القائمة الرئيسية

الصفحات

افتتاح المعرض الصيفى لـ 21 فنانا تشكيليا بين ضوء البحر وروح المدينة



كتب - محمود الهندي 


 افتتح السفير مختار عمر، كبير مستشاري الاتحاد البرلماني الدولي، المعرض الصيفي لـ21 فنانًا تشكيليًا، وذلك بجاليري بيكاسو إيست التجمع الخامس، أمس، وسط حضور عدد كبير من التشكيليين وبعض من الشخصيات العامة . 


 وقال السفير مختار عمر، يعد هذا المعرض من نوع خاص، فهو يمثل جيلًا جديدًا ومستوى متقدمًا من الفن المعاصر، ويعتبر من بين أكثر المعارض التي تجسد وعي الفنان الشاب، وتعكس بصدق ما يواجهه من تحديات، سواء على المستوى الشخصي أو الفني، كما يبرز التفاعل مع التقنيات المعاصرة، ويجمع بين مدارس فنية متعددة، من التصوير إلى النحت . 


وأوضح عمر مختار، أرى أن هذا الجيل من الفنانين نجح في أن يلامس وجدان المتلقي المصري، وأن يعبر عن مرحلته العمرية بصدق، ما يجعلنا نشعر بأننا أقرب إلى هذا النوع من الفن، لقد رأينا في أعمالهم العشوائيات المصرية والإنسان المصري في حياته اليومية، وهذا ما يجعل من الضروري أن نواكب هذا الجيل في تطوره، وأن نكون إلى جانبه لا في الحكم عليه، بل فى دعمه" . 


وأشار عمر مختار، إلى أن هذا الجيل من الفنانين يشهد تطورًا ملحوظًا، ليس فقط على المستوى المحلي بل أيضًا على الصعيد الدولي، وهو ما يتطلب من مديري الحركة الفنية ومؤسسات الدولة المعنية مسؤولية أكبر في دعم هؤلاء الشباب، وتعزيز مكانة الفن المصري المعاصر . 


وختم قائلاً "ما ألهمني في هذا المعرض هو تلك العلاقة المتواصلة بين فنون مصر القديمة والفن المعاصر، لا تزال الأيادي مصرية، ولا تزال الروح واحدة سواء في اللوحة الكلاسيكية أو في التعبير المعاصر هذا الجيل يحمل ملامح الماضي لكنه يعيد تقديمها بروح المستقبل" . 


 ومن جانبه قال رضا بيكاسو، رئيس الجاليرى، حرصنا على تقديم مجموعة من الفنانين الشباب من مدينة الإسكندرية، وقد حالفنا الحظ بلقاء الفنان الراحل عصمت داوستاشي قبل فترة وجيزة، وهو اللقاء الذي ألهمنا الحديث عن الإسكندرية ومشهدها الفني الغني، وفتح أمامنا آفاق اختيار عدد كبير من الفنانين من هذه المدينة المبدعة . 


 وأوضح رضا بيكاسو، استقر اختيارنا على الفنان عبد الله الدوستاشي ليكون من ضمن المشاركين، وقد تولّى تنظيم المعرض واختيار مجموعة الفنانين الشباب المشاركين فيه. وقد تزامن افتتاح المعرض مع مرور أربعين يومًا على رحيل الفنان الكبير عصمت الدوستاشي، مما أضفى على الفعالية بعدًا رمزيًا ومعنويًا، لتصبح بمثابة رؤية تكريمية وذكرى خاصة لواحد من رموز الفن في الإسكندرية ومصر . 


كما قالت صفية القبانى، نقيبة التشكيليين السابقة، شهد المعرض حركة فنية لطيفة ومبشرة بين الفنانين الشباب، حيث ضم مجموعة متنوعة من المبدعين، بعضهم متخصصون في الفنون التشكيلية، وآخرون من خلفيات غير فنية، لكنهم يمتلكون موهبة صادقة وأصيلة، فمثلًا، أحد المشاركين خريج كلية التجارة، لكنه قدم لوحات بمستوى يضاهي خريجي كليات الفنون الجميلة، ما شكل مفاجأة لافتة ودليلًا على مدى وعي هذا الجيل بالفن التشكيلي وتقديره له . 


وتابعت صفية القبانى، يتميز الفنانون التشكيليون من الإسكندرية بتأثرهم العميق ببيئتهم المحيطة، سواء من حيث المناخ، والهواء، والضوء الطبيعي، أو حتى الطابع الحضاري والانفتاح الثقافي الناتج عن الاختلاط المستمر بالأجانب، خصوصًا اليونانيين وأبناء الجاليات الأجنبية، الذين كانت لهم جذور في المدينة. هذا التنوع الثقافي ترك أثرًا واضحًا في استخدامهم للألوان، فنجد طغيانًا للدرجات البحرية مثل الأزرق واللبني، مع انفتاح بصري وشعور بالأفق الواسع، وعلى العكس من القاهرة، التي يغلب عليها الزحام والضوضاء والكتلة العمرانية الثقيلة، فإن الإسكندرية تمنح الفنان طلاقة في الرؤية، وهو ما ينعكس في جرأة أكبر لدى فنانيها في تجريب الخامات والتعامل الحر مع المساحات والتكوين . 


قال الفنان عبد الله داوستاشي ، وقومسير المعرض، إن المعرض يضم أعمال 21 فنانًا، 90% منهم من مدينة الإسكندرية، وينتمون إلى أجيال فنية متعددة، من بينهم الفنان الراحل نبيل فاروق، الذي توفي هذا العام عن عمر يناهز الستين عامًا، إلى جانب عدد من الفنانين الشباب وحديثي التخرج، بالإضافة إلى فنانين من الجيل المتوسط . 


وأوضح الدواستاشي أن الفنانين المشاركين يمثلون مدارس فنية متنوعة، ويعبّر كل منهم عن رؤيته الخاصة، دون وجود تيمة موحدة تحكم المعرض. تتنوع الأعمال المعروضة ما بين النحت، والخزف، والنحت المتدرج، بالإضافة إلى استخدام خامات مثل الخشب والبازلت الأسود . 


وأضاف: "حاولت من خلال هذا المعرض تقديم ملامح من المشهد التشكيلي السكندري داخل القاهرة، وهي فرصة جيدة للفنانين من الإسكندرية لعرض أعمالهم في العاصمة، كل فنان يشارك بمجموعة من 4 إلى 6 أعمال، وغالبًا ما تكون أعماله متصلة بفكرة أو تيمة موحدة" . 


وختم قائلاً إن الإسكندرية كانت وما زالت مدينة ولّادة للإبداع في مختلف المجالات، مشيرًا إلى أن قربها من البحر وما تتمتع به من زخم ثقافي ينعكس بقوة على طبيعة سكانها، ويشكل بيئة خصبة لإنتاج أعمال فنية متميزة .

تعليقات