متابعة الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر
بعزّ العتمة، ولما بيكون الأمل عم يختنق، بيجي ضوّ من قلب الفن، من كاميرا وصرخة، من مشهد بيصرّخ فينا "نحنا بعدنا هون"... و"Free Mind" ما كان بس فيلم، كان بوابة نصر، وكان صفعة على وجه اليأس، وكان انتصار للعقل الحرّ، للوجع الإنساني، ولصوت ما بينسكت.
بإنجاز مدوّي، تصدّر النجم العالمي عمر الجمل والمخرج الهوليودي رامي غيط ساحة الفن المستقل بعد ما انقبل فيلم "Free Mind" رسميًا للمشاركة بمهرجان نيويورك الدولي لصنّاع الأفلام – International Filmmaker Festival of New York، وهيدا واحد من أهم المهرجانات العالمية يلي بتحتضن المواهب الجريئة والأصيلة من مختلف بقاع الأرض.
رامي غيط، المخرج والفنان يلي حامل الوجع العربي بقلبه والعدسة بعيونه، أعلن الخبر بفخر عبر منشور مؤثّر قال فيه: "لقد تم اختيارنا في مهرجان نيويورك الدولي لصناع الأفلام. أشكركم جميعًا". ونشر صورة مؤثّرة بتوثّق لحظة قبول الفيلم عبر منصة FilmFreeway – هالمنصة العالمية يلي صارت حلم وعتبة عبور لكل صانع سينما مستقلة بالعالم.
ال "Free Mind" مش بس عنوان، هو حالة. حالة تمرّد على القوالب الجاهزة، حالة طرح صريح لأسئلة إنسانية وجريئة ما بترضى تتخبّى ورا الكلام المنمّق. الفيلم حمل بقلبه قضايا الناس، المجتمع، التشتّت، البحث عن ذاتنا بعالم مجنون، وكان عمر جمال ببطولته عم بيقدّم أداء بيشرّف، بيصرّخ، وبيهزّ الكيان. بجنبه كوكبة فنية عظيمة، جمّعها رامي غيط برؤية إخراجية فيها حس، فيها وجدان، وفيها توق للحرية.
قبل ما يوصل نيويورك، الفيلم كان عم يقطع محطات نجاح كتيرة، ولاقى إشادات بمهرجانات عالمية، بس هالاختيار تحديدًا إجا تتويج لتعب وسهر وشغل ما بيعرف المساومات. مهرجان نيويورك مش بس اسم، هو مساحة بتكرّم الفكر المختلف، الإبداع الحقيقي، والسينما يلي بتحكي وجع الناس من دون فلاتر.
وهون بيكمن جوهر الحدث: نحنا قدام انتصار مش لفيلم، بل لفكر، لمشروع فني حرّ، لصوت عربي عم ياخد حقه عالمسرح العالمي. هيدا إنجاز بيحط اسم رامي غيط بين كبار صنّاع السينما المستقلة، وبيثبت إنو عمر الجمل هو نجم مش بس قد الكاميرا، بل قدّ رسالة.
الفيلم ما بيخجل يقول الحقيقة، وما بيجامل ليكسب، بيحكي، بيواجه، وبيغوص بالقضايا المعاصرة بطرح درامي عميق مش سطحي، وبهالشي هو بيرسم حدّ فاصل بين فن استهلاكي، وفن بيحفر أثر.
ال "Free Mind" عم يمثّل اليوم السينما العربية المتمرّدة، الجريئة، والواعية، يلي قادرة تكسّر الجدران وتوصل لأبعد نقطة بالعالم من خلال صدقها وقيمتها الجمالية.
هيدا الحدث ما لازم يمرّ مرور الكرام. لأنّه رسالة لكل فنان، لكل مخرج، ولكل شاب عربي حالم: الحلم مش مستحيل، إذا معك فكرة، إذا عندك وجع، وإذا آمنت بصوتك... العالم رح يسمعك.
رامي غيط، عمر الجمل وفريق "Free Mind" رجّعوا الروح لقلوب كتير كانت على الهامش. وهني اليوم مش بس بصالات العرض العالمية، هني بقلوبنا، مثال، وقدوة، ونقطة ضوّ مش ممكن تنطفى.
قدّام هالإنجاز، منوقف تحية احترام واعتزاز، ومنقول: السينما العربية بعدها بخير، طول ما في ناس متل رامي غيط، ونجوم متل عمر الجمل و"Free Mind" صار صرخة بصوت العالم كلّو.
تعليقات
إرسال تعليق