن الرابع ميلا
دي
تعليقات
إرسال تعليق